..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إلى أين يتجه تفكيرك يا أسد بعد أكثر من عامين و أنت تقتل أبناء شعبك؟

رضا سالم الصامت

٧ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3525

إلى أين يتجه تفكيرك يا أسد بعد أكثر من عامين و أنت تقتل أبناء شعبك؟
1.jpg

شـــــارك المادة

من يقول سورية ، يقول بلاد الشام وما أدراك ما بلاد الشام بلد العروبة والشهامة والكرم سوريا انتهت في عهد بشار قتل العباد وهدم البلاد قبل عامين شهد هذا البلد الجريح احتجاجات سلمية ضد بشار الأسد ونظامه وهو الذي حكم البلاد منذ وفاة والده حافظ بالحديد والنار. قبل عامين، حيث نزل متظاهرون عزل إلى الشوارع في مدينة درعا، التي تبعد نحو 90 كلم جنوبي العاصمة وهم من أطفال المدارس الابتدائية يهتفون سلميا وبكل تلقائية وعفوية وبراءة الأطفال فرد النظام بقسوة وبكل وحشية.

 


بإطلاق النار عليهم أولًا ثم بالقصف ثانية على الأحياء السكنية ومنذ ذلك الوقت أصبحت سوريا تعاني نزيفا مروعا لم يعرف له نظير منذ انفجار ثورات الربيع العربي مثل ما حدث في تونس و مصر و اليمن و ليبيا.
الوضع لم يعد يطاق في سوريا وأصبح غامضا في ظل الانشقاقات في صفوف الجيش وخروج مناطق واسعة من البلاد عن سيطرة النظام في ظل عدم وجود حلول سياسية ودبلوماسية من أجل وضع حد لإراقة المزيد من الدماء.
وهو ما يعزز المخاوف من دخول البلاد في أتون حرب أهلية واسعة اليوم تمر سنتين على اندلاع ثورة الأحرار السورية الذي ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ورجال وشباب، والأسد مايزال متشبثا بكرسيه القذر ولا علاقة بمصير شعبه الذي هو شعب مسالم منزوع السلاح قوي بإيمانه وصبره وفي ظل مجتمع دولي تعذر عليه إيجاد أي حل لتفادي المزيد من إراقة الدماء.
والمعارضة مصرة على تنحي بشار وسقوط نظامه الذي فقد شرعيته وبدأ في الانهيار إن لم نقل انهار رغم أنه نظام ما يزال مدعوما على حساب الشعب من روسيا وإيران، فحتى حزب الله يقاتل إلى جانب هذا النظام ولا حياة لمن تنادي .
بعد عامين على الثورة السورية، يرى البعض تنافسًا جديًا بين ضرورة الحل السياسي وبين إراقة المزيد من الدماء، في حين تصرّ المعارضة على تنحي بشار الأسد كمدخل للحل.
ففي سوريا أصبح بشار كالغول يصول ويجول ويقتل الشعب الذي خرج في احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير والإصلاح وما كان هذا الشعب المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد العسكري الرهيب، الذي لو فلح الأسد لاسترجع به هضبة الجولان المحتلة بدلا من قتل شعبه وتمزيق بلد عظيم في تاريخه وحضارته وثقافته وهو الذي وعد بالإصلاح، وخالف وعده، قصف مدنا بأكملها ويتم أطفالا وقتل نساء ورجالا واعتقل المئات من أبناء سوريا الشرفاء.. أبناء جلدته أهذا هو الإصلاح الذي وعد به شعبه؟
إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد والنار والقمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان على مدى أربعة عقود من الزمن، من أيام أبيه حافظ فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات بشار، وإن قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار وأتباعه ونظامه وشبيحته لكن ليعلم بشار ومؤيديه أن شعب سوريا اختار الموت لأنه رفض ويرفض الذل والهوان وحياة الاستبداد والقمع ولم يعد يرهبه الرصاص والدبابات والقنابل.
هذا الشعب الحر يريد الحرية والكرامة ليبني سوريا جديدة تنعم بالحرية والديمقراطية الشعب السوري يُقتل وتُسفك دماؤه، ولا حياة لمن تنادي، والأزمة مستفحلة وحلها قد يصعب وأعمال القتل تتواصل والأزمة تتفاقم كحرب داخلية طويلة الأمد، وسوف تكون كارثيةً، رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض طريق السوريين نحو الانتصار والمجد والحرّية والكرامة الإنسانية.
فمنذ اندلاع ثورة سوريا قبل عامين، لم يصل النظام إلى مبتغاه رغم كل المجازر وأحداث العنف ولم يصل المجتمع الدولي إلى حل يوقف هذا النزيف الدموي وبالتالي فشل فشلا ذريعا في تطويق الأزمة فهذا النظام الفاسد صد جماهير شعبه عندما خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات سلمية لا يطالبون شيئا غير التغيير فواجهتهم الآلة العسكرية بكل قوة فحصدت أرواحا بريئة وقتلتهم وشردتهم وعذبتهم واتخذوا ذريعة لهجماتهم على هؤلاء المواطنين العزل من أطفال المدارس الابتدائية بكونهم جماعات إرهابية وتلك هي الأكذوبة، التي فتحت على النظام أبواب جهنم، مما جعله يمارس بحقد دفين سياسات تتعارض ومصلحة الشعب السوري الأبي والنتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية وحتى الاقتصادية ودمار سوريا بالكامل.
النظام لم يتوانى بقتل المزيد وارتكاب المجازر الشنيعة في حق الأطفال والنساء والشيوخ وكأن هؤلاء الأطفال هم أيضا من الإرهابيين كما يدعي نظام بشار وشبيحته الحقيرة.
ولعل ما يدهش العالم هو أن المجازر التي ترتكب أمام أعين العالم لا تحرك ساكنا والأسد يتلذذ في تقتيل أطفال سوريا، لأنه فقد إنسانيته ولم يعد يهمه غير البقاء على كرسي الرئاسة، غير عابئا بقرارات الأمم المتحدة وتصاريح كبار المسؤولين، رغم أنه فقد الشرعية من زمان وعليه أن يستعد إلى المحاكمة الدولية.
فالشعب السوري لم يعد يحتمل ولكن لا ننسى أنه لم يعد يتراجع إلى الوراء رغم كل هذه التضحيات وبعد كل ما جرى ويجري والدماء سالت وتسيل في كل منطقة وفي كل شارع ونهج من سوريا.
إن المعارضة يجب أن يتم تسليحها بالأسلحة المناسبة وهذا من شأنه أن يقصر في عمر النظام، لأن النظام لم يراعي أخلاقيا ولا إنسانيا ما يحدث فقد ارتكب مجازر بشعة للغاية وما يزال يقتل الأطفال هكذا هو الحال عامان على ثورة سوريا والمعارضة مصرة على إسقاط النظام حتى النصر وبناء سوريا الجديدة، سوريا الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية، فسوريا بعد عامين من الثورة حالها من سيئ إلى أسوأ، فهل من حل وهل من فرج؟
أم كما يعتقد بشار أن ما حصل في سوريا من اضطرابات وصل إلى مرحلة التقسيم أو سيطرة القوى الإرهابية حسب تعبيره في سوريا أوكلا الحالتين فلابد أن ينتقل هذا الوضع مباشرة إلى الدول المجاورة أولا وبعدها بتأثير الدومينو إلى دول ربما بعيدة في الشرق الأوسط غربا وشرقا وشمالا وجنوبا.
تصريحاته مثيرة للاشمئزاز والحال أنه لا يعي ما حصل ولا يزال يحصل في شعب سوريا من أطفال ونساء وشيوخ والأمم المتحدة تقول أن 70 ألفا على الأقل قتلوا في الصراع الدموي في سوريا ويقول متابعون للشأن السوري أن سقوط نحو 200 قتيل في اليوم أصبح شيئا مألوفا.
وفر أكثر من مليون لاجئ من البلاد في حين يقدر الهلال الأحمر السوري وجود نحو أربعة ملايين نازح.
فإلى أين يتجه تفكيرك أيها الواهم بشار؟
و شعبك يمزق بهذه الطريقة الشنيعة، فكن على يقين أن لا تنفعك روسيا ولا إيران ولا غيرهما.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع