..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

صلاحية البوطي انتهت فقتلوه

أبو مضر

٢٢ مارس ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3264

صلاحية البوطي انتهت فقتلوه
البوطي0.jpg

شـــــارك المادة

صلاحية البوطي انتهت فقتلوه بدايةً، اللهم شماتة، أجل وقبل أن يستغرب القارئ الكريم ويتهمني بالسلفية والتشدد أقول ثانية اللهم لا شماتة بالموت ولكن الشماتة بالبوطي وأتباعه فهذه هي نهاية كل من يقف في صف الظالمين، وفي الأثر من أعان ظالماً سلطه الله عليه، وهذا ما حصل فقد استغل النظام البوطي وأمثاله واستثمر كل حياته فلما انتهت صلاحيته قتله ليستثمر موته.


ومن المفيد هنا التذكير بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه الطبراني: من أعان ظالماً بباطل ليدحض به حقاً فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك بالحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه: من أَعَانَ على قَتلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل مَكْتُوبٌ بين عَيْنَيْهِ آيِسٌ من رَحْمَةِ اللَّهِ.
ولا شك أن كل عاقل متجرد يعلم يقيناً أن البوطي كان عوناً للمجرم بشار الأسد في قتل عشرات الآلاف من السوريين، واعتقال مثلهم وتهجير أضعافهم، وما اغتصاب النساء في بلدنا بمخفي عن أحد والجميع يعرفون من يقوم بذلك.
ولا عجب في ذلك فالبوطي كان عوناً للمجرم المقبور حافظ الأسد في إجرامه منذ مجزرة حماة عندما صرح بأنه لا بد من مواقف صارمة، ويوم فطس باسل الأسد زعم أنه رآه في الجنة، ولما لحقه أبوه قال في أربعينيته أن حافظ الأسد كان مؤيداً بقوة خارقة (أي بالمعجزات).
وامتد النفاق ليشمل أصحاب الحاكم وحلفاءه ففي حرب حزيران الإعلامية التسويقية بين حزب اللات وإسرائيل، تمنى البوطي أن يكون إصبعاً في يد حسن نصر اللات الذي يسب الصحابة ويتهم أم المؤمنين الطاهرة الصديقة بنت الصديق بالفاحشة، والذي يصرح علناً أنه من أتباع ولي الفقيه بإيران، وهذا تسبب في تشيع الكثيرين من أبناء سورية، وذنبهم في رقبة البوطي، ومن أحب قوما حشره الله معهم.
ولما أشرقت شمس الربيع العربي، وقامت ثورة الكرامة في سورية المحتلة من بيت الأسد منذ أربعين سنة، وبدل أن يكون العلامة البوطي مع الشعب المقهور المظلوم، بدل أن يستغل قربه من النظام لنصحه وتخويفه من الله وهو يعلم أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، بدل أن يختار منزلة سيد الشهداء ( ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) وقف البوطي كعادته مع الحاكم الظالم الغاشم الذي لم تعرف سوريا رغم كل ما مر عليها من الطغاة مثله، كان البوطي يتهم المجاهدين بالإرهاب، وأنهم حثالة، وأن بعض المتظاهرين لا تعرف جباههم السجود، وأن سقوط بشار هو سقوط الإسلام، وإلى آخر خطبةٍ وهو يدعو إلى النفير العام والقتال في صف جند الطاغية بشار والتي جرائمهم لا تخفى على أحد، وفي نهاية كل خطبة كان يدعو الله أن يملأ قلبه بمزيد من الإيمان.
لم يبق له شيء ليعطيه لنظام بشار، فأراد أن يستغل ويستثمر موته كما استغل واستثمر حياته، فأراد النظام أن يرسل عدة رسائل إلى العالم من خلال اغتيال الشيخ البوطي السني: منها أن يعزف على وتر الإرهاب ويقول للعالم الغربي خاصة أنه يحارب متشددين إسلاميين تكفيريين قاعديين لا يبالون بقتل علماني أو رجل دين، ومنها تشويه لسمعة المجاهدين الإسلاميين الذين يقاتلونه، ومنها أن يرسل رسالة لمحبي الشيخ وأتباعه مفادها أن السلفيين هم من قتل البوطي ولن يتركوا منكم أحدا، فعسى – ولن تفيده عسى – أن يستميلهم إلى صفه، فيشاركون في الدعوة إلى القتال معه.
لم ينجح النظام -والحمد لله- بتحقيق أي من أهدافه؛ اللهم إلا ثلة من المنافقين الذين يعلم القاصي والداني نفاقهم كحسون وغيره من علماء السلاطين الذين انخرطوا ومنذ البداية في الدفاع عن الإجرام، لكن الذي تولى كبره منهم (حسون الملعون) بلغت به درجة الوقاحة والجرأة على الله إلى حدّ تسمية البوطي بشهيد المحراب مثل أمير العدل سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولقد خاب والله وخسر، فالفاروق كان يخاف من عثرة شاة في العراق لم يسهل لها الطريق، والبوطي سهل الطريق للحاكم الظالم حياته كلها.
أما الأدلة القاطعة على تورط النظام بقتل البوطي فهي كثيرة جداً، أولها التناقض في نشر الخبر فالفضائية السورية قالت قذيفة استهدفت المسجد، وقناة الدنيّة السورية قالت تفجير انتحاري، وكعادتهم كان التلفزيون السوري جاهزاً، بل والسيرة الذاتية للشيخ أيضا كانت جاهزة فمباشرة قدم تلفزيون النظام تقريرا عن حياته.
لكن جرائمهم دائما مكشوفة، فالتفجير الانتحاري الذي قتل أكثر من أربعين شخصا تناثرت أشلاؤهم في أرجاء المسجد، وأصاب حوالي الثمانين، كان صديقاً للبيئة لم يحرق سجاد المسجد، ولم يزعزع أعمدته ولا مراوحه، ولم يسقط منبره وحتى الثريا في المحراب لم تنكسر.
بل ولم يصب كرسي الشيخ ولا مصحفه ولا حتى نظارته. والعجيب أن بعض جثث طلاب العلم الذين كانوا يحضرون درس الشيخ –وللمرة الأولى- كانوا يلبسون أحذيتهم في المسجد، وبعضهم يلبس سلاسل ذهبية، والبعض الآخر على صدره وشم لصورة امرأة.
ذكرني هذا النوع من التفجير اللطيف بإخوة يوسف عليه السلام، جاؤوا أباهم عشاء يبكون وقالوا أن الذئب أكل أخاهم ومعهم قميصه الملطخ بدمائه، فقلّبه يعقوب عليه السلام فلم ير فيه تمزيقاً ولا تقطيعاً فقال: ما أرحم هذا الذئب أكل ولدي ولم يمزق قميصه ؟؟!!.
والأعجب من هذا أن مسجد الإيمان الذي يقع في حي المزرعة هو تحت سيطرة النظام ومحاط بكاميرات كثيرة ودروس الشيخ مسجلة فما السر في تعطل الكاميرات في هذا اليوم فقط، وإلا فأين التسجيلات؟؟!!.
النظام لا يبحث عن سبب لتصفية أي شخص كان وخاصة المسلمين منهم، ولعلكم تذكرون تصريحات خالد شبيب قاضي الفرد الأول في دمشق الذي انشق عن النظام منذ بدايات الثورة، حيث صرح أكثر من مر ة أن أكثر القضايا التي ترد إليه ليحكم فيها هي: عساكر ضبطوا متلبسين بجريمة الصلاة في الجيش!!!.
وقد صرح بعد انشقاقه أن النظام سيقتل البوطي وحسون وقد أصاب في الأول وأظنه أخطأ في الثاني لأن الحسون شيعي حتى النخاع والكلب لا يعض ذيله. أخيراً..
هناك من أشاع أن البوطي طلب من أسرته السفر إلى تركيا، وكان ينوي اللحاق بهم، وهذا عند الله فهو العالم وحده بالسرائر، ونحن أُمرنا أن نحاسب المرء على الظاهر، وظاهر البوطي أنه بقي مع النظام الفاشي الطائفي المجرم حتى قبضه الله، وهو أعلم به منه ومنا فإن شاء رحمه وإن شاء عذبه.
وقبل أن أنهي، رأيت لزاماً العودة على البدء، فالفرحة بهلاك الظالمين وأعوانهم من صلب ديننا، وأعتقد أن البوطي -عليه من الله ما يستحق- كانت فتاواه ومواقفه سبباً مباشراً أو غير مباشر بقتل وتشريد واعتقال الكثيرين، وهذا مبرر للكثيرين الفرح بموته دون أن نحكم على مصيره.
روى ابنُ سعدٍ في طبقاته قال: أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ،عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ النّخعي (تابعي جليل كان مفتياً للكوفة) بِمَوْتِ الحَجَّاجِ، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ .
ويروي عبد الرزاق عن ابن طاووس: أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قول الله تعالى: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ونحن لا نقول أن البوطي مثل الحجاج الذي سفك دماء آلاف المسلمين، ولكنه كان عوناً لآل الأسد الطغاة الظالمين الذين سفكوا دماء عشرات الآلاف من المسلمين، والله تعالى يقول: ((وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)).

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع