نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3358
شـــــارك المادة
وخرج البيان الختامي لمؤتمر قمّة دول العالم الإسلامي, والذي كان مفاجأة غير متوقعة للشعب السوري الذي كان يراهن على إقامة هذا المؤتمر في دولة من دول الربيع العربي, وفي ظلّ نظام كان محسوبا على الإسلام والإسلاميين, خرج هذا البيان ليدعو المعارضة إلى التوحد, وكأن المعارضة المختلفة ليس لها وجود في هذه الدول, وليدعو هذا البيان إلى الحوار بين النظام وهذه المعارضة التي تمثّل الشعب السوري أي أنّ المؤتمر يدعو إلى الحوار بين الجلاد والضحية.
لقد قفز هذا البيان فوق دماء آلاف الشهداء, وفوق عذابات آلاف الأسرى والمعتقلين, وفوق أعراض السوريات العفيفات اللاتي تمّ اغتصابهن, وليدل هذا البيان دلالة واضحة على يد إيران الطولى في المؤتمر, وعلى علو الصوت الشيعي فوق صوت السنة الذي يمثّل أكثر من تسعين بالمائة من مسلمي العالم. لم يجرؤ هذا البيان من النيل من كلب إيران في سورية, أو توجيه مجرّد إدانة لما قام به من إجرام فاق الوصف, وقصرت عنه مخيّلة شياطين الأرض قاطبة. وفي نهاية الأمر لم توقّع إيران وذنباها العراق ولبنان الذي يرزح تحت سيطرة حزب اللات, لم يوقّع هؤلاء على هذا البيان العار؛ لأنّه لم يرق إلى مستوى طموحاتهم في السيطرة الكاملة على مقرّرات المؤتمر والتي ربّما تصل إلى حدّ دعم بشّار بهما. كنّا نعلم كسوريين أنّ هذا المؤتمر لن يقدّم شيئا عمليّا للشعب السوري , ولن يكون إلّا كغيره من المؤتمرات التي ادعت صداقة هذا الشعب , وعندما عقد مؤتمر المانحين للشعب السوري؛قدّمت المساعدات الإنسانية فقط, وجعلتها في أيدي النظام الذي نعرف كيف سيتصرّف بها. كنّا نتوقع أنّنا وكجزء من هذا العالم الإسلامي السنّي أن يأتي البيان ليحاول تخفيف آلامنا ومعاناتنا , أن يواسي أمهاتنا , أن يعبّر عن غضبه لحرائرنا ؛ إلّا أنّ شيئا من هذا لم يحصل , وكانت صدمتنا فيه كبيرة. وليت الأمر توقّف عند هذا؛ فقد استطاع رئيس النظام الإيراني أن يصدر قرارا يسمح بدخول المصريين إلى إيران دون تأشيرة, ومن طرف واحد. إنّ كلمة ومن طرف واحد لن تلغي الخطر القادم على مصر, ولن تخفّف من هذا الخطر, فإيران التي استطاعت استغلال فقر الشعوب وحاجتها, واستطاعت بهذه الطريقة أن تدخل في دينها الكثير من طلّاب العلم الذين لم يتمكنوا من دخول الجامعات لضعف معدّلاتهم, وقدّمت وبسخاء المال إلى الكثير من الفقراء الذين يحتاجون المال لسدّ جوعهم, أو العيش في مستوى الحد الأدنى ممّا يجب أن يعيشه الإنسان, كما استطاعت إيران استقطاب طلاب المتعة من خلال فتح المجال أمامهم من خلال ما يسمّى بزواج المتعة. فهل سيكتشف المسؤولون في مصر الفخ الذي نصبته لهم إيران من خلال هذا القرار الإيراني؟! ألا يخشى هؤلاء أن يستيقظوا يوما ليروا أنّ التغلغل الإيراني وصل إلى حد أن يطالب أتباعهم بحقّهم في حكم مصر؟! إنّ إيران التي جعلت همّها الأكبر نشر التشيّع الصفوي, ومن ثمّ تحقيق حلم إعادة السيطرة الفارسية على المنطقة تعمل بجدّ واجتهاد وإخلاص لهذا الهدف ، وفي الوقت نفسه نرى تبعية دولنا السنيّة إلى الغرب, ونرى الحرص على كراسي الحكم دون الاهتمام بالحفاظ على الثوابت التاريخية والدينية, ودون الالتفات إلى مخطّطات الغرب التي تتوافق مع إيران الشيعية التي لم تصطدم مع الغرب بعد أن تحوّلت إلى التشيّع الصفوي ؛ بل كان عداء الغرب التاريخي مع السنّة الذين فتحوا مشارق الأرض ومغاربها, وهزموا الصليبيين, وأجلوهم عن بلاد المسلمين خاسرين منهزمين. وكما قال لافروف الروسي الذي كان واضحا في عدائه: إنّه يخشى من حكم السنّة لسورية, وهم الأكثرية ؛ لذلك فإنّ الغرب لا يمانع ؛ بل يرحّب , ويعمل على مساعدة إيران في نشرها لدينها , فهو صمّام الأمان لإسرائيل والغرب في المنطقة التي ستتقاسمها إيران والغرب والتي ستكون أكثر توافقا ممّا لو كانت بين الغرب ودول سنيّة. إنّنا نعوّل أولا وأخيرا على شعبنا السوري الذي قدّر الله أن يكون هو المنبّه, وسيكون هو المنقذ للسنّة في المنطقة, بل والعالم من مخططات إيران والغرب بإذن الله . ألم يتكفّل الله بالشام وأهله ؟!......
رندة تقي الدين
غسان الإمام
ميشيل كيلو
أحمد أبو مطر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة