سامر أبو رمان
تصدير المادة
المشاهدات : 3187
شـــــارك المادة
انتهت أعمال مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد بالكويت أول أمس بجمع ما يزيد على مليار ونصف مليار دولار، ولكن هذا لم ينه الانتقادات الحادة، والاتهامات حول وصول معظمها للنظام السوري والمناطق الخاضعة له، مقابل عدم تلقي المناطق الخاضعة للمعارضة والثوار إلا القليل.
قبل المؤتمر أثار هذا الموضوع القلق لدى جهات رسمية ودولية وخيرية؛ مما دفع العديد من ممثلين عن كل هؤلاء بالنفي والرد من عدة أوجه من قبيل: أن المساعدات ستوزع إلى اللاجئين خارج سوريا، أو أنها ستوزع بشكل عادل على المناطق السورية سواء التابعة للنظام أو للمعارضة وغيرها من التوضيحات التي اضطرت جهات خيرية إسلامية أيضا إلى أن تذكرها. لم تكن اتهامات عدم التوازن في تقديم المساعدات بين الشعب السوري الذي يعيش في مناطق المعارضة، أو الذي يعيش في مناطق النظام من قبل بعض الجماعات الإسلامية ورموزها أو جماعات المعارضة فقط، وإنما كانت من منظمات إنسانية أخرى التي من أبرزها منظمة «أطباء بلا حدود»، حيث أرسل لي –قبل يوم من انعقاد المؤتمر- مستشار الدبلوماسية الإنسانية في المنظمة Antoine Bieler البيان الصادر عن المنظمة الذي يدعو فيه المانحين مباشرة غالى التوازن والعدل بتوزيع المساعدات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، والتي تقدر بأن ثلث الشعب السوري يعيش فيها. بعد جمع هذه الملايين يزداد التوجس من تأثير هذه المساعدات في مسار الثورة السورية لصالح النظام السوري، وهو ما يثيره تصريح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بعد انتهاء المؤتمر «أن هذه المساعدات ستوزع على المتضررين في الداخل والخارج من خلال الأمم المتحدة، وبالتعاون مع الهلال الأحمر السوري المرتبط بالنظام السوري ذاته». المساعدات السورية مع ما فيها من إيجابيات وسخاء وعطاء، تحتاج إلى شفافية من كل الجهات التي تتعامل معها، وخاصة تلك التي استلمت الأموال، وعليها الإجابة عن: كيفية تقديم التبرعات وحسب الأولويات، ومن هم الوسطاء في هذه العملية، وما هو الدور الرقابي الذي سيقومون به، وكيف سيقيمون عملهم بعد انتهاء كل مرحلة أو مشروع. إذا كانت قنوات النظام الرسمي السوري هي الخيار الوحيد لنقل المساعدات للداخل قبل عدة شهور، ومن خلال المنظمات الإنسانية العالمية فقط، وخاصة الأمم المتحدة، فالآن وفي ظل سيطرة الثوار على مناطق عديدة في سوريا، وافتقاد النظام شرعيته، لم يعد مقبولا الاستمرار بتسليم المساعدات إلى يد النظام السوري القاتل، ليقضي على الثورة بدلا من استفادة الشعب السوري منها.
العصر
سعيد الحاج
علي حسين باكير
رضوان زيادة
حسان حيدر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة