..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

وما النصر إلا من عند الله....

عمار النوري

٢٩ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3319

وما النصر إلا من عند الله....
1 النصرة الجبهة.jpg

شـــــارك المادة

ثلاثة تحليلات أو مقالات قرأتها مؤخرا أثارت في نفسي ما أود كتابته. وهذه المقالات هي:
1. من حلب إلى باماكو: عقيدة أوباما والحرب العالمية الرابعة
بقلم أ/ صبحي حديدي نشرتها صحيفة القدس بتاريخ 24/1/2013، يرى فيها الكاتب أن ما يجري في سورية الآن امتداد للحروب الصليبية – وإن لم يقل ذلك صراحة.

 


2. أميركا، بعد روسيا، جزء من المشكلة في سورية
بقلم عبد الوهاب بدرخان، نشرتها صحيفة الحياة بتاريخ 24/1/2013، اختصر مجمل مقالته إذ يقول آخرها أن أمريكا وروسيا اعتمدتا دعم بشار ونظامه باعتبار أن إفراطه في الإجرام مدعاة للوثوق به لإحلال النظام.
3. حلمُ التحرير وميزانُ القوى
بقلم د. مازن هاشم نشرها في مدونته "الربيع الشامي" بتاريخ 17/1/2013، يناقش فيه د. مازن خيوط "المؤامرة" على سورية وشعبها وسبل تفادي تلك "المؤامرة". ويبث في تحليله هذا روح التفاؤل "الحذر" بالنصر بإذن الله.
قد بقرأ البعض هذه المقالات والتحليلات وغيرها كثير، ويستشف منها نوعا من التشاؤم بما هو آت، ولا شك أن هذا التشاؤم له مبرراته وأسبابه ومصوغاته، وهذا ما حصل لي فعلا إبّان قراءتها، بيد أنني تمعنت فيها ثانية وفيما يجري من أحداث فتغيرت نظرتي واستبشرت خيرا وتفاءلت. 
سأسرد أولا بعض النقاط التي أستشفها من الكتابات الثلاثة ويكاد يكون متفق عليها:
1. استغلال "البعبع" المجسد في جبهة النصرة لالتفاف حول الثورة. فيجتمع بهذا "البعبع" معسكرا الشرق والغرب بغايتهما المتغايرة على نتيجة واحدة ألا وهي استنزاف سورية ورجالاتها وعدم السماح لمن لا يتّبعونهما من الوصول إلى سدة الجكم. وسيبقى الحال هكذا من تأجيل وراء تأجيل وتسويف يليه تسويف إلى أن يتفقا على حكومة (ليس بالضرورة بقيادة الأسد، بل من الأفضل ألّا تكون بقيادته) يستطيعان من خلالها تمرير سياساتهما.
فقد اتفقا على عدو واحد آنيّ، وبعد أن يقوضانه أو يقضيا عليه، سيتعاملان مع خلافاتهما على ما جرت به عادتهما. وهذه بعض المؤشرات التي تدعم دعواي:

 

  • تنصيب جون كيري وزيرا للخارجية الأمريكة وهو صديق شخصي للأسد
  • إصرار ممثلي المجتمع الدولي والجامعة العربية (كان آخرهم الإبراهيمي) على وصف ما يجري بالحرب الأهلية متناسين أن أهل سورية يقتّلون من طرف واحد باغ مجرم
  • تحييد الملف النووي الإيراني لبعض الوقت وعدم إثارة أبواقه بالرغم من إصرار إسرائيل عليه
  • تلاشي دعوات الغرب – خاصة أمريكا – لبشار بالتنحي، بل بتنا نلحظ مطالبات بالإصلاح والإصرار على حكومة "مهجنة" لا تستبعد رؤوس النظام الحالي.
  • إغلاق "حنفية" التمويل للجيش الحر. بل أننا سمعنا مؤخرا عن مساعدات أممية للشعب السوري أعطتها الأمم المتحدة للنظام الأسدي المجرم.

2. اللعب على الوتر الطائفي الذي يعرف كل سوري بطلانه.
وما فتئ المعسكران يغذيان هذه النزعة إما صراحة أو باساليب ملتوية. فهذه روسيا تصرح اليوم أنها لن تسمح أبدا للسنة من الوصول إلى الحكم لأنهم – أي السنة – سيرتكبون مذابح في حق النصيرية. وهذه فرنسا تخاف على "مسيحيي" سورية مما سيأتي، وهذه أمريكا بمواقفها السلبية تدعم كل الفرق التي تدعو إلى التفرقة والعصبية والعنصرية، وما علينا إلا متابعة صحفهم لنرى ذلك من غير لبس. وما يؤسف أن وقع بعض عقلائنا في منزلق الطائفية وأصبحوا يتنادون به. أي أننا صدقنا كذبهم علينا و"شربنا" مقلبهم.
3. أن لا مصلحة لأي قوى خارجية، إقليمية كانت أم دولية، في انتصار الثورة "النظيفة" كما هي عليه الآن.
هذا من جهة، ولكن نسي هذان المعسكران من شرق وغرب ومن معهما، نسوا جميعا أن ثوار سورية وأبطالها أطلقوها صراحة مذ بداية الثورة "يا ألله ما لنا غيرك يا ألله"، فنبذوا بكلمتهم هذه كل اعتماد على سواه سبحانه، وصرخوا في وجه الجميع أن ثورتنا لله وبالله وفي الله – حتى غير المسلمين منهم صدحوا بهذا الشعار والهتاف. وكأن هؤلاء الأبطال الأشاوس يتمثلون قوله تعالى:
                                            "... وما النصر إلا من عند الله..."
يتمثل هؤلاء الأبطال كيف نزلت هذه الآية في أبطال بدر إذ قاتلت معهم الملائكة، فيرجعهم تعالى إلى أن النصر من عنده وحده، فهو مسبب الأسباب سبحانه.
وهكذا الحال الآن، إذ لا يكترث أبطال سورية بخذلان من خذلهم من قريب أو بعيد، ولا بنصرة من نصرهم من قريب أو بعيد (وإن نشكر لهم نصرتهم) فالنصر آت آت آت "بإذن الله".
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء..."
إن من أجمل وأجلّ وأهم ما أفرزته هذه الثورة المباركة أن محّصت السوريين خاصة والمسلمين عامة وأصحاب الشعارات من قوميين أو مدعي الإنسانية.
برز كل هؤلاء وتبرغلوا في منخال الثورة (جعلنا الله في مفرزة الناجين). وكما يقول تعالى:
                                 "... ليميز الله الخبيث من الطيب..."
وكأنما أصل الأمور الطيبة ومن شذ وخبث فهذه إرادته ولكل جزاؤه.
فأفرزت الثورة طاقات لم نكن نعلم بها من شباب مبارك أدهش الكثير منا لما يحمله من إيمانيات راسخة وعزة نفس أبية وتفانٍ في الخير والعطاء، وأفرزت كذلك همم كالجبال يحملها كهول وشيوخ بيضت الأيام نفوسهم كما ابيضت شعورُهم.
وفي المقابل، سلطت الضوء على كل متخاذل منافق ولم تستثنِ أحدا، فبرزت حقائق من كنا نظن فيهم الخير من علماء وقادة، فعرفهم الناس وتركوهم لخزيهم وعارهم.
وما هذا إلا من بشائر النصر الآت القريب "بإذن الله" فلا ينعم هؤلاء المنافقون المتخاذلون بطيب النصر، ولا يبثوا في روح الثوار سموم تخاذلهم ....
                 ... لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ...  فلا تهنوا أيها المجاهدون ولا تحزنوا.... الله معكم ولن يَتِرَكُمْ أعمالكم.

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع