المرصد السوري لحقوق الإنسان
تصدير المادة
المشاهدات : 3711
شـــــارك المادة
إطلاق صواريخ "سكود" على المعارضة بعد القنابل الروسية الحارقة لن يغيّر شيئاً في مآل معركة دمشق وهي الفصل الأخير من سنتي الدمار والخمسين ألف قتيل، التي بات واضحاً أنها إما أن تنتهي بانهيار دراماتيكي للنظام وإما بانتقاله إلى المناطق الشمالية لإعلان الدولة العلوية، ربما لهذا دعا أحمد معاذ الخطيب العلويين إلى العصيان المدني ضد"النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا"!
يؤكد هذا أيضاً الموقف الأميركي المتحرك أخيرا ليس عبر الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلاً وحيداً للشعب السوري فحسب، بل على صعيد الاستعجال لمحاولة الإمساك بأكبر مقدار ممكن من أوراق القوة على الأرض وفي الميدان، ومن هنا يمكن أن نفهم اشتراط واشنطن عزل "جبهة النصرة" التي تعتبرها إرهابية كمقدمة لتسليح الثوار! ولكي يتضح الموقف الأميركي أكثر علينا قراءة كلام فريدريك هوف مستشار الخارجية الأميركية لعملية نقل السلطة في سوريا إلى صحيفة "لوس انجلوس تايمس": "نحن في حاجة إلى السيطرة على الخدمات اللوجستية واتخاذ القرار بشأن من يحصل على السلاح وعلى أي نوع من السلاح"، ولعل اخطر من هذا قوله: "إن تردد واشنطن في عسكرة الوضع لم يعد مناسباً. إن العنف الطائفي يدمر سوريا والوقت عدونا، كلما كانت الأضرار أكبر صارت عملية إعادة بناء سوريا أصعب"! لا ادري ما إذا كان باراك اوباما قد قرأ تصريح هوف جيداً، لكن أجد من المناسب القول للرئيس الأميركي على طريقة غوّار الطوشة: صحّ النوم سيدي الرئيس! لقد انتظرت سنتين من المآسي لتلتفت الى ما يجري وما يمكن ان يشكله من خطر على مستقبل سوريا والمنطقة والتوازن الإقليمي. في اي حال واضح ان "المناوشة السياسية" حول التسليح و"جبهة النصرة" لن توقف العد العكسي لسقوط النظام في دمشق! لكي نتبيّن التوجهات المتسارعة التي بدأت ترسم ملامح ما بعد الأسد، ليس علينا إلا قراءة كلمات الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري في مراكش، ليس لأنه يكاد يكون روبسبيير الثورة السورية في تأكيده "أن الشعب السوري على أبواب استكمال نصره وإسقاط نظام الأسد"، بل لأنه أضاء على الفصل المقبل من المسألة عندما قال إن الاعتراف بالائتلاف خطوة مهمة لكن تليها بالضرورة عملية التحضير للمرحلة الانتقالية وتأمين انتقال منتظم للسلطة في سوريا، وهي الآن المهمة الأساسية للممثل الخاص الاممي - العربي الأخضر الابرهيمي "بعدما أضحى من المحسوم نهاية نظام الأسد"! أكثر من هذا بدا الشيخ حمد وكأنه يتجاوز السؤال "من سيحكم سوريا" إلى التساؤل الضروري "كيف سيعاد بناء سوريا سياسياً وإنسانيا ومدنياً"، وذلك عندما اقترح عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار سوريا ودعم اللاجئين السوريين وهو استشفاف مثير لنهاية الأسد!
ياسر الزعاترة
مركز جسور للدراسات
أخبار الثورة السورية
طارق الحميد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة