مهدي الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 7160
شـــــارك المادة
دهشت.. عجبت.. صدمت.. من مبادرة الإبراهيمي تماماَ كدهشتي لو أرى عرساً في مشرحة للموتى, أو إطعام طفل جائع من لحم أبيه المذبوح.. لله ما أوقحك أيها الإبراهيمي! وما أوقح من اتفقوا معك أو أرسلوك ومن أرسلت إليهم كذلك. إنكم أناس تعيشون بلا شعور, ومنفصلون كبشار عن الواقع, ولا تفهمون حقيقة الترابط الاجتماعي للمجتمع السوري الذي قتل منه خمسون ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى وملايين المهجرين..وبيوت هدمت وأعراض هتكت في بيوت الله, والأنكى أنكم لا تعرفون الإصرار في نفوس عناصر جيشنا الحر كذلك.
إن نواح الثكلى والأرامل وأرواح الشهداء وأصوات السجناء والمشردين الغرباء, ودموع مئة ألف طفل والعدالة وكل الضمائر الحية تنادي بالانتقام. ثم إنها مبادرة مشبوهة بعد قرع الجيش الحر أبواب دمشق وتقدمه كل يوم وبعد أن وضعت الحرائر أصابعها على أفواهها لتزغرد للنصر القادم العظيم. دوافع المبادرة: 1 ـ تضييع الوقت لصراع أطول يقضي على قوة سوريه العسكرية وبنيتها الاقتصادية بيد جيش وشبيحة النظام (لصالح إسرائيل) كما كان هذا هو هدف كل المبادرات سابقاً. لأن أمريكا تعرف أن إرادة الشعوب هي المنتصرة لذا فهي تحاول تأخير هذا الانتصار مهما استطاعت لذلك سبيلاَ. 2 ـ خوف إسرائيل (وبالتالي أمريكا) من التغيير لأنه ليس من صالحها فقد صرَح جلعاد في الثاني والعشرين من هذا الشهر بأن غياب الأسد سيقضي على الاستقرار في المنطقة ( أي استقرار إسرائيل). 3 ـ خوف أمريكا من تطور إسلامية المقاتلين (رغم عدم التطرف), بعد جهود النظام القمعية التي مورست ضد انتماء وثقافة المجتمع السوري خلال خمسين عاماً. وقد صدًقت أمريكا دعاية النظام بوجود المتطرفين مع الأسف. 4 ـ شق صف المعارضة بين قابل ورافض للمبادرة وإيجاد صراعات تضعفها , لصالح استمرار سحق الوطن والمواطنين. 5 ـ إظهار الشفقة وروح المبادرة من القوى العظمى إتجاهنا باسم السلام ومحاولة تبييض الوجوه على حساب ثورتنا,وتغطية عار خذلان القضية العادلة للشعب السوري ومنعه من إدخال السلاح للجيش الحر وعدم مد الشعب بالمؤن والدواء. 6ـ إنقاذ النظام من الشعب وليس إنقاذ الشعب من النظام. إننا لا نثق بنظام جرًبناه خلال خمسين عاماً ولا مكان عنده لوعد أو لعهد فكيف تكون هناك وزارة موسعة تشترك فيها المعارضة. إن هذا الحل وارد في دولة مؤسسات كالغرب وليس في دولة ابتلعتها المافيا التي تحكمها,وأنا أسأل ماذا كان دور رئيس الوزراء رياض حجاب! وما هو دور الوزراء كذالك! والجواب أن لا أحد يعرف كيف تدار الحرب على الشعب. أيها الإبراهيمي خذ من رواتب الأمم المتحدة ما تشاء لكنك لن تستطيع أخذ الثورة إلى بحر الظلمات, إننا دفعنا معظم الثمن ولن تنطفئ مشاعلنا (ولو مؤقتاً وإلا صعب إشعالها مرة أخرى), لقد ذبح لك النظام مئات الضحايا احتفالا بقدومك لبلادنا من ضحايا مخبز مدينة حلفايا في مدينة حماة فهل أنكرتها! كما استعمل النظام غازات السارين على حي البياضه في حمص (وظهرت على الناس أعراض التسمم) خلال وجودك, فهل سمعت بها وأدنتها أو طلبت التحقيق بها؟ وفي اليوم الثاني ضرب اللطامنه ومورك في حماة بالبراميل المتفجرة لكنك لم تسمع بها كذلك وليست من اهتمامك, وكيف يكون أو يبقى المجرم رئيساً للدولة, بدل أن يقاد للمحاكمة ويعدم . أيها الأمريكان كم قلتم للنظام ارحل, وأن بقاءه مستحيل.. وأنها أيام معدودة..... فكيف تبادرون لإنقاذه؟! وإذا كنتم على غير علاقة بالمبادرة فلماذا لا تنكرون دوركم بها؟ ولتعلموا أن الشعب السوري اليوم هو الذي يحدد مستقبله فقط.
أيها الأمريكان والروس: لم يعد الشعب السوري والعربي كما كان قبل الربيع العربي, فخذوا آمالكم الكاذبة ووعودكم الخادعة فلا أمل لنا بكم و بتسليحكم ولا حتىَ بمبادراتكم. كذب الفأل هذا الكالح الوجه صبحنا المنشود!
حسن أبو هنية
مهنا الحبيل
بشير زين العابدين
محمد العبدة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير