مركز التأصيل للدراسات والبحوث
تصدير المادة
المشاهدات : 10819
شـــــارك المادة
تسعى الولايات المتحدة منذ فترة إلى تشكيل معارضة سورية وفق هواها، بحيث لا تتعارض أهداف هذه المعارضة "المسلحة" مع المصالح الأمريكية في المنطقة ومع الوجود الإسرائيلي فيما بعد، وعلى هذا الأساس عملت واشنطن على الزج بعناصر علمانية ومسيحية وعلوية داخل صفوف المعارضة، للتشغيب على الصوت الإسلامي، وتغييب الرؤية الإسلامية ككل فيما بعد، بعد سقوط النظام السوري الحالي.
ثم هي الآن تسعى إلى إدراج عدة تنظيمات إسلامية جهادية في سوريا على قائمة الإرهاب كخطوة استباقية لمنع هذا التنظيم من المشاركة في الحياة السياسة في القابل، حيث أكد مسؤولون أمريكيون بحسب تقارير صحفية أن الإدارة الأمريكية قررت مراجعة وضع جبهة النصرة، التي تنشط ضمن جماعات المعارضة المسلحة السورية، تمهيدا لإدراجها على قائمة الجماعات الإرهابية.
ويأتي ذلك قبيل أيام من اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا الذي تقرر انعقاده هذا الأسبوع في مدينة مراكش المغربية، بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والذي على أساسة سيتقرر وضع تنظيم جبهة النصرة الجهادي وربما تنظيمات أخرى أيضا ضمن الجماعات الإرهابية.
ولهذه الخطوة أهداف استراتيجية تسعى إليها الإدارة الأمريكية، وتتمثل هذه الأهداف في الآتي: - إدراج جبهة النصرة رسميا في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية يمثل محاولة رمزية لتهميش دورها مستقبلا في حال الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. - يعني إدراج جبهة النصرة في القائمة الأمريكية السوداء تجميد أي أصول لها أو لأعضائها في نطاق الولاية القانونية للولايات المتحدة. - كما يعني وقف أي دعم سياسي أو لوجستي لها وللمتعاونين معها من فصائل المقاومة السورية، وهو أمر لا قيمة له، لكن مردودة سيعود بالسلب من ناحية الدعاية السيئة التي ستتبناها الإدارة الأمريكية وحلفائها تجاه تنظيم النصرة وغيره من الفضائل المقاومة في سوريا. - معنى إدراج هذه التنظيمات على قائمة الإرهاب، ليس فقط عدم تسليمهم أي سلاح نوعي، بل ومنع السلاح عنهم وتجفيف منابع تمويلهم، وحتى استهدافها عسكرياً واقتصادياً، من قبل أمريكا والإتحاد الأوربي وتركيا المنضوية تحت راية حلف "النيتو". - تسعى الإدارة الأمريكية من خلال هذا التصنيف إلى إجبار الفضائل السورية الأخرى على التبرؤ من جبهة النصرة، ومما تقوم به من أعمال جهادية ضد بشار وجيشه، مما سيؤدي في المستقبل إلى حالة من الفرقة بين هذه الفصائل، والتناحر المستقبلي على السلطة وتقسم الغنائم. وقد بدأت أهداف هذا الأمر تظهر فعليا، في نتائج انتخاب هيئة أركان الجيش السوري الحر الموحدة في مدينة أنطاليا التركية، حيث ضمت التشكيلات الجديدة جميع الفصائل المقاتلة داخل سوريا، باستثناء جبهة النصرة في بلاد الشام. وأوضحت مصادر بارزة في الجيش السوري الحر عقب هذا الاجتماع أنه لدى الجيش السوري الحر قناعة بأن هذه الجبهة الجهادية لا تمثل الحراك السوري الثوري الهادف إلى إسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد بالتزامن مع حماية المدنيين السوريين. ويرى مراقبون أن شيطنة جبهة النصرة من قبل الإدارة الأمريكية قد جاء بعد قلقها من توجهها الإسلامي الخالص (والسلفي السني على وجه التحديد) وإدراكها أن الأسد سيسقط لا محالة، ولذلك فالإدارة الأمريكية ستسعى الأيام المقلبة إلى إدراج فصائل سنية أخرى ومنها "صقور الشام" و"لواء الإسلام" و"أحرار الشام" !! يذكر أن "جبهة النصرة" منظمة سلفية جهادية، وأسمها الكامل "جبهة النصرة لأهل الشام" وقد تشكلت أواخر سنة2011م، مع احتدام المعارك والعنف بين النظام السوري والثوار، ودعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير2012م السوريين "للجهاد" وحمل السلاح في وجه النظام السوري، وقد تبنت الجبهة عددا من الهجمات كان أبرزها عمليات تفجير بمبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل أكتوبر٢٠١٢م، وتفجير بمبنى المخابرات الجوية في حرستا بالإضافة إلى تفجير بمبنى نادي الضباط بحلب. ويعرفها أحد رجالها ويدعى "أبو فاطمة الحلبي" بقوله إنها "راية توحيد حملها رجال علموا وجوب الذود عن الإسلام والمسلمين وضرورة نصرة المستضعفين.. فكانوا هم أقرب للشعب السوري"، ويوضح: لسنا كما تصوّرنا بعض الجهات الإعلامية التي سخّرت طاقاتها لتشويه صورتنا بأننا ضد النقاش والحوار وأننا غير منفتحين على الآخر"، مؤكدا "إننا نقبل الآخر ونتحاور معه ونتغاضى عن بعض الأخطاء بغية التوافق والوصول إلى المصلحة العامة".
ووعد الحلبي "غير المسلمين أن يكون تعاملنا معهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وخصوصا الذين لم يرفعوا السلاح في وجه المسلمين ولم يعملوا على تقوية النظام"، مشددا على رفضه غير النظام الإسلامي نظاما للحكم في سوريا، وهذا هو بيت القصيد وسر تشويه المجاهدين في جبهة النصرة، ووضع الجبهة ضمن قائمة الإرهاب.
ياسر الزعاترة
حسام طرشه
عمر كوش
طارق الحميد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة