محمد عمار نحاس
تصدير المادة
المشاهدات : 6258
شـــــارك المادة
الأخلاق هي عنوان الشعوب والتسامح هو رأسها فالتسامح هو العنوان الأكثر بريقا ، والأكثر أهمية فمنذ أن بعث الله الأنبياء والرسل، كانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفة السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة. ويبقى التسامح ، مفهوم موجود عند الجميع، مع اختلاف المعتقدات والأفكار والمصالح، علماً أن الأديان جميعها، لم تطالب بالتسامح فحسب، بل أمرت به، رافضة فكرة التمسك بغير الله عز وجل..
فالأديان جميعها، أمرت بالتسامح والتعايش بين أبناء الأرض قاطبة وتشهد الكتب المقدسة كلها على ذلك . نوح عليه السلام كان قومه يبطشون به ويؤذونه ثم يدعوا الله بقوله (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) وموسى عليه السلام حين مر بقوم فقالوا له شراً فقال لهم خير فقيل له يا نبي الله أنهم يقولون شراً وتقول خيرا فقال كل ينفق ما عنده وسئل موسى عليه السلام ربه جل جلاله يا رب أي عبادك أعز عليك فأجابه جل وعلا الذي إذا قدر عفا . وفي يوسف وإخوته عبرة للسائلين فكم تلقى يوسف -عليه السلام- أذى من أخوته ومن غيرهم فما كان منه إلا العفو والتسامح بقوله لا تثريب عليكم يغفر الله لكم و في سيرة السيد المسيح عليه السلام تتجلى أسمى صور التسامح ففي خطبته الشهيرة علي الجبل يخاطب أتباعه من المؤمنين لا تقاوموا الشر بمثله, بل من لطمك علي خدك الأيمن فأدر له الخد الآخر... أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم, وأحسنوا معاملة الذين يبغضونكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم . وهذا النبي الخاتم - صلى الله عليه واله وسلم- يقول ( ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله تعالى أن تعفوا عن من ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك ) ولم يكن ذاك بحديث النبي - صلوات الله عليه واله وسلم- فحسب بل كثيرة هي المواقع التي تتجلى فيها صور التسامح في القرآن الكريم فيقول تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22 وعن حبان أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُول ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، اغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ ، وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " . واليوم أنتم يا ثوار سورية وأحرارها تقفون على مشارف الشام تسألون الله أن يكتب لكم النصر ويعجل لكم بفرج مبين فلا تأخذكم العزة ولا ييستهوينكم الغرور فإنه من عمل الشيطان فإذا أردتم النصر اجعلوا من رسول الله أسوتكم الحسنه تأتمرون بأوامره وتتصفون بصفاته ولا تجعلوا فكر الانتقام يسيطر على عقولكم فما فعله زبانية الأسد إنما هو من أخلاقهم وما نفعله نحن يعبر عن أخلاقنا و التزامنا بفكر نبينا وإخوانه من الأنبياء الذين سبقوه فهو الذي علمنا فقه اذهبوا انتم الطلقاء فالقصاص لا يكون إلا ممن قاموا بالقتل والتنكيل والاغتصاب والسلب والنهب . واعلموا أننا بأخلاقنا نكتب عنوان التاريخ للغد فخير لنا أن يقرأ أبناءنا تاريخنا بفخر ويترحموا من أن يقرؤوه بذل ويلعنوا .
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هي ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مجاهد مأمون ديرانية
أنس الدغيم
عباس شريفة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة