مهدي الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 10344
شـــــارك المادة
الشبيحة في الواقع المنظور هم عناصر مدنية تعمل خارج القانون تماماً (فهم ليسوا جيشاً نظامياً ولا شرطة ولا حتّى استخبارات رغم إجرام الكثير من هؤلاء كذالك) وهم يعملون بأمر من السلطات اللاشرعية وبتمويل منها, لذا فهم في نظر العدالة عصابات مجرمة يجب محاسبتها. وتعود خلفياتهم إلى حثالة المجرمين من القتلة والسارقين ومغتصبي الأعراض, والمنبوذين اجتماعياً, والدونيين اللذين صدر العفو عنهم من رئيس مجرم فأطلق سراحهم (حيث إن إجرامهم لا يذكر إزاء إجرامه) وكان ذلك للآلاف منهم, وعلى ثلاث دفعات متباعدة, وقد وجد النظام فيهم ضالّته, كما وجد هؤلاء المجرمون في عمل التشبيح سطواً يعوّض نقصهم.
ويحقق وجودهم فهم أقوياء ببنادقهم يقتلون بدون إكتراث, وهم مطلقي اللجام لشهواتهم من مال وأعراض وسفك دماء خارج إطار العرف أو القانون أوالخلق أو الدّين, كما أن منهم من أصحاب التعصب الأعمى من العلويين السلطويين وباقي حسالة القوم المتعاونين من كل فئات المجتمع كذلك. إن النظام يحمي كل هؤلاء من العقوبة بل يرعاهم ويشجعهم, ويفسح لهم كي يقتاتوا ويسترزقوا من خارج يديه لأن عطاءه غير كاف لهم. كما أن منهم شبّيحة يعملون بالإكراه فهل نعذرهم؟ أنا اعلم أن بعض المعتقلين أو غيرهم يهدّدون ويخوّفون فيما إذا رفضوا التعاون مع السلطة, لكن هؤلاء لا عذر لهم اليوم, إذ باستطاعتهم مغادرة البلد عبر الحدود المفتوحة بدل قتل وضرر الآخرين, ولذا لا ترحموهم أبداً.(لقد وعدت المجرم غازي كنعان بالتعاون معه ولما أطلق سراحي تهرّبت ثم هربت خارج البلاد, أما المناضل مأمون كاخي ـ 20 عام ـ تلميذ الشيخ مروان حديد فقد رفض التعاون معهم مقابل إطلاق سراحه, وانتقدْته لرفضه العرض فقال لي: يجب أن نريهم عزة المسلم, فلذت بالسكوت, وبعد فترة ساقوه للإعدام. رحمه الله فقد كان أشد إيماناً مني إذا فالشبيحة فعلاً عصابات خارجة عن شرع الله والقانون والمجتمع, فما هو حكم شرع الله والقانون والمجتمع فيهم؟؟؟ ينقسم الشبيحة تبعاً لمهماتهم إلى قسمين: 1 ـ الشبيحة المقاتلون: وهم واضحون وعلاجهم واضح. 2 ـ الشبيحة المخبرون: كنت ذكرت في مقالي منذ تأسيس الجيش الحر (تحت عنوان الجيش الحر والمهمات الخاصة) أن أولى مهماته هي اقتلاع عيون السلطة (كما اقتلع المسلمون عيون الفيلة وانتصروا في إحدى معاركهم),لأن الجواسيس أكبر خطراً على الثورة من المقاتلين, ولدى اقتلاعهم ستكون السلطة عمياء, وسيعجل الخلاص من هؤلاء المخبرين بالنصر, فقد تسببوا بكوارث ومجازر كثيرة... بدون حدود, وهم سر كبير من التدمير الخفي للثورة, ولا يزالون يراقبون من بيوتهم, ويستمعون من الأقرباء والأصدقاء أسرار الثوار, كما يراقبون الثوار في مظاهراتهم وقتالاتهم وتنقّلاتهم, فيرسلون المعلومات في الخفاء للسلطة عبر أجهزة الاتصال أوالرسائل أو بإجتماعات دورية معهم, والأنكى والمؤسف هو وجود العملاء من النساء اللاتي يدخلن مراكز الأمن بمنديل أسود ويضعنه على وجوههن كحجاب (والمحجبات شريفات وبراء منهن) . إشارات قد تساعد في كشف المخبرين؟ 1 ـ الغنى المفاجئ أو جهل سر حصول مصدر الرزق. 2 ـ من قتل الثوار أقرباءهم فعادوا الثوار. 3 ـ كثرة السؤال وحب الاستطلاع والتعطش للمعلومات دائماً. 4 ـ من كان أبوهم أو أخوهم عميلاً أو من البغايا أو أبناء البغايا.. 5 ـ الجرأة الغير معهودة بالكلام أو التصرف ضد النظام. 6 ـ الرمي بمعلومات أمام المخبر عن تفجير سيتم مثل في مكان ما أو مجيء أسلحة بوقت معين لمكان محدد ومراقبة الموقع, فإن كانت هناك تحركات في المكان لأنصار السلطة (أو له هو) فإنه مخبر على الأغلب ويجب التحقيق معه. إجراءت عملية للقضاء على الشبيحة المخبرين: 1 ـ تشكيل جهاز أمن خاص ضد الشبيحة والمدسوسين: حيث ترفع له تقارير المشتبه بهم من كل عناصر التنظيم, وحيث تحلل المعلومات, ويراقب الشخص, وعندما تتقاطع المعلومات فإنه مدان يجب علاج أمره.. 2 ـ وضع عناصر مدسوسة في السلطة باسم مخبرين لكشف باقي المخبرين, واستدراج المشتبه بهم بالشتائم على الثورة . 3ـ معرفة عناوينهم, وطرقهم بالتحرك من وإلى عملهم أو بيوتهم, ومعرفة الأصدقاء المقربين لهم ووضعية أهليهم بالنسبة للثورة.. (ربما أن كل العائلة هم عملاء) 4 ـ تحليل الأسس التي يتم بموجبها تجنيد الشبيحة, والتعليمات التي تعطى لهم لإخفاء أنفسهم, ووسائل اتصالهم وتواصلهم واعتقال بعضهم لكشف أسماء المخبرين الآخرين بالإكراه والتهديد. 5 ـ نزع الاعترافات من المخبرين عن شبكاتهم والعناصر والمواقع المستهدفة من قبل الأمن, والمعلومات الواصلة لديهم. وتسجل وتحفظ للتاريخ في أرشيف الثورة. ويجب الحذر من قبول استعداده للتعامل معنا كعميل كي لا يكون عميلاً مزدوجاً. 6 ـ تتبع العميل دون إظهار اكتشافنا له, فنستطيع كشف غيره منه أو كشف مهماته. 7 ـ عمل محاكم سريّة لهم بحضورهم أو غيابهم, وتوجيه تهمة الخيانة العظمى لهم, لخيانة أهلهم ووطنهم.. 8 ـ التنفيذ بمسدسات كاتمة للصوت لمن لا تطاله أيدينا بالاعتقال. (كل ذلك بالإضافة لبيانات التهديد كل فترة, وخاصة بعد عقاب أحدهم وكذلك تحذيرات علماء الدين لعقوبة هؤلاء من الله) لذا يجب توزيع عدد كبير من هذه المسدسات على رجال المهمات الخاصة بالمخبرين بكل منطقة, وينتقوْن من الشجعان وأقوياء الانتماء للثورة, وأصحاب اللياقة البدنية, والسريعي الجري ومن يتقنون رمي الأهداف بشكل جيد. الخزي والعار واللعنة لكل من يتستر على معلومات عن هؤلاء الجواسيس باسم العيب ولو كانوا من ذوي القربى. والله أكبر والنصر لشعبنا والخزي للعملاء.
حسام يوسف
الحقوق السورية
محمود عثمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة