محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 4144
شـــــارك المادة
في الديانة الهندوسية تقسيم لطبقات المجتمع حيث يقولون: «لسعادة العالـم فإن الإله والمقصود براهما قد خلق البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه، وهناك طبقة لم تخلق من جسم براهما وتسمى بالمنبوذين». أوجد هذا التقسيم الطبقي انقساماً حاداً في المجتمع الهندي الذي يربطه الهندوس بأصل النشأة، وهذا يعني إقفال الطريق أمام الكفاءات والقدرات، وبالتالي فقدان العدالة، ما أدى إلى قيام العديد من المحاولات للتخلص من هذا النظام الطبقي الجائر.
وكانت أبرز هذه المحاولات محاولة المهاتما غاندي في أوائل القرن العشرين هذا لتقسيم المتخلف في الزمن الغابر، تقمصه النظام المتخلف البائد في القرن العشرين منذ استلام المقبور حافظ للسلطة في سوريا، فقسم السوريين سرا في دوائر المخابرات إلى طبقات حسب درجة المواطنة (والمواطنة هنا ليست الولاء للوطن بل الولاء لعصابة الدكتاتور). لنرى الآن هل أنت مواطن درجة أولى في النظام البائد الفاقد الشرعية أم درجة ثانية أم ثالثة، أنت في سوريا الأسد، وباقي السكان هم غرباء والغريب أديب، ولكن النظام يتكرم عليك ويسمح لك بالعيش في غابته وإن كنت بدرجة مواطنة أقل ؟؟ في الدستور المكتوب لا يوجد تقسيم للمواطنة ولكن الواقع وعرف النظام يعطي درجات للمواطنة، فكيف تكتشف درجتك؟ إذا تقدمت مع غيرك لوظيفة مهمة قيادية أو منصب عسكري أو غيره فهل أنت متكافئ الفرص مع الآخرين، لنرى والوقائع تثبت ذلك. إذا كنت من عائلة الأسد وأقاربه مخلوف وشاليش فلا أحد ينافسك لأن الأفضلية لك، فأنت قبل مواطني الدرجة الأولى فلك أن تتسلم قيادات الجيش والمخابرات والاتصالات والشركات والتعهدات... لأنك الأرقى وسوريا لك وحدك إنك مثل البراهمة عند الهندوس. 1 ـ النظام طائفي يحاول استغلال العلويين لجانبه فأعطاهم درجة مواطن درجة أولى ولكن. بعد آل الأسد وأقاربه، فنسبتهم كمواطنين أقل من 10% ولكن كضباط قيادة هم 90% وإن لم يكن مديراً لوحدته رسمياً فهو المدير الفعلي، وهو ضابط الأمن وعلاقته مباشرة بالمخابرات. لماذا؟ لأنه الأرقى كما يعتقدون، ولا تنظر للنواب والوزراء فهم دمى تصفيق وهم عبارة عن واجهة أو غطاء، أما السلطة الحقيقية فهي للأمن، وشاهدنا كيف أن مديرة صحيفة تشرين )سميرة المسالمة) رغم كل خدماتها للنظام وتزلفها له أقيلت بمكالمة من ضابط أمن بسيط، لأنها حاولت إخفاء دمعة على الجزيرة مباشرة حزناً على قريبها الشهيد، ولا اعتراض منا لو كان الأمر حسب الكفاءة، ولكن غالباً ما يأتي شخص لص لا يعرف كوعه من بوعه ويتسلط على كثير من الشرفاء الحكماء. 2 ـ إذا كنت من بقية المواطنين مرشدي- مسيحي- درزي- إسماعيلي- يزيدي-؛ فأنت مواطن من الدرجة الثانية، ولكن بفارق كبير وفرصتك بعد الأولى وذلك حسب سياسة فرق تسد. 3 ـ إذا كنت مسلماً فأنت من الدرجة الثالثة بشرط أن لا تكون عربياً، أي من الأخوة الأكراد أو الشراكس أوالتركمان حسب سياسة فرق تسد. 4 ـ أبشر فأنت من الدرجة الرابعة إذا كنت من العرب السنة بشرط أن يكون لك كفيل تتملقه من الدرجة الأولى، وكنت موالياً أو بعثياً أو لك ما يزكيك من الفضائح. 5 ـ إذا لم تكن من الفئات السابقة ولم تكن متزلفاً أوبعثياً أو وصولياً فأنت من الدرجة الخامسة والاتهامات تتربص بك. ـ وأخيراً بدون درجة أي مثل طبقة المنبوذين عند الهندوس، وذلك إذا كنت من الفئات السابقة، ولكنك معارض للفئة الأولى وللنظام، ومصيرك الإعدام أو النفي أو الاعتقال، وأنت من الأكثرية ولك أن تفخر كما يقول الشاعر: إذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل
حازم صاغية
ماجد الراشد
محمد قواص
بشير البكر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة