جمال سلطان
تصدير المادة
المشاهدات : 3687
شـــــارك المادة
لم يدخل الأخضر الإبراهيمى منطقة عربية أو إسلامية كمبعوث للأمم المتحدة وأتى بخير أبدًا، والإبراهيمى هو المبعوث المفضل أمريكيًا دائمًا فى المنطقة الإسلامية، لأسباب يبدو أنها ستظل مجهولة لسنوات مقبلة، فقد كان مبعوث الأمم المتحدة فى أفغانستان لتنسيق أعمال الحكومة العميلة برئاسة كرزاى ووسيط مأمون بين المجموعة الغربية وقوات الاحتلال وبين مجموعة كرزاى، وفى العراق كان يلعب الدور نفسه تقريبًا بين الحكومة الطائفية العميلة هناك وبين قوات الاحتلال الأمريكى،
وأرسله الأمريكان أيضًا إلى اليمن لكنه لم يطل هناك، وفى كل تلك الأماكن غادر الإبراهيمى وقد ترك وراءه عملاء وخونة ودمار على كل المستويات، لذلك لم أشعر براحة أبدًا عندما اختاروه مبعوثاً أممياً فى سوريا، حيث افتتح رحلته بالمقابلة الشهيرة مع بشار وهو منتفخ الأوداج من الضحك والابتسام رغم أنهار الدم التى تسيح فيها البلاد، ومنذ تسلم الملف السورى وقد بدأ سلسلة من التصريحات والتهويلات التى لا تهدف إلا إلى ترسيخ معنى واحد: وهو أنه لا توجد ثورة شعبية فى سوريا وإنما حرب أهلية بين طوائف مختلفة، كما كان لافتاً للانتباه أنه عقب دخول الإبراهيمى كوسيط انتشرت فى الدوائر السياسية والإعلامية الغربية على نطاق واسع وبصورة مفاجئة تقارير وتسريبات ومقالات وتحقيقات متوالية عما أسموه "الجماعات الجهادية فى صفوف المعارضة السورية" وهى نفس لغة بشار التى أطلقها فى البداية لتشويه الثورة والتى كان الغرب نفسه يسخر منها، لأن القذافى أطلقها بنفس الصيغة أيضًا قبل سقوطه من أجل التخويف من ثورة شعبه ومحاولة إثناء الغرب عن دعمها، الآن بعد ظهور الإبراهيمى انتشرت تلك الأخبار والتقارير والتسريبات والتصريحات بصورة مدهشة جدًا ومكثفة جدًا، حتى بدا وكأن الإعلام الغربى يتجاهل مذابح بشار ويتوقف فقط عند "تنظيم القاعدة المزعوم فى سوريا"، وهناك محاولة للربط بين الجيش الحر وبين تنظيم القاعدة الناشط فى أفغانستان وباكستان والعراق، وهى المناطق التى سبقت "خبرة" الإبراهيمى فيها وعمل مع الأجهزة الأمريكية والغربية فيها لسنوات طويلة، وهى ظاهرة مفاجئة يستحيل أن ننظر إليها بعيدًا عن ظهور الإبراهيمى وتاريخه وعلاقاته وخبراته فى البلاد الإسلامية التى شهدت صراعات مسلحة ضد حكومات عميلة.
الأخضر الإبراهيمى ابن منظومة "الجنرالات" فى الجزائر وحليفها، وهى منظومة معادية على طول الخط للربيع العربية، وتحالفت حتى النفس الأخير مع الديكتاتوريات الساقطة، وهى تدعم بشار الأسد بكل قوة، كما كانت تدعم القذافى حتى النفس الأخير، وبعد رحيله احتضنت بقايا أسرته وتسرب حاليًا مقاتليه والسلاح إلى مدن وقرى الغرب الليبى لإظهار عجز السلطة الجديدة فى طرابلس كما تعبث مخابراتها على نطاق واسع فى تونس وهو ما قاله لى قيادات رفيعة هناك، الإبراهيمى ابن تلك المنظومة الجنرالاتية الكئيبة، ومن ثم لا نستطيع أن نتجاهل موقفه السلبى للربيع العربى ـ لم يصدر منه فى أى وقت من الأوقات أى تصريح إيجابى لجميع ثورات الربيع العربى ـ كما لا يمكن أن نتجاهل حضور "خبراته" السابقة فى العراق وأفغانستان، وكلها معادية للنفس الإسلامى وروح المقاومة ومتواطئة ضدها على طول الخط، وإنى أتمنى من فصائل الثورة السورية وقياداتها السياسية الانتباه جيدًا للدور الخطير الذى يلعبه الإبراهيمى لتشويه الثورة وإعطاء قبلة الحياة لنظام بشار وتقليب الرأى العام الغربى ضد ثوار سوريا، أيها الثوار انتبهوا: الإبراهيمى لم يأتِ بخير فى أى مكان ذهب إليه.
المصدر : المصريون
سعد كيوان
دلال البزري
منذر الأسعد
سليم نصار
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة