..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هذا ما يحدث في جمهورية إسلامية نفطية نووية!!!

أحمد أبو مطر

٢١ أكتوبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3604

هذا ما يحدث في جمهورية إسلامية نفطية نووية!!!
92399945 الفقر في ايران.jpg

شـــــارك المادة

الحقائق الواردة في هذه المقالة ليس المقصود منها شحن العداء والبغضاء العربية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكنّها حقائق موضوعة برسم العرب المروجين لسياسة هذه الجمهورية لدرجة المطالبة بإستيراد نموذجها في السيطرة والحكم لتطبيقه في بلدانهم العربية، وهذا الاستيراد تلبية طبيعية من هؤلاء العرب لمبدأ أو نظرية (تصدير الثورة) التي أطلقها الإمام الخميني فور سقوط نظام الشاه واستلامه السلطة عام 1979 .

 


وكان الخميني ومن جاء بعده من أئمة ما زالوا يعتقدون ويؤمنون ويعملون على تصدير نموذج ثورتهم للخارج، ومن الطبيعي أن لا يكون في وجدانهم وعقولهم أنّ المعني بهذا الخارج هو القارات البعيدة مثل أستراليا أو أمريكا الجنوبية والشمالية، لأنّهم يعرفون أنّ هذا من أول المستحيلات، لذلك أكاد أجزّم أنّ ما يدور ما يدور في عقولهم هو الجوار العربي بحكم أنّ غالبيته ممن يعتنقون الإسلام ديانة وعقيدة أيا كانت مذاهبهم وطوائفهم.
والدليل على ذلك أنّه بعد اندلاع ثورات ما أطلق عليه الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن، أن صرّح أكثر من مسؤول إيراني ومن ضمنهم الإمام علي خامنئي شخصيا ما مضمونه (إنّ هذه الثورات العربية استوحت نموذج الثورة الإسلامية الإيرانية وسوف تسير على طريقها).
وكان من الممكن مناقشة هذا الإدعاء والتوقف عنده، لكنّه سرعان ما فقد مصداقيته بالمطلق بعد شهور قليلة من اندلاع أول ثورة ربيع عربي في تونس، إذ فور بداية ثورة الشعب السوري ضد نظام الوحش الديكتاتوري المستبد الفاسد في مارس 2011 حتى مارس النظام الإيراني سلوكا يتناقض تماما مع ترحيبه بثورات الشعوب في تونس ومصر وليبيا، فوقف بصراحة مطلقة مع نظام وحش سوريا ضد إرادة الشعب السوري الذي لا يطالب إلا بحريته وكرامته ورحيل هذا النظام القاتل، ولم يكن موقف النظام الإيراني إعلاميا ونظريا فقط، بل ما زال يواصل إمداد نظام الوحش بالسلاح والرجال والخبرات من حرسه الثوري.
فكيف يمكن تفسير هذا التناقض في الموقف من ثورة عربية إلى ثورة أخرى؟

مع أنّ الثورات كلها كانت وما زالت تطالب برحيل هذه الأنظمة الإستبدادية الفاسدة.
وبالتالي كيف ينسجم هذا التناقض مع الإدعاء بأن ثورات الربيع العربي استوحت النموذج الإيراني؟.
أم أنّ الترحيب بثورة تونس ومصر وليبيا لأنّها استوحت النموذج الإيراني، ورفض ثورة الشعب السوري لأنّها لم تستوح النموذج الإيراني؟.
طبيعة النوذج الإيراني وحقيقته وهل في النموذج الإيراني الذي أقامه ومارسه ملالي إيران منذ عام 1979 ما يشجع الشعوب العربية على استيحائه ومحاولة استيراده لبلدانهم بعد نجاح ثوراتهم؟.
الجواب على هذا السؤال يكون عبر إيراد المعلومات المؤكدة عن الواقع الإيراني وغالبا من مصادر إيرانية، لنرى هل يختلف هذا الواقع عن الوضع الذي ثارت الشعوب العربية عليه، وأطاحت به في أقطار عربية وشعوب أقطار أخرى ما زالت تنتظر.
فما هي أهم سلبيات ومساوئ الواقع الإيراني الذي لا يشجع مطلقا على استيراده أو تطبيق ممارساته ضد الشعب الإيراني في الأقطار العربية، وقد قامت ضده مظاهرات إيرانية عارمة سبق بعضها الربيع العربي زمنيا وقادها أئمة في مستوى علي خامنئي قوبلوا بالقمع والضرب والزج في السجون والإقامة الجبرية والمنع من السفرهم وعائلاتهم.
أولا: ملف حقوق الإنسان الإيراني تؤكد كافة التقارير الدولية ومعلومات المعارضة الإيرانية الداخلية، أنّ أسوأ ملفات في ميدان حقوق الإنسان هما الملف الإيراني والصيني والسوري.
وما يعنيني هنا هو الملف الإيراني الذي أصدر المقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران، أحمد شهيد المكلف من قبل منظمة الأمم المتحدة وبدعم خاص من قبل الأمين العام بان كي مون، تقريرا في أكتوبر من العام 2011 ، اعتبر فيه أنّ النظام الإيراني يقوم بانتهاكات صارخة وتجاوزات فاضحة في مجال حقوق الإنسان الإيراني.
وأهم ما في هذا التقرير تدعمه التقارير الإيرانية الداخلية لنشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين حول الإعدامات العشوائية والسجن والمضايقات ومنع النشاطات التي لم يسلم منها حتى المحامون ورجال الدين، وإعدامات الأطفال دون سن الثامنةعشرة، وأثبت التقرير بأسماء والأعمار أنّ عدد من أعدمهم النظام من بداية فبراير 2011 وحتى العشرين من نفس الشهر، أي خلال عشرين يوما ما يقترب من 140 إلى 185 شخصا إيرانيا.
ومن أخطر المعلومات في التقرير هي الإعدامات السرّية التي تتم ضد المعارضين في سجن وكيل أباد في مشهد، حيث بلغت هذه الإعدامات حوالي ثلاثمائة حالة إعدام في العام 2010 .
وما هو مؤكد ويتحدث عنه كل نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين من القوميات غير الفارسية هو حجم الاضطهاد الذي تواجهه هذه القوميات العربية والكردية والبلوشية والتركية وغيرها، ومنع كافة المذاهب غير الشيعة أتباع نظرية ولي الفقيه من ممارسة شعائرهم الدينية، من السنّة والمسيحيين والصوفيين، إذ يتعرضون لاضطهاد عرقي مذهبي مخطط له من نظام لا يعترف إلا بنظرية "ولي الفقيه" التي تعتبر الإمام آية الله هو وكيل الله في الأرض في كافة شؤون الحياة ومن يعصى أوامره فقد عصى الله تعالى.
وقد توقفت عند توصيف (آية الله) فهل تعني أنّ هذا الشخص الفقيه يصل لدرجة أنّه علامة من علامات الله تعالى؟
ثانيا: نسبة الفقر والبطالة وانهيار العملة الإيرانية أعتقد أنّ غالبية القراء قد تابعوا الأيام القليلة الماضية التأكيدات الإيرانية الرسمية حول التدهور الحاد في العملة الإيرانية حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي حسب موقع (مظنة) الإيراني لأسعار العملات ستة وعشرون ألفا وخمسمائة ريال، وهو تدهور لم يشهده الريال الإيراني سابقا، وأعلن البنك المركزي الإيراني أنّه غير قادر على وقف هذا التدهور بسبب العقوبات الدولية وتأثر صادرات النفط الإيرانية.
أما عن صرف رواتب العمال فحدّث دون حرج، وحسب وكال (ايلنا) الإيرانية الخاصة بالأنباء العمالية فإن عشرين ألف عامل وجهوا رسالة إلى وزير العمل والشؤون الاجتماعية يشكون فيها من عدم تقاضيهم رواتبهم ويطالبون بزيادة رواتبهم من 120 دولارا إلى 285 دولارا، مؤكدين أنّهم دون عتبة الفقر.
فمن يصدق هذا المستوى من الرواتب في دولة نفطية نوويةّ!!

أما نسبة البطالة فيكفي ما أعلنه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني حول الارتفاع الحاد في نسبة البطالة ونسبة التضخم التي بلغت رسميا 22 بالمائة، وفي بعض ميادين الحياة الإيرانية أعلى من هذه النسبة.
أما احتياجات المواطنين الإيرانيين اليومية من البنزين فلا تستطيع الحكومة النفطية النووية تكرير أكثر من ثلاثين بالمائة من هذه الحاجة، وترسل النفط إلى المصافي في اندونيسيا وسينغافورة لتكريره وإعادته بنزينا للجمهورية النووية، ويمكن تخيل كلفته عندئذ في السوق اليومية للمواطن الإيراني.
ثالثا: تعاطي المخدرات والمدمنين حسب تقرير رسمي لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة الصادر في نوفمبر 2011 فإن إيران تحتل الموقع الثاني في العالم بعد أفغانستان في نسبة تعاطي المخدرات، وأنّ عدد المدمنين يصل إلى 1.2 مليون مواطن إيراني تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاما.
وقد أكّد هذه المعلومات في الثامن عشر من ديسمبر 2011 وزير التربية الإيراني حاجي باباني إذ قال: إنّ هناك أرقاما مذهلة ولا يمكن البوح بها فيما يتعلق بانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في الحقل التعليمي الإيراني بكافة مراحله.
وقد أكّدت فاطمة رستماني عضو لجنة مكافحة المخدرات الرقم الوارد في تقرير الأمم المتحدة حول عدد المدمنيين في إيران، ولفتت الانتباه إلى أنّ انتشار مرض الإيدز في إيران جاء بسبب استخدام المخدرات عن طريق الحقن، وأنّ عدد المصابين بالإيدز في إيران على الأقل 19.435 شخصا.
وهناك أمور وممارسات شاذة في ميادين الحياة الاجتماعية الأخرى خاصة الجنسية، تعمدت عدم التطرق لها، لأنّها تدخل في ميادين فتاوي فقهية عليها خلاف بين الطوائف الإسلامية، تصلّ حد التكفير من طائفة إلى طائفة.
والأمثلة التي ذكرتها ومعززة بتأكيدات إيرانية، تطرح السؤالين المقصودين هدفا للمقالة:
1- هل يتصور عقل أنّ هذا المستوى من الحياة ومصادرة الحقوق والقتل والإعدامات، يتمّ بهذه النسبة في جمهورية إسلامية نفطية إيرانية، تدّعي أنّها قادرة على مواجهة العالم بأكمله وتصدير ثورتها له؟
2- هل هذا النموذج صاحب هذه الممارسات هو ما يطبّل له بعض العرب ويريدون استيراده لـ (بلاد العرب أوطاني)؟.
ألا يكفينا ما لدينا من ممارسات شبيهة بنسبة من النسب؟.
وهل يريد هذا البعض أن يستوردوا لنا هذا النموذج كي نتفوق عليه في هذه المساوئ والسيئات ومصادرة الحريات التي لم يسلم منها رجال الدين الإيرانيين.
وهل تفسر هذه السلوكيات والممارسات في جمهورية النفط النووية سرّ وقوف نظامها مع وحش سوريا ونظامه الذي لا يقل إجراما في ميدان القتل والإعدامات، بل بصراجة يتفوق بمراحل في ممارسات القتل والإجرام على مؤيديه من آيات الله العظمى... و إنّ غدا لناظره قريب!!!.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع