..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أردوغان سجين حدوده

سميح صعب

٦ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6706

 أردوغان سجين حدوده
2-600x401-600x350.jpg

شـــــارك المادة

تحت ضجيج الحرب مع سوريا، يخفي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرارة التأزم الذي وصلت إليه سياسته حيال دمشق منذ بدء الأزمة قبل أكثر من 18 شهراً.
مما لا شك فيه أن أردوغان كان يتمنى سقوط النظام السوري في الأشهر الأولى للأزمة ولم يكن يتوقع أن تأخذ كل هذا الوقت.
وكلما طالت الأزمة السورية واتسع نطاق القتال، يرى أردوغان نفسه أكثر تورطاً فيها.

 


وهو يخشى مثلاً احتمال نجاح النظام السوري في استعادة حلب من المعارضة لأن ذلك يعني إطالة أمد الحرب في سوريا ولا يحمل إشارات إلى قرب سقوط النظام.
من هنا كان الرد التركي على سقوط قذيفة سورية على قرية اكجاكالي التركية عنيفاً ومناسبة لتصعيد نبرة الحرب وكأن الحكومة التركية تريد أن تبعث برسالة واضحة إلى النظام السوري مفادها أن حلب خط أحمر ممنوع على النظام استعادتها وإلا كانت دمشق تخاطر بالدخول في مواجهة مباشرة مع تركيا.
إذا التصعيد التركي يخدم الآن بديلاً من إنشاء المنطقة العازلة التي طالما هددت الحكومة التركية بإقامتها داخل الأراضي السورية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين.
كما أن هذا التصعيد يخدم أجندة أردوغان الداخلية بعد تآكل شعبيته نتيجة السياسة التي ينتهجها حيال سوريا مما انعكس تراجعاً في الاقتصاد التركي الذي كان تحسنه في السنوات الأخيرة السبب الرئيسي لتنامي شعبية حزب العدالة والتنمية.
ومنذ بداية ما يسمى "الربيع العربي" طرح أردوغان نفسه نموذجاً لحكم إسلامي لا يخيف الغرب في البلدان التي تشهد احتجاجات. كما عمل على احتضان الأنظمة الإسلامية الناشئة في تونس ومصر وتلك التي يشارك فيها الإسلاميون بقوة في ليبيا واليمن.
وبات أردوغان راعياً لـ"الربيع العربي" الذي يؤمن له اتساعاً في النفوذ التركي في المنطقة يضاهي به النفوذ الإيراني.
لكنه بانتهاجه هذه السياسة كان يعمل على تطييف الأزمة في سوريا ودفعها في اتجاهات خطرة 
وعندما بدا لرئيس الوزراء التركي أن تدريب المعارضة السورية وتسليحها لن يؤتيا ثمارهما في المدى القريب لأن هذه المعارضة غير قادرة على حسم الموقف من دون تدخل خارجي، وجد أردوغان نفسه مرغماً على التورط المباشر في الأزمة من أجل رسم خطوط حمر أمام النظام السوري في مقدمها احتمالات العودة إلى حلب.
مجدداً، يحاول أردوغان الذي حسم الساحة الداخلية لمصلحته بعد إقصائه الجنرالات ووضعهم في السجون وفي ظل ضعف المعارضة من الأحزاب العلمانية، أن يمسك بزمام التطورات الإقليمية.
ولكن ليس مضمونا أن يصادف النجاح.

 

المصدر: النهار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع