..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

يا أبطال الشام

محسن عثماني الندوي

١٥ سبتمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4638

يا أبطال الشام
123 ابطال الشام.jpg

شـــــارك المادة

يا أبطال شعب الشام وأشبال دين الإسلام وحماة الثغور وذادة المعاقل والحصون وأنصار الغيرة والحمية ومحافظي الكرامة والحرية‘ صبرا قليلا على سكرات الموت‘ سوف تلمح نجمة النصر عما قريب وسوف يلمع نور الفتح في بضعة أسابيع من الزمان والأمر بين أصابع الرحمان.
إن الله وعدكم النصر وأنتم وعدتموه الصبر فأنجزوا وعدكم ينجز الله لكم وعده.
أيها الأبطال ‘ لا تظنوا بالله الظنون و الانتصار هو من غير طريق الفرار وإنما هو بالثبات ورباط الجأش فإن فررتم لأضعتم الشرف وخذلتم المجد وزمام الحكم .

 


أيها ألإخوة! أنتم لا تقاتلون النظام السوري الباسل بل تقاتلون النظام القاتل الفاشل ولا تقاتلون رجالا أشداء بل تقاتلون رجالا جبناء لا يتجرؤون لحد الآن أن يدخلوا أزقتكم وشوارعكم في كثير من مدنكم وهم يقذفون القنابل من سمائكم ويقصفون من الدبابات والمدرعات قصفا من حقولكم ومزارعكم .
{أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} (21) سورة غافر
أيها الأبطال أنتم لا تقاتلون رجالا شجعانا بل تقاتلون أشباحا ورجال شبيحة لابسين الأقنعة على وجوهم خوفا من أن يعرفوا ويؤخذوا في المستقبل يلوذون في مخابئهم ولا يأتون في قارعة الطريق ورائعة النهارهم كلاب فخذوا هم حيث وجدتموهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم واطلبوهم بكل سبيل وفوق كل أرض واقعدوا لهم كل مرصد وتحت كل سماء وأزعجوهم حتى عن طعامهم وشرابهم ويقظهم ومنامهم فما أعذب الموت في سبيل تنغيص الظالمين الذين قتلوا اطفالكم و بقروا أبطان نساءكم وأخذوا بلحى شيوخكم الاجلاء فساقوهم إلى حفائر الموت سوقا فماذا تنتظرون بأنفسكم ؟
يا رجال ويا أبطال! إن هذه قطرات الدماء التي تسيل من أجسامكم ستستحيل إلى شهب نارية حمراء تهوي فوق رؤوس أعدائكم فتحرقهم وإن هذه الأنات المتصاعدة من صدوركم ليست إلا أنفاس الدماء المتصاعدة إلى السماء أن يأخذ لكم بحقكم وينصركم على عدوكم والله سميع الدعاء.
العالم كله يعرف ان الجيش السوري النظامي ينتهك حرمة أرضكم ودياركم ورجالهم يطؤون بأقدامهم وأحذيتهم المدنسة والنجسة مساجدكم ومعابدكم ويمزقون الصحف المقدسة ويهدمون بالمدفعيات منارات عالية شامخة من مساجدكم في أحيائكم و يقودونكم إلى مواقف الذل والهوان .إني قد رأيت بأم عيني أقلام فيديو عن مجازر سوريا فهناك تنوح النائحات وتبكي الباكيات الثكلى على فلذات أكبادهن وتطير النفوس وتصعق القلوب وتدوي المنازل والدور بالنحيب والعويل رأيت أرملة تعدو هائمة في الطرق والمذاهب تسائل الغادين والرائحين ما فعل الوحوش بولدها أو زوجها أو شقيقها رأيت الشيوخ الكبار والأطفال الصغار والعاجزين والضعفاء لائذين بالتلال والآكام يحاولون أن يتقوا بها صواعق الحرب وويلاتها فلا تقيهم فيسقط كل منهم صريعا إني رأيت الناس يستغيثون فلا يجدون مغيثا ويستصرخون فلا يجدون مجيبا وقد تقطعت بهم الأسباب وأعوزتهم الوسائل فلا يبقى لهم منها إلا سبيل الموت وفي الموت راحة البائسين والمنكوبين من شقاء الحياة.
فافتدوا بأنفسكم من هذا المصير المهين بجولة تجولونها وبحملة تحملونها في سبيل الله فموتوا لتعيشوا فو الله ما مات كريم ولا عاش ذليل.
إن المستميت لا يموت والمستقتل لا يقتل فإن كنتم لابد تطلبون الحياة فانتزعوها من بين براثن الموت..  
واحفروا يا أبطال الشام بسيوفكم ورماحكم قبورا وحفرا فالقبر الذي يحفر بالسيف والسلاح لا يكون حفرة من حفر النار.
إن كتّاب التاريخ قد علقوا أقلامهم بين أناملهم ووضعوا صحائفهم بين أيديهم وهم ينتظرون ماذا تصنعون من التاريخ، ماذا تملون عليهم من حسنات وسيئات فأملوا عليهم من أعمالكم ما يترك في نفوسهم مثل تلك الأعمال الجليلة التي سجلها التاريخ لأولئك الأبطال العظام الذين أنجبتهم أرضكم.
فهذا سيف الله خالد بن الوليد الذي تبسم في وجه الموت وسخر بالمخاوف ورمى بنفسه في كل معركة ظن فيها لشهادة فخرج منها ظافرا منتصرا وهو ذلك البطل الذي استهان بحياته فعزت وهانت نفسه عليه فكرمت هو الذي أذاق بلادكم يا أبطال الشام لذة الإيمان والعدل والرحمة والمساواة ولا يزال ضريحه في حمص رمز قوة الإسلام ومفخرة الشام . وسجل تاريخكم من الأسماء اللامعة أسم أمين الأمة أبوعبيده بن الجراح القائد الذي جمع بين الشجاعة و الرحمة والبطولة والحكمة والسياسة والدين والشدة واللين. وفي حجر أرضكم يا أبطال الشام يرقد ذلك الأسد الذي ملأ الفضاء بزئيره وخلع قلب الغرب بشجاعته واجلب عليه بخيله ورجله   فناهضه وحده وكسره في حطين كسرة شنيعة لم يقم بعدها وتعرفونه باسم صلاح الدين الأيوبي. ولعلكم تتذكرون يا أبطال الشام أن قادتكم العظماء فتحوا البلاد ونشروا الدين في العباد كذلك فعل محمد بن قاسم في الهند وطارق بن زياد في الأندلس وموسى بن نصير في المغرب وهؤلاء الفاتحون كلهم تحركوا من أرضكم وفتحوا البلاد و خضعوا العباد لحياة كريمة شريفة فاعتمدوا أيها الأبطال على قوتكم ومعنوياتكم واستلهموا من تاريخكم الوضاء المشرق في مقاومتكم ضد النظام القاتل الفاشل والفاسد والمفسد .
يا أبطال الشام! أنصتوا إلي قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

(ليس شيئا أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران: فأثر في سبيل الله تعالي وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى.
واستمعوا إلى هذا الحديث النبوي (ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي اللون لون الدم والريح ريح المسك)
أيها الأبطال والأسود والأشبال! إن جميع أسلافكم من دينكم وتاريخكم وإن أبطالكم المشهورين‘ خالدا وعليا وحمزة والزبير وسعدا وأبا عبيدة وطارق بن زياد وعقبة بن نافع وجميع حماة الإسلام و ذادته من السابقين الأولين والمجاهدين الصابرين يشرفون عليكم اليوم من علياء السماء لينظروا ماذا تصنعون بميراثهم الذي تركوه في أيديكم فامضوا في جهادكم ولا تسلموا أعناقكم إلى أعدائكم وما النصر إلا من عند الله ونصر من الله وفتح قريب .
أنا أعرف أيها الأبطال وأعترف ببالغ الحزن إن العالم العربي والإسلامي المجاور قد خذلكم مع أن الشريعة الإسلامية تفرض مساعدتكم والوقوف بجانبكم والمشاركة في جهادكم وأعرف أيها الأبطال أن هناك رجالا يوجد فيهم النفاق فيعملون لصالح بشار الجزار وهم في إيران ولبنان والعراق وحتى في الهند والسفارات السورية في مختلف الدول ترسل هؤلاء المنافقين إلي سوريا وهم يعودون ثم يدلون ببيانات مدلسة في صالح النظام ولا يعرفون إن الشعب السوري قد أزمع على إسقاط النظام و قد وصل قاب قوسين أوأدني من الهدف المنشود والمطلوب المقصود فلا تيئسوا يا أبطال الشام ولا تقنطوا من روح الله .:
وسيكون مصير بشار مثل مصير الرؤساء المخلوعين أو المقتولين وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وإذا هلك كسري فلا كسري بعده،
حالفكم النصر والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع