..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أين المبادرة الإيرانية تجاه سوريا؟

طارق الحميد

٣ سبتمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4902

أين المبادرة الإيرانية تجاه سوريا؟
123بشار-الأسد.jpg

شـــــارك المادة

قبل التئام مؤتمر عدم الانحياز أعلن وزير الخارجية الإيراني نية بلاده إطلاق مبادرة حول سوريا، وخلال القمة في طهران، حيث أكد صالحي وقتها أن المبادرة الإيرانية ستكون عقلانية ومقبولة من كل الأطراف، و«سيكون من الصعب جدا معارضتها»..
فما الذي حدث لتلك المبادرة.. أين هي؟
فكم كان من اللافت عدم اشتمال البيان الختامي لحركة عدم الانحياز، أو ما سمي بـ«إعلان طهران»، على أي إشارة، من قريب أو بعيد، للأوضاع في سوريا. 

 

 

بل إن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت نقلا عن دبلوماسيين أن الإيرانيين حاولوا ظهيرة اليوم الأخير للمؤتمر تمرير فقرة مستقلة بشأن سوريا لكنهم فشلوا بسبب اعتراض الوفود العربية، كما أشارت الصحيفة إلى أن إيران أبدت «في البداية عدم رغبتها، ثم عدم قدرتها بعد ذلك، على حشد الدعم لحكومة الرئيس الأسد»، مضيفة أن الإيرانيين التزموا الصمت قبل القمة «خشية حدوث شقاق، بحسب اعتراف مسؤولين إيرانيين». كما نقلت عن شاهد عيان «إن الإحباط كان جليا بعد ظهر يوم الجمعة (الماضي) عندما شوهد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يتحدث في الصالة الرئيسية مع نظيره السوري، ويشير بيديه ما يقرب من ثلث الساعة»!
وعليه، فهل كانت هناك أساسا مبادرة إيرانية تجاه سوريا؟

وكيف يعلن صالحي عن مبادرة تحدد قمة عدم الانحياز لطرحها، وتقول عنها إيران بأنها - أي المبادرة - ستكون مقبولة، ويصعب معارضتها، ثم تحجم إيران عن طرحها؟
وكما تساءلنا في مقال سابق: هل يعقل أن يجرؤ نوري المالكي على طرح مبادرة عراقية تجاه سوريا وفي طهران، وبعد أن أعلنت إيران عن مبادرتها؟ فما الذي يحدث؟
الواضح أننا أمام عدة سيناريوهات محتملة؛ فإما أن إيران قد شعرت بأنه بات من الصعب إنقاذ الأسد، وفقا للمعطيات على الأرض، أو أن الأسد نفسه رفض اقتراحات إيرانية قد تقتضي إقصاءه والحفاظ على النظام، أي أن يرحل الأسد إلى طهران، ويبقى حلفاء إيران في النظام السوري الجديد.
وقد يقول البعض إنه ربما أحبطت المحاولة الإيرانية نتيجة المعارضة العربية في مؤتمر عدم الانحياز، وهذا ممكن.
لكن ما الذي يمنع طهران من طرح مبادرتها بعيدا عن حركة عدم الانحياز؟
سؤال لا إجابة له إلى الآن، مما يعني أن إيران أساسا غير قادرة على طرح مبادرة تجاه سوريا، مثلها مثل الروس، ما لم تكن مبادرة تؤدي إلى رحيل الأسد. وهذا ما يرفضه طاغية دمشق، مما يفسر - وهو ما أشرت إليه في مقال «الأسد يعي ما يقول تماما» -أن مقابلة الأسد التلفزيونية الأخيرة عشية قمة حركة عدم الانحياز لم تكن إلا توسلا لمنحه مزيدا من الوقت!
ومن هنا. 

فملخص القول هو أن طهران قد فشلت في الملف السوري، وأن موقفها الآن يشبه كثيرا الموقف الروسي. فكلتاهما - إيران وروسيا - تملك التعطيل، وليس القدرة على التغيير في سوريا، مما يعني أن الأسد يسير لنهايته الحتمية، نهاية القذافي أو أسوأ، لكن بعد تدمير سوريا ككل. وهذا ما لا يستوعبه المتلكئون عن اتخاذ خطوات عملية لتسريع سقوط الطاغية للأسف!

 

المصدر: الشرق الأوسط

 

تعليقات الزوار

..

محمد علي حيال - رياض

١٢ أغسطس ٢٠١٤ م

ابكي عليكي يابلد  

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع