حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 5220
شـــــارك المادة
ما بين روايتين تضيع الحقيقة، رواية النظام التي تندد بتفجير مبنى قيد الإنشاء خلف الأركان في شارع مهدي بن بركة، وتصفه بالعمل الإرهابي الجبان الذي يستهدف أماكن لا قيمة لها في العمل السياسي، وأن هذا التفجير دليل عجز وإفلاس الجماعات الإرهابية التي تلجأ إلى هذه الطريقة، و أن العصابة الأسدية ما زالت قوية وتتحكم بالبلد، ومثل هذه الحوادث تحصل في أكثر الدول تقدما في العالم، وهذه التفجيرات دليل على أن الأسد يحارب الإرهاب، وأن هذه الجماعات الإرهابية لن تفلت من يد النظام إلا لأيام قليلة فقط .
هذا ما أكده مندوب النظام الأمني والإعلامي الذي ما فتئ يتغنى بقوة نظام الأسد وسيطرته على البلاد طولها وعرضها . أما رواية المعارضة فتثبت أن هذه الاختراق الأمني الكبير يأتي نتيجة اختراق عصابات الأسد من الداخل، ويبرهن على وهن العصابة، وتخلخلها الأمني . حتى في أكثر مواقعها تحصينا وحراسة وتشديدا أمنيا ، فبالرغم من أن هذا الموقع تم استهدافه في السابق ، إلا أن ذلك لم يمنع من اختراقه للمرة الثانية نظرا لحساسيته واستمرار فعاليته في تسيير أعمال القتل اليومية ضد الشعب الثائر، في الشهرين الأخيرين على التوالي، وهذا الأمر إن دل فإنه يدل على تخلخل الجهاز الأمني للأسد وأن الكثير من أذرعه الأمنية لم تعد تؤمن بسطوته على البلد. وبالطبع لن نستبق الأحداث ونعلن عن نتائج التفجير كما ورد في التلفزيون السوري الرسمي بأنه «تفجير إرهابي في حي أبو رمانة – شارع المهدي بالقرب من كتيبة الحراسة»، موضحا أن «التفجير الارهابي ناجم عن عبوتين ناسفتين وأسفر عن إصابة أربعة أشخاص فقط بجروح». نحن نورد الرواية الثانية التي تبناها «لواء أحفاد الرسول» في الجيش السوري الحر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مشيرا إلى أنه «تم بفضل الله وعونه تعالى استهداف مبنى قيادة الأركان في قلب العاصمة دمشق بعملية نوعية». حيث قال ((نبيل الأمير)) المتحث باسم لواء أحفاد الرسول أن تفجير دمشق تم بالتنسيق مع لواء الفاروق، ومع عناصر من داخل النظام. وأعلن أن العملية تم التحضير لها لمدة 3 أسابيع. وأوضح أنّ: الانفجار تم بزرع عبوات ناسفة داخل مقرّ الهيئة"، مضيفاً: على الرغم من الحراسة الشديدة استطعنا دخول المقر، وليس لدينا معلومات دقيقة عن عدد القتلى". وهذا ما أكده شهود العيان الذين تحدثوا عن عدد كبير من سيارات الإسعاف تواجدت في بقعة الانفجار الذي ضرب طوقا أمنيا حديديا حولها، أيضا عن ما يقارب السبعة عشر جثة وصلت إلى مشفى تشرين العسكري. والجميع يعلم حساسية المنطقة التي يتواجد فيها مقر الأركان وكيف أنه يقع في وسط العاصمة السورية ويضم فروعا أمنية، ومنطقته تحتضن العديد من السفارات. وبالتالي رواية المعارضة تدل على حجم الاختراق والقوة التي وصلت إليها وأنها أصبحت قادرة على دك حصون النظام الأسد أينما كانت؛ و بالتوقيت الذي تريد.
لكن الملفت هو ما ورد على لسان أزلام النظام اللبنانيين من أن المعركة أصبحت بين فريقين وأنه لا محرمات في هذه المعركة، وبالتالي فهذا التفجير يبرر للنظام الرقص على أشلاء ضحاياه الأبرياء في سيمفونية الموت التي ما برح يعزف عليها منذ بداية الأحداث. بحيث يكون ذبح الأطفال والنساء والمدنيين العزل يساوي بالجريمة تفجير مبنى عملياتي يتم فيه كتابة النوتة الموسيقية لسمفونية الرقص على الموتى هذه. وهذه يدل على الانحطاط والغباء السياسي الذي يتعاملون فيه مع الثورة السورية، و عن فقدان للحس الموسيقي الهارموني لسمفونية ثورات الربيع العربي.
جهاد أبو حمزة
علي حسين باكير
ياسر سعد الدين
أنور مالك
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة