راجح الخوري
تصدير المادة
المشاهدات : 3369
شـــــارك المادة
من الواضح ان روسيا سارعت الى نصب فخ لاجهاض مهمة الأخضر الابرهيمي من خلال اعلان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل بعد محادثاته مع سيرغي لافروف في موسكو ان سوريا مستعدة لمناقشة استقالة الرئيس بشارالاسد في اطار مفاوضات مع المعارضة.
هذا الكلام مجرد لغم يحاولون دسه ومن موسكو تحديداً، بهدف اظهار النظام وكأنه منفتح على الحوار رغم الحرب التدميرية الشرسة التي يشنها منذ 18 شهراً، وبعدما افشل كل مساعي الحلول التي بذلتها جامعة الدول العربية ثم الامم المتحدة، عندما رفض تنفيذ البند الاول في نقاط كوفي انان اي وقف النار وسحب الاسلحة الثقيلة تمهيداً للتوصل الى عملية الانتقال السياسي التي يرفضها النظام مدعوماً من الروس والايرانيين. اول ما سيواجهه الابرهيمي غداً هو ضرورة تحديد اولئك "المعارضين" الذين يقبل النظام مفاوضتهم وهم بالتأكيد جماعة النظام لكن بأقنعة المعارضة، في حين ان المعارضة الحقيقية ترفض قطعاً التفاوض مع الرئيس السوري الذي ذهب بعيداً في الحل العسكري، بما اوصل القتلى الى عشرين الفاً وجعل من المدن السورية ساحة مدمرة وارضاً محروقة. هذا الواقع ليس خافياً على الابرهيمي الذي بدأ تصريحاته بالحديث عن "الوضع المرعب وضرورة وقف الحرب الاهلية" وهو ما لم يعجب النظام الذي سارع الى انتقاده، لكن ما لم يعجبه اكثر هو قوله: "ان التغيير لا مفر منه، تغيير جدي، تغيير اساسي وليس تجميلياً... ينبغي تلبية تطلعات الشعب السوري". وعند هذا الحد صار مطلوباً اغراق الابرهيمي بأوهام الحديث عن الاستعداد لمناقشة استقالة الاسد لكن شرط ترتيب مفاوضات مستحيلة مع المعارضة وهو امر يعرفه النظام كما يعرفه الجميع! ثم ان الابرهيمي يدرك جيداً مدى تمسك موسكو ببقاء الاسد رغم كل تصريحات لافروف الخشبية عن حق الشعب السوري في تقرير مصيره، كما يعرف حقيقة الموقف الايراني الذي يخوض مع حليفه الاسد "الشوط النهائي من المعركة التي ستقرر هوية الشرق الاوسط"، كما تعلن طهران صراحة. فعن اي استقالة ممكنة للاسد يتحدث قدري جميل بايحاء من موسكو التي تحفر حفرة مبكرة لإغراق الابرهيمي؟! وعلى افتراض ان موسكو تستدرك الآن وتريد ان تخرج من سوريا بخسائر الحد الادنى بعدما ذهبت بعيداً في معاداة الشعب السوري، فماذا عن ايران التي ستخسر بذهاب الاسد ما بنته في ثلاثين عاماً، بما سيقطع الجسور الحيوية التي اوصلتها الى شواطئ المتوسط وسيمهد لخسارتها في العراق وكل منطقة الخليج التي تستميت لتكون فيها لاعباً كبيراً؟! والحديث عن مفاوضة المعارضة وهم، والوهم الاكبر هو الحديث عن امكان استقالة الاسد.
المصدر : النهار
عبد الجليل زيد المرهون
مجلة العصر
طارق الحميد
أمير سعيد
من أكثر المراوغين ومن أشدهم غباءً مع كل اسف النظام السوري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة