صالح عبد الله السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 6746
شـــــارك المادة
لا توجد حكومة في سوريا, سواء حكومة بشار الأسد أو حكومة للثوار, فبالنسبة لبشار الأسد, تفككت القاعدة السياسية التي كان النظام الأمني يتخفى ورائها, ثم الانشقاقات في القاعدة الأمنية فيوجد حوالي 45 عميد عسكري منشق في تركيا،
ثم أظهر تمكن الجيش الحر من تهريب رئيس الوزراء يظهر العجز الكبير في الاستخبارات, وكذلك الجهد الكبير الذي يتعرض له جيش النظام, فهو في حالة استنفار منذ اكثر من عام ونصف، ويظهر ذلك واضحا في عمليات الجيش البري حيث أن أي مواجهة على الأرض بين الثوار والجيش النظامي يتفوق الثوار تفوقا واضحا، وحتى في الطيران سنرى قريبا حالات عجز كبير بسبب أعمال الصيانة التي لا يتمكن النظام من قيام بها.
وهكذا أصبح النظام يتهاوى سياسيا وعسكريا. وبالنسبة للثوار لا توجد حكومة, حيث أن المناطق التي يسيطرون عليها تتعرض للقصف العشوائي بالطيران والمدافع والدبابات والصواريخ, ويعجزون عن حمايتها من هذا القصف, كذلك توفير الاحتياجات اليومية للمواطن من طعام وقود وغيرها من الضروريات الحياتية، التي لا يستطيع القيام بها، وظهور بعض حالات العصابات المسلحة هدفها سرقة المنازل والسيارات وترويع المواطنين. عندما تحدث حروب أو كوارث في العالم نرى إحصائيات بعدد القتلى ولكننا في سوريا خرجنا من هذه المرحلة وأصبحنا نحسب عدد المجازر, ففي كل مدينة وقرية نسمع عن مجزرة يذهب ضحيتها عشرات وأحيانا مئات الأطفال والنساء. هنا نرى إطالة أمد هذه الحرب سيكون تكلفته كبيرة على الشعب السوري, وقريبا سندخل في أزمة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث. هي لعبة عض أصابع بين الثوار وعصابات الأسد, ومن يسقط أولا. عصابات الأسد تعتمد على الحل بالصدمة, الذي يتمثل في القصف العشوائي المستمر على المدن والقرى بدأ من العاصمة دمشق, مرورا بحلب وحمص وحماة و دير الزور و أدلب واللاذقيه وغيرها, يقتل قصفا ويقتل ذبحا، يحاول فك ارتباط الثوار والشعب, بينما الثوار يعتمدون على ما يشبه حرب العصابات في العديد من المناطق، وحرب المواجهة في الشوارع في حلب, وحرب تحرير في جبل الزاوية, أي انه يتخذ عدة أشكال للحرب ولكنها وفي طريقتها الحالية لا تؤدي إلى التحرير والتخلص من نظام الأسد إلا بعمليات تسليح نوعي، وبالخصوص مضادات الدروع والطائرات, وحتى ما وصل لهم لا يكفي إلا لحماية منطقة ولوقت محدود. ويتساءل الكثيرون لماذا لا يتم تسليح المقاتلين السوريون بأسلحة نوعية من مضادات الدروع ومضادات الطيران، ويتهمون العالم على التهاون في هذا. ولكن يجب أن نرى الصورة الكبرى ومن الجانب الآخر, المعارضة السورية في الخارج والتي يقع ضمن مسئوليتها الملف السياسي للثورة السورية, نجدهم متفرقون, ومشتتون, يصارع احدهم الآخر. في الداخل وبالرغم من عميق تقديرنا وحبنا لهم وهم يضعون أرواحهم على اكفهم في سبيل التخلص من الطاغية، إلا أننا نرى العديد من الكتائب والألوية التي لم تتحد في كيان واحد وتحت راية واحده, فهم مشتتون ومفرقون. هنا نرى أن مشهد الثورة السورية ليس مريحا ومطمئنا لأي دولة قد تتولى عملية التسليح المطلوب، اختلافات سياسية وتفرق على الأرض، بل وهنالك شبه انقطاع بين الداخل والخارج. ففي سوريا اليوم نرى المشهد واضحا, نظام بشار المدعوم بصورة واضحة من الخارج, يقابله مجموعات من المعارضين ومجموعات من المقاتلين لا يربطها رابط سوى رغبتها في إسقاط الأسد، ولكن رغبتها في سقوط الأسد لا يجعلها تتفق على الحد الأدنى, الحد الذي يجعل حكومات العالم تطمئن لوجهة السلاح, وتطمئن لمرحلة ما بعد الأسد. حتى أننا لم نرى للمعارضة السورية مندوبا الجامعة العربية أو مؤتمر التعاون الإسلامي أي تواجد، ولا اعلم كيف يمكن أن تختفي المعارضة في وقت كان يجب التواجد فيه. وحتى تتوحد المعارضة السورية في الخارج, وحتى تتوحد كتائب الثوار في الداخل, وحتى نرى الحد الأدنى من التوافق بين السوريين لا أظن أن الشعب السوري سوف يتلقى أي مساعدة غير المساعدات الإغاثة، وسوف نستمر في حساب عدد المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري من نظام أصبح يعتمد على سياسة الأرض المحروقة.
خورشيد دلي
داود البصري
مروان قبلان
محمد مصطفى علوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة