سامر الحمصي
تصدير المادة
المشاهدات : 7481
شـــــارك المادة
مع امتداد الثورة لأكثر من سنة ونصف، ومع اشتدادها لتبلغ حد الحرب الضروس المفتوحة من كلاب الأسد المسعورة على الشعب السوري البطل، ومع التخاذل الدولي في التدخل لحلّ سريع وإسقاط النظام؛ يجد الأهالي على امتداد سوريا أملهم بعد الله سبحانه معلقاً بأبنائهم رجال الجيش الحرّ، هؤلاء الرجال الذين لم يتفطّن لهم ولمعاناتهم إلا القليل من أهل الخير والفضل مع عظيم ما يطلبونه منهم،
هؤلاء الشباب لم يدّخروا شيئاً في سبيل حماية أهليهم والذود عن أعراضهم، وكثير منهم عانى ما عانى حتى بلغ حملَ السلاح؛ إنّ في انشقاقه وتعريض نفسه وأهله للخطر، وإنّ في ترك مكسبه وباب رزقه وأهله لله، وأكثرهم لم يترك لأهله إلا ما تركه أبو بكر - رضي الله عنه- يوم خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن أغلبهم من الفقراء، ومَن كان منهم غنياً افتقر بعد عام ونصف على الثورة، وكثيرٌ ممن حمل السلاح لله من الأغنياء – وهم قلة – جهّز نفسَه ومَن يقدر مِن ماله الخاص ، وما دار بخَلد أحد أن تطول وتمتد الثورة إلى الآن؛ وكل شيء عنده جلّ في علاه بقدَر، فالناس تعبوا وأفلس غنيُّهم كفقيرهم، فالناس داخل سوريا عموماً مُنهَكون الآن، وهذا الإنهاك نسبيّ حسب المناطق واشتداد الثورة فيها وحسب حالات الأفراد بأعيانهم، ومِن أكثر المُنهَكِين عناصر الجيش الحرّ الذين إنْ كان على الناس أنْ يحتملوا القصفَ والحصارَ كان عليهم مع هذا أن يواجهوا ويبذلوا نفوسهم أيضاً ... والجُودُ بالنفس أسمَى غايةِ الجُودِ، فما حالُ مَن صار له سنة يقاتل وما حالُ أهله وأولاده؟! ومَن انشقّ وهرب بنفسه وسلاحه كيف سيكون حاله أيضاً بعد أشهر؟! ومَن كان معه ولا موردَ له مِن سنة هل سيبقى معه فلس؟! إنْ كان الواحد لو تصدّع رأسه وهو في الظلّ نام أياماً فما بال مَن لا يعرفون بيوتهم ولا أهليهم ولا الليل من النهار، ومع ذلك هم مرابطون ثابتون محتسبون؟! كثيرٌ منهم يستدين ليرسل إلى أهل بيته مصروفهم وليصرف على نفسه في رباطه، وغيرُ قليل سقطوا في شَرَك التنظيمات وباعوا ذممَهم لفلان أو فلان تحت الإغراء المادي، ولن أقول: إن بعض ما ضُبط من حالات السرقة والغُلول كان وراءها قلة ذات اليد التي حلّت في نفس أمّارة ضعيفة ... وصاحبُ الحاجةِ أرعنُ. الكلُّ واثقٌ الآن أن النصرَ بعد توفيق الله لن يأتيَ إلا بسواعد أبطالنا مجاهدينا، والكل يستصرخ الجيش الحرّ، ولكن القليل يتفطّن أن للنصر أسباباً متنوعة، منها الأسباب المادية، وليس المقام هنا لشرح مآسي تأمين السلاح والذخيرة التي لا تُمطرها السماءُ ولا تَهَبُنا إياه أية دولة...، لكن مِن الأسباب المادية أن تُطعمَ وتَسقيَ وتَكفيَ مَن تسأله أن يقاتلَ عن أهلك وعِرضك وكرامتك – لأن معركتنا مع آل الأسد معركة كل شريف أيّاً يكن وأنّى يكن - أدنى كفاية، واللهِ لا أبالغ إن زعمتُ أن بعض المقاتلين لا يجدون ما يكفيهم أكلهم وأكل مَن يُعيلون، وبعض القادة يستدين مصروفَ مقرّ مجموعته من الأكل والشرب ...، ومِن ذلك فواتير سدّدتها بنفسي عنهم من أهل الخير. وها قد هلّ على الأمة هلال رمضان الخير، والناس تستبشر بالنصر في رمضان بإذن الله، والقائمون على مساعدة المحتاجين يستبشرون أيضاً فوق ذلك أن يجدوا ما يكفي المحتاجين، أوَليس مِن المعيب – بربِّكم - أن يكون أبطال الجيش الحرّ من (المحتاجين)؟!! أوَليس من المعيب أن يأتي ضابطٌ برتبة مقدّم إلى هيئة الإغاثة يطلب ما يبلّغه زوجتَه وأولادَه حيث هربوا وما يعطيه لهم؟!! أوَليس من المعيب أن يتكرّر بيع بعض الأخوة أغنياء الأمس ممن اشترى سلاحه من كسبه ليصرف على نفسه أو على مجموعته، كما فعل الشيخ خالد البرّاك تقبّله الله؛ إذ باع بارودته ال إم16 بـ300,000 ل.س واشترى روسية بـ100,000 ل.س ليصرف ال200.000 ل.س على مجموعته كما أخبرني عناصره بعد استشهاده، وتكرر ذلك، أو أن يبيع واحد آخر بارودته ليداويَ أمّه؟! هؤلاء المقاتلون مسؤوليتنا جميعاً، وليس لنا أن نسألهم جهاداً وقتالاً ما لم نسعَ في خدمتهم وحاجاتهم بكل ما نستطيع.
وجزى الله خيراً كل مَن ساعد وأغاث
ملهم الدروبي
لبيب النحاس
عبد المنعم زين الدين
حسان الحموي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة