..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

شهرنا وشهرهم

أبو طلحة الحولي

٢٢ يوليو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3437

شهرنا وشهرهم
images رمضان شهر النصر.jpeg

شـــــارك المادة

أقبل رمضان شهر العزة والكرامة والنصر والحرية والاستعلاء والمجد وما تزال المؤامرة تلو المؤامرة ، وما تزال الهمجية الوحشية من الداخل والخارج ، على أشدها . 

 

وفي يوم الجمعة أول يوم من هذا الشهر المبارك ، يتبنى مجلس التأمر على سوريا المدعو ( مجلس الامن ) بالإجماع قرارا يحمل رقم 2059 يمدد لفترة أخيرة بعثة المراقبين في سوريا لمدة شهر.

وما تزال الأمة العربية والإسلامية تتفرج على ما يحدث في سوريا منتظرة الفرج من أعدائها من الغرب والشرق ، فلا تتحرك إلا بإشارة من هنا أو هناك ، فمتى ننفض الغبار عن غفلتنا وننهض مستنشقين عبير الحرية في شهر الحرية ، حرية الإنسان من كل عبودية إلا عبادة الله الخالق .

حددوا شهرا لهم بدايته شهر رمضان المبارك ، وآن للثوار وللجيش الحر أن يحددوا شهرا بدايته شهر رمضان المبارك ..

إن شهرهم ما هو إلا حلقة جديدة في مسلسل الدعم الخفي للنظام الوحشي ، والتأمر العلني للشعب السوري ..

شهرهم يجب على الثوار والجيش الحر الحذر منه ... فهو شهر ليقضي النظام الوحشي على الثورة بكافة الأسلحة ، وما حديثهم عن الأسلحة الكيماوية إلا رسالة منهم إلى النظام الوحشي لاستخدامها ... فهي آخر ورقة لدى النظام ، وها هو قد أخذ الإذن منهم بحديثهم العلني عن الأسلحة الكيماوية ...

إنه شهر المكر والخديعة ، ولكنهم لا يعلمون أن الله تكفل بالشام وأهله .. ولا يعلمون أن الثوار بعون من الله على وعي وإدراك بهذه الخديعة ، وبهذا المكر المراوغ ..

فما مجلس الأمن إلا مجلس التآمر على الثورة ، ومجلس التآمر على الديمقراطية التي يتشدقون بها ، ومجلس التآمر على حرية الشعب السوري الذي أعلنها " هي لله هي لله " إنه شهر الحذر ، فعلى الثوار والجيش الحر أن يكونوا على حذر منه فهو شهر فيه دعوة للنظام الوحشي إما القضاء على الثورة والثوار ، وإما الهروب الى الساحل بعد تدمير حمص ، وإما التدخل الخارجي على طريقتهم ، وليس على طريقة بعض المعارضة الذين ينادون بالتدخل الخارجي ، وإما الحرب العالمية للحفاظ على دولتهم اللقيطة .

شهر به كل الخيارات المعلنة والمخفية لدى اعدائنا في الغرب والشرق القابع تحت شجرة الغرقد المسماة مجلس الأمن .

وخيارات عدة للحفاظ على النظام الوحشي حارس الدولة اللقيطة ، أو استغلاله لتنفيذ مخططاتهم في إثارة التعرات الطائفية ومن ثم تقسيم سوريا ...

شهر غير قابل للتمديد ، وكأنه شهر الحسم بالنسبة لهم ولكنهم خابوا وخسروا فماذا لدينا من شهر ؟

 

شهر رمضان شهر الخير والحب والسلام ، شهر يؤهلنا لحمل رسالة الإسلام الخالدة إلى شعوب العالم ، لتتحرر من عبودية الطغاة ، وعبودية المادة ، وعبودية الشهوة ، وعبودية المناصب إلى عبودية رب العباد .. شهر جاء شاهدا فماذا نحن فاعلون ؟ أقبل رمضان شاهدا وفيه كان أعظم مؤتمر للشورى عرفه تاريخ البشرية وكانت ثمرة هذا المؤتمر فرقانا بين الحق والباطل وانتصر المسلمون في بدر بجمع قليل العدد والعدة ، كثير بإيمانه ويقينه وعزته والكفر جمع غفير العدد والعدة قليل بكفره وجحوده وجبروته ، وفي هذه المعركة طويت أكبر راية من رايات الجاهلية وهوى أضخم صنم من أصنام الشرك ولقى أبو جهل مصرعه ولم تنصره اللات والعزى .

أقبل رمضان شاهدا والخليفة المسلم العباسي المعتصم يلبي نداء امرأة مسلمة وقعت في يد علج من علوج الكفر فنادت وامعتصماه !!

فجهز جيشا من بغداد إلى عمورية ولم تغب شمس يوم السابع عشر من رمضان سنة مائتين وثلاث وعشرين للهجرة إلا وكانت المدينة العريقة قد فتحت وشوهد المعتصم يدخلها على صهوة جواده الأشهب وقد نكس رأسه خضوعا وشكرا لله .

أقبل رمضان شاهدا والتتار من كل حدب ينسلون ، تتساقط المدن تحت أقدامهم كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف ، والرعب يمشي بين أيديهم فيرهب الناس ويفتح البلدان ولكن الملك المظفر سيف الدين قطز بصرخته المدوية وإسلاماه ، ومن وراءه شيخه وشيخ المسلمين عز الدين بن عبد السلام يوقظ القلوب ويشحذ الهمم ويرغب في الشهادة وإخلاص العبودية لله وحده ، تعس عبد الطاغوت ، تعس عبد المال ، تعس عبد الشهوة ، وما هي إلا ساعة حتى لم تقم للتتار قائمة بعد ذلك وما عين جالوت ببعيدة .

أقبل رمضان شاهدا ، وهو شهر التغيير والثورة على الضعف و على الجهل وعلى الشهوة وعلى الفوضى وعلى كل طاغية ، تعيشه سوريا بكل معاني التغيير ، وآفاق الثورة ، ليكون للثوار وللجيش الحر محطة لتعبئة القوى النفسية والروحية والخلقية التي يحتاجون إليها في الحياة ، ويحتاج إليها كل فرد في المجتمع الجديد بعد نهاية النظام الوحشي .

أقبل رمضان شاهدا والثوار يشاهدون ويعيشون واقع تلاوتهم لكتاب الله عز وجل " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " .

أقبل رمضان شاهدا وقوى الكفر تتحالف معا فتمهل وتمدد وتغطي على جرائم النظام الوحشي متآمرة معه سرا وعلنا ، فهو يقاتل بالنيابة عنهم حتى لا تكون هناك دولة ذات عقيدة موحدة لربها ، تعيش في اكنافها كل الطوائف في سماحة وسلام كما عاشت على مدار التاريخ تحت راية الاسلام ، وهم يعلمون جيدا أن هذه الطوائف لا تجد نفسها وعبادتها وشعائرها إلا في ظل راية الاسلام ..

هذا شهرنا شهر العزة والعدالة والنصر والتمكين ، وشهر المحبة والسلام ، ولن يكون هناك سلام وعدل إلا بالقضاء على الديكتاتورية وعلى الطغاة والجبابرة .. وما ثورة سوريا إلا لتحقيق هذا العدل والسلام والعزة والكرامة للشعب السوري وللبشرية ..

إن النظام الوحشي يلفظ انفاسه الأخيرة ، وما هذه المهل إلا محاولات لإنعاش تنفسه لإعادته للحياة مرة أخرى ، ولذا على الثوار والجيش الحر : إن ترك النظام لمعابره شيء مهم ونصر عظيم ، ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن ترك المعابر ربما تكون خدعة من النظام ليشتت الثوار والجيش الحر في الانشغال عنه لينشر قوته هنا وهناك وخاصة على الساحل .

إن جميع الطواغيت تهرب في حالة لفظها لأنفاسها الاخيرة إلى مسقط رأسها أو أعوانها ولذا يجب أن لا يغيب عن بالهم الساحل .. فيجب الرباط فيه .

الانتباه الى مؤامرة المراقبين فهم شهود زور ، وهم أعوان في الجريمة ، وما أيام البوسنة ببعيدة ، فسقوط الطاغية الوحشي لن يكون سقوطا سهلا مثل مبارك والقذافي بل الغرب والشرق مجتمعا تحت شجرة الغرقد ( مجلس الامن) عيونه على النظام يراقبون ويدرسون ويخططون عن كيفية سقوطه ، وما بعد سقوطه ، فمصالحهم ومصالح دولتهم اللقيطة فوق أي اعتبار للدماء .

الحذر من التدخل الدولي ، فلن يكون التدخل لصالح الثورة وإنما لصالح النظام بحيث تؤمن له منطقة آمنة يتخذها له دولة ، وما مجزرة الحولة والتريمسة إلا دليل على تأمين هذه المنطقة الامنة .

عدم تجاهل حمص ، وما أدراك ما حمص !!! حمص العمود الفقري لسوريا ، فإذا انكسر لا سمح الله انكسرت سوريا وتمزقت ، فعلى الجيش الحر عدم الدخول بكامل قوتهم في معركة دمشق ، بل التوازن في توزيع الكتائب .

معركة دمشق ليست بحاجة كبيرة إلى عمليات التوغل فيها وإنما بحاجة إلى عمليات نوعية كعملية تفجير مقر الأمن القومي .

لا لليأس ، وأبشروا وبشروا فبإذن الله لن تأتي العشر الأواخر من رمضان إلا والطاغية قد فارق الأرض ، وارتفعت راية النصر .. فشهرهم إلى زوال ، وشهرنا إلى خلود وسمو وثبات ونصر وتمكين . والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع