حسان القطب
تصدير المادة
المشاهدات : 3003
شـــــارك المادة
لم يتوقع نصرالله أن تصل يد المقاومة السورية إلى عرين الأسد فتسقط جملة من مجرميه، ولم يتورع نصرالله عن وصف رؤوس النظام الذين سقطوا بالرفاق المقاومين، وهم فعلاً رفاق له في كافة ما جرى في لبنان من ممارسات ميليشيوية وتصرفات لا تمت لقضايا الأمة العربية و القضية الفلسطينية على وجه التحديد بأي نفع..
كما هو رفيق لهم في كل ما يجري في سوريا من ممارسات إجرامية بحق شعب سوريا المعطاء، الذي جريمته الوحيدة انه يطالب بالحرية والعدالة وجريمته الأخطر انه لا ينتمي مذهبياً لطائفة الرئيس وحلفائه في إيران وحلفائه في لبنان.. سواء بتأمين التغطية الإعلامية والسياسية وإعلان التأييد لهذا النظام ورموزه في كل ما يقوم به من ارتكابات وممارسات.. أو إذا ما أخذنا الشائعات والأخبار التي تتوارد هنا وهناك عن أن حزب الله وحركة أمل متورطين في معارك سوريا وفي شلال الدم الذي يسيل بكل إجرام وغطرسة.. لقد كان نصر الله ينوي أن يتحدث عن انتصارات وعن استعدادات لتحقيق مزيد من الانتصارات في سوريا والبحرين بعد العراق التي استقبل رئيس وزرائها عضو حزب الدعوة الإسلامي حليف حزب الله والولايات المتحدة في آنٍ معاً إحدى المطربات اللبنانيات بشكل يليق بالرؤساء مما أثار جدلاً واسعاً في العراق وبين المسؤولين ولم يلتفت لهذا الحدث الشيخ نعيم قاسم نائب نصرالله وعضو حزب الدعوة وحليف المالكي الأساسي في لبنان.. توتر نصرالله وقلقه كان بادياً عليه والشعور بالهزيمة والمرارة كان واضحاً، ولكن لا مانع من أن نستشف من خطابه بعض النقاط الأساسية التي أعلنها وتعبر عما يشعر به من خيبة أمل والإشارة إلى ما قد يتسبب به خطابه من أضرار على جمهوره : - لقد أشار نصرالله بوضوح إلى الموقف الفلسطيني الذي نأى بنفسه عن الانغماس في حمام الدم في سوريا، وكان يشير بكل دلالة إلى موقف حماس، حين طالب الفلسطينيين وبالتحديد في غزة بمراجعة مواقفهم من نظام سوريا، الذي أمدهم بالصواريخ والأسلحة.. وفي هذا تعبير عن الاستياء من موقف القوى الفلسطينية التي تقف صامته.. وفي نفس الوقت قد يتضمن كلامه تهديداً لها..؟؟ - لقد سمح نصرالله لنفسه بان يعلن وقوفه علناً إلى جانب الظلم والظالم متنكراً لموقف ومبدأ الوقوف إلى جانب المظلوم ضد الظالم..الذي يحدثنا عنه كل عام في مناسبات عدة..؟؟ ولا مانع من ظلم واستعباد وقهر وقتل 23 مليون سوري فقط لأن سوريا النظام قد أمنت له الصواريخ عبر الحدود اللبنانية لتنفيذ مشروعه في لبنان، وفي هذا تجاوز للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701، ومع ذلك فإن إعلام حزب الله ونبيه بري وإيران يتهم بعض اللبنانيين بدعم النازحين السوريين بالخبز والماء وتأمين المأوى..؟؟ ومن المؤسف أن رئيس وزراء حكومة حزب الله في لبنان نجيب ميقاتي قد أوقف معالجة النازحين السوريين المصابين بضغط من هذا الفريق وقد استجاب..؟؟ - لقد بدا واضحاً أن نصرالله كان ينعي في خطابه النظام السوري ويعلن بداية نهايته على طريقته حين تكلم عن أسرار تكشف لأول مرة بمعنى أنها لن تكون أسرار بعد اليوم وبعد سقوط النظام الذي أصبح وشيكاً..وبدا عليه التأثر لخسارة معركة الحفاظ على الظلم في سوريا وحماية الطاغية.. لينتقل مباشرةً في خطابه إلى.. - التلميح بوضوح إلى خطورة الفتنة المذهبية والطائفية.. وكأنها لم تكن خطراً في السابق.. وذلك حين دعا كافة الطوائف والمذاهب إلى ضبط ساحتها وهذا الطلب يجبان يوجه إليه أولاً وأخيراً.. فهو صاحب السلاح والميليشيا والإعلام المفتوح على الفتنة كل يوم وساعة.. وليبعد ميليشياته عن أوقاف المسيحيين في بلاد جبيل وبلدة لاسا وعن أوقاف المسلمين السنة في كافة المناطق وأولها مسجد الظاهر بيبرس في مدينة بعلبك الذي تم احتلاله وتغيير اسمه؟؟ - لقد اندفع نصر الله لمهاجمة الدول العربية وبالتحديد دول الخليج والمملكة السعودية، رغم ما قدمته هذه الدول من دعم غير محدود للبنان إبان الحرب وقبلها وبعدها، ومهدداً مصير آلاف العائلات اللبنانية التي تعمل في هذه الدول… - لقد عرض نصرالله مصير المختطفين اللبنانيين في سوريا للخطر بوقوفه إلى جانب النظام وتأبينه لرؤوس النظام الذين سقطوا ووصفهم بالرفاق الشهداء متجاهلاً مصلحة عائلات المخطوفين والسعي للإفراج عنهم.. - خلال حديثه عن احتمال الحرب مع إسرائيل كان واضحاً انه يريد تجنبها وليس خوضها.. والحديث عن الانتصارات والتذكير بحرب تموز/يوليو عام 2006، والتلميح بمفاجآت تقلب موازين القوى في أية حرب مقبلة ما هو إلا دليل تخوف وقلق من المواجهة المحتملة بعد الاختراقات المتعددة للجسم الداخلي لحزب الله من قبل أجهزة مخابراتية وعدم وضوح الضرر الذي أصاب هذه البنية نتيجة تسرب المعلومات من داخل هيكلية حزب الله ومن ثم بسبب انتشار الفساد في أوساط قيادات حزب الله، وقضية صلاح عزالدين الذي أعلن إفلاسه عن ما يقارب ملياري $ أميركي تشكل نموذجاً خطيراً عن مدى الانحلال والاهتراء في بنية هذه الميليشيا إلى جانب الاشتباكات اليومية بين بعض المجموعات التابعة لهذه العائلة أو تلك.. - لقد قام نصرالله في خطابه الأخير بدق الإسفين الخير في نعش الحوار الوطني حين هاجم القوى الأخرى في 14 آذار، متهماً إياها بكل الموبقات، ومتجاهلاً جلسة الحوار التي ستعقد قريباً وربما قال هذا الكلام استكمالاً لما أعلنه نائب حزب الله محمد رعد عن أن لا بحث في الإستراتيجية الدفاعية لأن لبنان لا زال في حالة تحرير ..ولم يستكمل سيادته على أرضه بعد.؟؟ الانتصار السوري على الظلم شكل صدمة قاسية لحزب الله وإيران، والسبب أن هذه القوى تتجاهل المطالب الشعبية وحقوق الناس والأمة ومصالح المواطنين وطموحاتهم.. فهي تتعامل مع البشر كأرقام تحسب في جداول الانتخابات والتظاهرات وعند قطع الطرقات وحصار المطار والسراي الحكومي في لبنان..فإذا كان من حق المواطن أي مواطن في العالم أن ينتفض على الظلم فلماذا لا يعطى هذا الحق للشعب السوري والإيراني واللبناني…؟؟؟؟ لذلك فإن نصرالله في خطابه الأخير يتحدث عن الهزيمة في سوريا أكثر مما يتحدث عن الانتصار في حرب تموز/يوليو عام 2006…؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *مدير المركز اللبناني للابحاث و الاستشارت
المصدر: سوريا المستقبل
حسان الحموي
برهان غليون
ماجد كيالي
مطيع البطين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة