موفق مصطفى السباعي
تصدير المادة
المشاهدات : 3408
شـــــارك المادة
ابتداءً أطلب من جميع الإخوة قراءة المقالة بتأنٍ وتروٍ بالغين – وخاصة الإخوة الكرد – وعدم اجتزاء كلمة من سياقها ..وتسليط كل الأضواء عليها ، فذلك ظلم وبهتان وطغيان … يحذر خبراء التنمية البشرية أشد التحذير ..من استخدام الكلمات السلبية لوصف حالة ما – وإن كان التوصيف حقيقيا واقعياً – والإستعاضة عنها بكلمات إيجابية …لتحقيق النجاح ، والوصول إلى الهدف المنشود ..
فإن كنت ضعيفا ..أو فقيرا ..لا تملك شروى نقير ..وتريد أن تشتري شيئاً ما ..لا تقل إني ضعيف ولا أملك المال ..بل قل إني قوي ..وسأملك المال الوفير لشراء ما أريد ..وحينما تكرره وتؤكده بلسانك وعقلك الظاهر وتسعى إليه ..يترسخ هذا في عقلك الباطن وتصبح قويا وغنيا فعلاً.. وقد قيل لمليونير : كيف أصبحت مليونيراً قال بكل بساطة : لأني أردت أن أكون مليونيرا … وعلى نفس النسق.. إذا كان لديك مشكلة – أيا كان نوعها – لا تقل إني في مشكلة عويصة لا أقدر على حلها ..بل قل إني في الطريق لحلها والتغلب عليها .. وعلى هذا المبدأ ..أقول لإخواني الأكراد : لا تقولوا ..وترددوا باستمرار..
توجد مشكلة كردية .. بل قولوا : كانت في الماضي السحيق .. مشكلة مع النظام الباغي ..ونحن الآن في طريقنا إلى إزالة هذا النظام ..وإزالة كل ما علق به من مآسي ومظالم ..وتحقيق كل ما نتطلع إليه من عزة وكرامة وحرية وعدل ومساواة مع الجميع ..دون تمييز.. لقد تعرض الشعب السوري بكل مكوناته ..إلى الظلم والإضطهاد ..والقمع والكبت ..والسجن والتعذيب ..طوال خمسين عاما خلت لم يُستثنى مخلوق واحد – بما فيهم الطائفة العلوية – من هذا الشر المستطير .. كان كل من يطالب بالحرية ..أو ينتقد النظام أو أحد رموزه ..يلقى أشد العذاب ..وبما أن الأكراد جزء من الشعب السوري ..وعرق أصيل.. جذوره ممتدة في الأرض منذ مئات السنين ..فقد تعرض إلى نفس المعاناة .. والكبت ..والظلم ..مع تحيز أكثر ضده في بعض المواقف ..بسبب الناحية
القومية التي كان ينادي بها النظام ..مستهينا..ومستخفاً بالقوميات غير العربية ..بدعوى كاذبة أنه حامي القومية العربية ..وهي منه براء ..براءة الذئب من دم يوسف .. وانطلقت الثورة قبل ستة عشر شهراً ..محطمة القيود والأغلال ..وداعية للحرية والكرامة ..لكل الشعب السوري بدون تمييز ..ورددها الثوار في كل سورية ..من القامشلي إلى درعا ..ومن البوكمال إلى تلكلخ .. الشعب السوري واحد ..الشعب السوري مابينذل .. يسألني بعض الإخوة الكرد الطيبين المجروحين ..الملتاعين بالظلم ..- نريد منكم أيها العرب – إعترافا صريحا واضحا كالشمس الساطعة في رابعة النهار.. بحقوقنا كاملة غير منقوصة ..وبأننا شعب أصيل في سورية .. وهنا سأفجر قنبلة مزلزلة مدوية ..تعلن غرابة هذا الطلب وتفاهته ..وضعفه ونقصه .. وتوضح لكل الناس ما هو فلسفة الإعتراف ..الذي يتردد على ألسنتهم دون أن يدروا معناه .. ما هو الإعتراف ؟؟؟ هو أن تعترف بشئ ظهر على وجه الأرض فجأة …فيحتاج إلى مبرر شرعي أو قانوني بوجوده.. أن تعترف بشئ منبوذ ..نكرة ..لا يعرف الناس عنه شيئا .. فترفع من شأنه وتعلي من قيمته … أن تعترف بمجهول الهوية ..ناقص الأهلية ..فتجعله ملئ السمع والبصر … هذا هو مفهوم ..وفلسفة ..وتحليل الإعتراف .. فهل إخوتنا الأكراد ..تنطبق عليهم هذه المواصفات السابقة ..حتى يطلبوا ..ويستجدوا الإعتراف ؟؟؟وممن يطلبوه؟؟؟ ومن هو أعلى منهم شأنا ومكانة حتى يمنحهم ..ويتكرم ..ويتفضل عليهم بالإعتراف ؟؟؟ بالتأكيد لا ..ثم لا ..وألف لا .. إنهم قوم طيب الأعراق ..إنهم أصلاء في الأرض ..تمتد جذورهم في أعماقها منذ مئات السنين .. إنهم أهل بأس وشدة وقوة .. ومروءة وشجاعة ..إنهم قوم كرام ..ذو شهامة ونبل وشرف ..إنهم وحدوا بلاد العراق والشام ومصر في دولة واحدة في يوم من الأيام ..وسيعيدون توحيدها مرة أخرى تحت قيادتهم ..إن شاء الله .. إنهم القوم لا يشقى جليسهم ..ولا يذل من يحتمي بهم .. إنهم نشأوا وتربوا ..وترعرعوا في الموصل ..وانتشروا في بلاد الشام ومصر ..وأنجبت إمرأة صالحة ..عظيمة منهم رجلاً في سالف الزمان ..اسمه صلاح الدين ..كان خير الرجال ..قهر الصليبيين ..وطردهم شر طردة من فلسطين ..وحرر القدس من رجزهم ..فنقموا عليه ..ولا يزالون يحملون في قلوبهم الحقد والضغينة له ..ولذريته من بعده ..ولهذا ..مزقوهم ..وشتتوا شملهم في أربعة بلدان ..انتقاما من صلاح الدين ..الذي لم تلد النساء مثيلا له حتى الحين .. وأول ما وطأت أقدامهم دمشق بعد معركة ميسلون 24 تموز 1920.. ذهب كلبهم غوروا إلى قبره الشريف .. يركله بأقدامه النجسة ويقول متحديا : ها قد عدنا يا صلاح الدين ..لينفس عن حقده الأسود..وكراهيته البغيضة لهذا الرجل ولذريته من بعده.. قوم بمثل هذه الشمائل والأخلاق العريقة ..وبمثل هذه الأوصاف النبيلة الشريفة .. هل يا ترى هم بحاجة لأن يسألوا ..ويستجدوا ..من يعترف بهم وبوجودهم ؟؟؟.. ومن الذي يملك أن يعترف بهم ..المُعَرَفُ لا يُعَرَف … إنها قاعدة لغوية من أبجديات اللغة البشرية وليست العربية فحسب .. هل أعترف بقوم تعرفهم الدنيا كلها ..وتعرف الأرض والسماء .. ويشهد الشجر والحجر على أمجادهم البطولية .. وما ذا يغنيهم اعترافي وكل الإنس والجن يعرفهم ويعتز بهم ؟؟؟ وحي الأكراد في قلب دمشق أكبر شاهد على وجودهم ، بينما لا يوجد في كل سورية حي يسمى حي العرب !!! ثم ..من أنا ..ومن غيري ..حتى أعترف بوجودهم ؟؟؟ أأعترف بالشمس ..أم بالقمر ..وكلاهما موجودان قبل الخليقة ؟؟؟ أتطلبون يا إخوتي الأكراد شيئا أدنى مما تملكون ؟؟؟..أم تريدون أن تفعلوا كما فعل بنو اسرائيل مع موسى عليه السلام حينما طالبوا بالعدس والبصل بدلا من المن والسلوى فجاوبهم رب العالمين :( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )؟؟؟.. أنتم لستم بحاجة لمن يعترف بكم ..أنتم تعترفون بالآخر ..وليس هو الذي يعترف بكم .. أنتم تفرضون وجودكم بقوة أصالتكم ..وعراقة نسبكم .. ولو لم أكن عربيا ..لتمنيت أن أكون كرديا ..وبكل الفخار والإعتزاز.. وجودكم على أرض سورية ..وحضارتكم ..وميراثكم ..وتراثكم .. وتاريخكم الناصع ..وأمجادكم السامية العالية ..هو ذخيرتكم ..ورأسمالكم في هذه الحياة ..وفي هذا الوجود .. من يقل : أنه ليس لكم كامل حقوق الحياة ..بالتساوي والعدل ..مع كل مكونات المجتمع السوري ..لنقطع لسانه ..ونجدع أنفه ..ونبتر يمينه.. كلنا سوريون ..وكفى ..وحسبنا أننا فرضنا وجودنا على العالم أجمع رغما عنه ..بتضحياتنا جميعا ..ودمائنا الذكية ..التي روت أرضنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب .. وإذا أردنا كلنا أن نتفاخر ..ونتباهى ..وأن نطأ بأقدامنا الثريا ..
فلنعلن على الملأ أجمع : أولا : افتخارنا ..واعتزازنا ..وانتماؤنا للإسلام ..فهو الجنسية الوحيدة .. وجواز السفر الوحيد ..الذي يمكننا من دخول الجنة ..لمن كان يهمه دخولها .. ثانيا : افتخارنا ..واعتزازنا..بأننا نحن الشعب السوري العظيم ..الذي أصبح إسمه على كل لسان من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب ..بعد هذا ..لا مشاحة ..ولا خلاف ..ليعتز ويتفاخر كل منا محليا .. بقومه..ثم بعشيرته ..ثم بقبيلته ..ثم بأسرته ..ثم بنفسه .. هل بعد هذا البيان ..بيان ؟؟؟ أم أن في النفوس شيئا ما ؟؟؟
المصدر: سوريا المستقبل
مجاهد مأمون ديرانية
زياد عيتاني
حسام سلامة
برهان غليون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة