..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

فقدان الحل الدبلوماسي واستبعاد الحل العسكري في سوريا

رضا خليل الجروان

٣٠ يونيو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7253

فقدان الحل الدبلوماسي واستبعاد الحل العسكري في سوريا
1.jpg

شـــــارك المادة

يبدو أن قراءة المشهد الحالي للأزمة السورية معقد جداً، فقد أخفق محللو العالم في قراءته وتحليله تحليلاً واقعياً. فجميع الحلول التي طرحت حتى الآن من مراقبين الجامعة العربية ومهلها المتتالية إلى الضغوط الاقتصادية إلى مبادرة كوفي عنان وتعليق مهمة المراقبين الدوليين واجتماع جنيف فشلت جميعها في تغيير أسلوب النظام المشغول في قصف المدن السورية براً وجواً، والمستميت في قمع الثورة وخاصة في المدن التي خرجت عن سيطرته، إذاً  كيف سينتهي الأمر في سوريا وإلى أين ستؤول القضية؟


ظاهرياً يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقود الحملة الدولية ضد بشار المجرم وشبيحته، وعملياً تظهر عجزها في تغيير النهج الروسي تجاه الحكومة السورية، وهي تحب هذا العجز لأنها متخفية فيه، فما زالت الرؤيا غير واضحة من دولة إسرائيل. فتارة تتذرع بالفيتو الروسي، وتارة تتذرع بأنها لا تملك خبرة في التعامل مع سوريا، وتارة تشكك بالمعارضة غير المنظمة الغالب عليها الإخوان المسلمون والمخترقة خليجياً وتركياً، مما جعلها في مأزق عميق أمام الأزمة السورية. وفي نفس الوقت تظهر للعالم أنها منشغلة بدعم الجيش السوري الحر في حين تدعم روسيا وإيران النظام السوري بكل الوسائل المتاحة لوجستيا وماديا بشكل واضح، فقد تم تدويل الأزمة السورية وأن حرب المصالح مازال قائماً في ظل توقف الحلول الدبلوماسية والسياسية، ومازال البحث عن مخرج جاري بين الدول الكبرى.


ومن ناحية أخرى ما يحدث في سوريا من قتل وإجرام وقصف وتدمير أذهل العالم، مما دعا المتظاهرين السلميين والمعارضة السورية إلى طلب التدخل الخارجي من خلال منظمة شرعية هي مجلس الأمن، والذي مازالت تعرقله روسيا والصين المرة تلو الأخرى بحق الفيتو الباطل. ولكن منذ بداية الثورة استبعدت الجامعة العربية ممثلة بأمينها الموالي للنظام السوري التدخل العسكري في سوريا، ثم ترددت نفس العبارة من معظم الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة وتركيا وآخرها حلف الناتو الذي أظهر علنا، وبعد أن تم الاعتداء على أحد أعضاءه تركيا بأنه لا نية له بالتدخل العسكري في سوريا، ولا نقاش داخل الحلف بذلك فالظروف حتى الآن لم تتوفر. والنتيجة لا تدخل عسكري في سوريا مما أعطى مداً معنويا وذريعة قوية للنظام السوري المجرم بالتواصل في إجرامه وقتل شعبه. والى الآن مازالت حماية المدنيين العزل من الأطفال والنساء والرجال وهي مسئولية قانونية وأخلاقية وإنسانية مهمة مستحيلة عجز عنها العالم أجمع. إنه كذب السياسة ولعبة المصالح، ولكن صدق الدكتور السعودي سلمان العودة بمعنى قوله إذا لم نسارع في إنقاذ الشعب السوري ونصرته فإن اللعنة لا تستثني أحداً.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع