علي حسين باكير
تصدير المادة
المشاهدات : 3464
شـــــارك المادة
وفقاً لوزارة الخارجية التركية، ارتفع عدد اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية إلى 30 ألفا مع عبور ما يزيد عن 2500 لاجئ خلال 48 ساعة فقط بداية الأسبوع، وقد أعاد هذا الوضع فتح النقاش حول خيارات إقامة "المنقطة العازلة" أو "الممرّات الإنسانية" كخطّة طوارئ، على أن يُصار إلى طرحها جدّياً على المستوى الإقليمي والدولي لاحقاً في حال فشلت المفاوضات الجارية راهناً في شأن سوريا، خصوصاً بين روسيا وواشنطن.
بديل للأسد
وبالنسبة إلى المفاوضات التي يقال إنّها تجري بين موسكو وواشنطن، تشير مصادر تركية إلى "أنّ روسيا تبحث عن تعديلات في النظام السوري من دون استبداله كلّياً، والمفاوضات القائمة في شأن استكشاف البديل بالنسبة إلى روسيا تتضمّن إمكان القبول برئيس غير الأسد مقابل بقاء عدد من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة المتوزّعة في مفاصل حيوية واستراتيجية عدّة داخل النظام السوري والجيش والأجهزة الأمنية في مناصبهم، وهو الأمر الذي يتوافق أيضا مع طروحات قد يقبل بها النظام الإيراني حلّاً، خوفاً من فقدان نفوذه كلّياً داخل سوريا مع فقدان الأسد السيطرة على مجريات الأحداث، وذلك في مقابل الضغط على المعارضة السوريّة من أجل القبول باشتراك عدد من هؤلاء النافذين ضمن أيّ نظام جديد في سوريا".
ميزان القوّة
وتأتي هذه المفاوضات في ظلّ مخاوف من أن تخرج روسيا من المعادلة بعدما أصبحت في موقف حرج، إزاء الدفاع العلني عن "مجازر" نظام الأسد. فبعد الحديث عن أنّ الثورة السورية إنّما هي مجرّد ثورة أرياف، وعلى رغم تجاهل التحرّكات التي تشهدها المدن الكبرى، عازين الأمر الى بقاء العاصمة دمشق ومدينة التجّار والصناعيين حلب خارج هذا التحرّك، بدا جليّا أنّ تحوّلاً حصل مع انضمام التجّار أخيراً إلى الثورة، وأنّ الكفّة بدأت تميل جليّاً لمصلحة الشعب السوري على رغم الدعم المفتوح الذي لا يزال النظام السوري يتلقّاه من روسيا وإيران.
وتشير التقارير الميدانية إلى "أنّ النظام السوري بدأ يفقد السيطرة فعليّاً على مساحة واسعة من سوريا مع امتداد الثورة بنحو لافت خلال المرحلة السابقة، وتحديداً خلال فترة مبادرة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان، إلى حلب ودمشق معقل النظام السوري وأجهزته الأمنية".
وبالتزامن مع هذه التقارير، ترى مصادر تركية "أنّ تصاعد المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام في حقّ الشعب السوري الأعزل، ولا سيّما الأطفال والنساء منه، يشكّل مؤشّراً قويّاً على فقدانه السيطرة على الأرض، وهو دليل على صحّة المعطيات في هذا الشأن". وتوضح "أنّ استخدام النظام المتزايد للطائرات، والمروحيّات تحديداً، في قصف الأحياء السكنية، هو مؤشّر آخر على يأس النظام والذهاب بعيداً في استخدام كلّ الوسائل الممكنة لإيقاف الثورة".
"الجيش الحر"
وكما بات معلوماً، فقد طلب النظام السوري من روسيا أخيراً، تزويده نحو 15 طائرة مروحيّة هجومية، على رغم الإنكار الروسي والحديث عن وجود عقود عسكرية مسبقة غير مرتبطة بتطوّرات الوضع على الأرض، وأنّ ما قامت به موسكو إنّما يقتصر على صون بعض الطائرات المروحية.
وتنقل معلومات تركية وسورية متقاطعة لـ"الجمهورية" أنّ أحد أهمّ العوامل التي دفعت بالنظام السوري إلى زيادة استخدام المروحيّات الهجومية هو "تزايد قدرات الجيش الحر في بعض الأحياء والمدن إزاء مواجهة المدرّعات والدبّابات التابعة للجيش النظامي، منها منطقة ريف حلب على سبيل المثال".
وتؤكّد هذه المعلومات "أنّ العمل جارٍ فعلاً منذ فترة قصيرة بين أصدقاء الشعب السوري لتأمين الدعم اللوجستي للجيش السوري الحر لتحسين كفايته التنظيمية والتسليحية، بعد إقناع تركيا بضرورة التحرّك في هذا الاتجاه، وإن اقتصر الأمر حتى الساعة، على المستوى المنخفض الذي يتضمّن أجهزة اتّصالات وبعض الأسلحة والذخائر الخفيفة على نطاق ضيّق ومحدود".
المصدر : الجمهورية
إبراهيم قرة غل
زياد الشامي
رندة تقي الدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة