..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الأسد وخطاب اللحظة الأخيرة

حسان الحموي

٥ يونيو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3209

الأسد وخطاب اللحظة الأخيرة
14.jpg

شـــــارك المادة

بالأمس لاحظ الجميع العبارات الغريبة التي تلفظ بها طاغية الشام، والتي تنم عن إدراك لواقع جديد من قبل أركان عصابته، والتي حاول جاهداً الخروج من رهبتها، لكنه لم يستطع، حيث بدت عليه الريبة والهلع من المستقبل القريب، عبر عنها بعبارات إعلان حرب اللحظة الأخيرة على العدو الداخلي (العصابات المسلحة الإرهابية)، لكنه شدد بنفس الوقت على العبارات العدائية تجاه العالم الخارجي، مستحضراً نظريته المعهودة بالمؤامرة الخارجية.

 


في خطابه هذا فقد البسمة والثقة، وبدى عليه شيء من الارتباك، يعترف مرغماً بالأزمة في سوريا بفم ترامت أطرافه هلعاً.
لأول مرة يصدق ويعلن أن السوريين قسمين: قسم نضج وملك حريته بانتمائه لسوريته، لكنه بنظر الطاغية خائن يتآمر مع الغرب، وقسم غبي لا يجيد سوى التصديق والتصفيق لا يعلم هويته شيعي أم شيوعي اكتسب وطنيته من خلال موالاته لروسية وإيران.

لأول مرة نجد الجزار لا يستطيع تبرير مجازره، تبدو حجته باهتة لا يدري من يعزي فقد قضى على كل شيء في سورية، مبرراً تصرفاته الإجرامية بمنطق الطبيب الذي يستأصل الأورام التي تسببت له بالألم ليل نهار.
لأول مرة يفصح عن نيته المبيته وحقده الدفين: بإعلان الحرب على شعبه.
يريد خلع هذا الشعب من جذوره العميقة التي تمتد لآلاف السنين بكل الوسائل المتاحة لديه.
لأول مرة يقرأ الجميع من قسمات وجهه أنه يستشعر بأن المسرحية شارفت على الانتهاء. وان الستارة آن لها ان تنسدل.
ولأخر مرة يوحي بأنه يقف أمام الشاشات متماسكاً ويحاول الثبات ليودع شبيحته.
الجميع أدرك بأن بشار يحاول الانتقام من شعبه الشريف عندما تفوه بعبارة لا إرادية بأن العالم سوف يقول بأن السوريين خربوا بلدهم بايديهم، وبنفس الوقت يحاول إيصال صوته لأعوانه؟؟؟؟ إنهُ انتهى وأن عليه وعليهم أن يرحلوا إن استطاعو..
لكنه ليس وحده الذي أدرك هذه الحقيقة، فحليفه الروسي أدرك أن حجة الأسد باتت باهتة، لذلك فقد أوعز إلى بشار بأن عليه التضحية ببعض الموالين، من خلال ارتكاب مجزرة مشابهة بمجزرة أطفال الحولة، ولكن هذه المرة ضد قرى من الطائفة العلوية، بغية إرسال رسائل إلى العالم أن في سوريا حرب طائفية، وأن هناك جماعات إرهابية تستهدف المدنيين.
فصديقه بوتن أصبح موقناً أن هناك تحركات دولية نحو تدخل عسكري في سوريا.
وجميع التقارير في الآونة الأخيرة تشير نحو ذلك ولكن من أهمها:
- وصول شحنة من الجيل الثالث من مضادات الدروع (9K115-2 Metis-M) و(Kornet E) وتسليمها للجيش الحر، وقد تم تأمين شحنات من تلك الأسلحة من خلال جهات متعاونة مع أجهزة استخبارات عربية، وذلك بإقرار سري من قبل الإدارة الأمريكية التي ترغب في إضعاف بشار وإعادة التوازن في الصراع بين جيش النظام والجيش الحر.
- إعلان الإتحاد الأوروبي أمس بأنهم بصدد قطع البث الإعلامي عن عصابة الأسد، بعد قرار الجامعة العربية قطع البث الفضائي على قمري عربسات ونايل سات عن القنوات السورية..
-  انتشار وحدات من القوات الخاصة البريطانية وعملاء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) في سورية وهي على استعداد لمساعدة الثوار في حال اندلاع حرب أهلية فيها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي مزودة بأجهزة كمبيوتر واتصالات تعمل بالأقمار الصناعية قادرة على إرسال صور وتفاصيل عن اللاجئين و كتائب الأسد حسب تطور الموقف".
- تلقي قوات بريطانية وفرنسية خاصة، تدريبات لاقتحام الأراضي السورية، والسيطرة على مخازن الأسلحة الكيميائية خشية وقوعها في أدي منظمات إرهابية حسب زعمهم.
- تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو، يوم الاثنين، إن "السلطات السورية ستنهار تحت ثقل الأزمة التي يجب تفادي امتدادها إلى الدول المجاورة مثل لبنان".
كل هذه التقارير تدل على اقتراب اللحظة الأخيرة في عهد الطاغية ووصول الأزمة السورية إلى نهاية الطريق، وعلى السوريين إدراك هذه الحقيقة والاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد؛ بعد أن أدركها الأسد نفسه.
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع