داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 7183
شـــــارك المادة
يبدو أن البعض, وبواقع الإفراط في حسن النية, يحاول المراهنة على الوهم وانتظار حصول معجزة ما قد تقلب مواقف "حزب الله" المؤيدة تأييدا مطلقا للنظام السوري المجرم , وهو تأييد لن يتغير او تتزعزع ثوابته مهما كانت الظروف و الأحوال , ومهما بلغت حجم الضغوط على ذلك الحزب الطائفي الصفوي الذي هو نتاج العقلية والسياسة الإيرانية في العالم العربي, وهو بالتالي فخر الصناعة الآيديولوجية الإيرانية وامتداداتها في الشرق القديم , ففي الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لوفاة الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني والذي رحل عن دنيانا في 5 يونيو 1989 جاءت كلمة الأمين العام ل¯"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله, والتي كان ينتظرها مناضلو الشعب السوري بأحر من الجمر لكونها ستتضمن الرد والجواب على المطالبة السورية الشعبية بموقف إدانة صريح من "حزب الله" لمجازر النظام السوري البشعة والتي كانت جريمة "الحولة" في ريف حمص واحدة من أشدها وقعا على النفس البشرية , لتكون ليست مخيبة للآمال فقط , بل كانت تلك الكلمة الوقحة بمثابة إصرار فج وأهوج على المضي بعيدا في تأييد سفاح الشام ومباركة جرائمه البشعة, بل والاصطفاف المصيري معه لدرجة إعلان الحرب دفاعا عنه وهو يخوض معركة المصير الواحد الحاسمة , فقد جاءت كلمة نصر الله لتكون متهكمة وتحمل جرعات هائلة من الحقد الموجه وبابشع صيغة الطائفية ليكشف عن الروح الصفوية الحقيقية العدوانية التي لم تستطع التخفي طويلا تحت قناع ما يسمى المقاومة والممانعة , فالسيد يهدد المعارضة السورية بالحرب وهو تهديد تم تنفيذ جوانب عديدة منه ميدانيا , فميليشيات "شبيحة" النظام السوري تضم عددا لايستهان به من مقاتلي الحزب وبدعم وتمويل ورعاية و تنسيق مع قيادة الحرس الثوري الإيراني التي تعتبر المعركة في الشام مسألة مصيرية وحاسمة للنفوذ والتمدد الإيراني في الشرق القديم , فالهزيمة في دمشق تعني أساسا نقل المعركة الى العمق الإيراني وحيث سيستكمل الشعب الإيراني تشكيل التحالف الشعبي الثوري وسيعيد صياغة ربيعه الثوري بدافع معنوي قوي لن يعرف التراجع والنكوص , فهزيمة الطغاة هي حالة تراكمية مستمرة وهي عدوى ثورية لا تعرف التراجع أبدا.
موقف حسن نصر الله العدواني من الثورة السورية هو حالة ستراتيجية ليست خاضعة لأي مساومة أو تغيير, فمصير نظام بشار الأسد مرتبط أساسا بمستقبل ومصير "حزب الله" و مجمل المنظومة الإيرانية الطائفية في الشرق الأوسط , وهو بالتالي ليس على استعداد لتغيير موقفه ولو بوصة واحدة , فالقرار الإيراني الستراتيجي لايسمح أبدا بمثل ذلك التحول , وبرغم إرهاصات نصر الثورة السورية, والتي أضحت حالة مستقبلية واضحة لا تقبل التأويل , فإن عدوانية حزب نصر الله لن تتراجع أبدا و لن يقر الحزب بخطأ خياراته لأنها خيارات ذات اتجاه واحد فقط لاغير, وهو الاتجاه الهادف لقمع واستئصال الثورة السورية ومحاولة إحتواء المطالبة الشعبية السورية بالتغيير لصالح مشروع التطبيع مع النظام و استمراريته وبتقديم تنازلات صورية لن تنفع أبدا في حلحلة الأزمة الشعبية.
"حزب الله" مستعد للذهاب لأبعد المديات في محاربة التغيير في سورية بل أنه في حالة اندلاع الحرب الأهلية الكريهة والمرفوضة شعبيا, لاسمح الله, وفقا لتخطيط النظام السوري سيؤدي دورا محوريا ومركزيا ومباشرا في تلك الحرب القذرة, بل أنه سيعمل على توسيع رقعة الفوضى الإقليمية ونقل المعركة الى الساحة اللبنانية ذاتها ولو عبر إعادة صفحات الحرب الأهلية الكريهة البشعة. لقد كانت كلمة نصر الله تحمل أبعادا هائلة من الحقد و الكراهية و السخرية و التهكم واللؤم وهو ما يميز أخلاقيات من يتضامن مع النظام السوري المجرم ويرى رؤيته القاتلة , "حزب الله" لن يتراجع عن غيه أبدا لأنه أساسا لايمتلك سوى خيار الوقوف حتى النهاية مع قتلة الشام , فرحيلهم يعني رحيله و انحساره عن مسرح الأحداث وخروجا قاتلا من التاريخ , من يتصور بإمكانية انقلاب "حزب الله" على مشغله الإيراني أو معلمه السوري إنما يراهن على الوهم المطلق, لقد حسم "حزب خدا" مصيره وخياره النهائي وهو الحرب على قوى الحرية السورية مهما كانت النتائج, وقد أعلنها بصفة خبيثة ولئيمة الرفيق حسن نصر الله! وهو خيار ستكون له نتائجه الستراتيجية الكبيرة والمؤثرة.
المصدر : السياسة
محمد حسن عدلان
سعد العثمان
ياسر سعد الدين
ياسر الزعاترة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة