حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 7371
شـــــارك المادة
قبل أن تنطلق تدريبات "الأسد المتأهب" بمشاركة (17) دولة، أهمهما: الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وفرنسا إضافة للأردن. ظن الجميع أن هذه المناورات موجهة للتصدي لعمليات الأسد المتأرهب والذي ما زال يقتل شعبه منذ أربعة عشر شهراً، لكن سرعان ما سارعت الدول المشاركة بإرسال رسائل التطمين للأسد وكتائبه بأن هذه التدريبات هي لمرحلة ما بعد انتهاء عمليات الأسد المتأرهب في سورية.
وأن هذه التدريبات "كان مخططاً لها منذ أكثر من سنتين وتمت الموافقة عليها أواخر عام 2010". حسب " نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان"، الذي رفض بدوره ربط هذه المناورات بالأوضاع التي تشهدها سوريا أو التوتر بين دول الخليج وإيران، وقال رداً على سؤال حول توقيت المناورات: "لا نربط شيئاً بشيء، التدريب لأي قوات مسلحة مستمر على مدار السنين وهذا التدريب مخطط له منذ سنتين، ونخطط لتدريبات أخرى بالمستقبل، ولدينا تدريبات مكثفة منذ ست سنوات في الشمال والجنوب والشرق لرفع مستوى القدرة القتالية للجيش السعودي. وطبعاً هذه المناورات ستنفذ في مختلف مناطق التدريب في المملكة، وسيمنح الفرصة لمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية بأن تشارك مع مثيلاتها من جيوش الدول المتقدمة المشاركة". الأردن بدوره سارع إلى التأكيد أن هذه المناورات تأتي "ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية التي تشمل التمارين المشتركة مع جيوش الدول الشقيقة، ويركز هذا النوع من التدريب على رفع كفاءة الضباط وضباط الصف وجميع وحدات المناورة والإسناد من خلال التركيز على التدريب النوعي للتعامل مع كافة التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات". لكن الملفت للأمر أن سياق هذه العمليات يأتي بعد ورود أنباء عن قرب انهيار العصابة الأسدية، وأن هناك خطر من وقوع أسلحة إستراتيجية وكيميائية بيد الجيش السوري الحر، وأيضاً تتزامن هذه التدريبات مع تصريحات كوفي عنان أمس في مجلس الأمن "أن خطته هي الفرصة الأخيرة لمنع وقوع الحرب الأهلية في سورية"، فالأوضاع في سورية اقتربت من حافة الهاوية، وأصبح لزاماً على المجتمع الدولي العمل سواء من داخل منظومة مجلس الأمن أم من خارج تلك المنظومة على ضبط إيقاع العمليات العسكرية في المنطقة والحد من تأثيراتها على دول الجوار، وطبعاً المعني بهذا الأمر (إسرائيل)؛ وباعتبار أن تدخل الكيان الصهيوني غير مقبول في هذه المرحلة؛ يصبح لزاماً على الدول الأخرى أن تأخذ المبادرة وتسارع إلى لملمة الآثار الكارثية التي سوف تنتج عن الدعم اللامحدود للعصابة الأسدية في مواجهة الشعب الأعزل، وتحول الثورة في مراحلها المتقدمة إلى مواجهة مسلحة بين قوات وليدة منشقة عن كتائب الأسد - والتي كانت نتاج طبيعي لعمليات الأسد المتأرهب-، وبين كتائب الأسد التي مازالت تقف مع الطاغية حتى هذه اللحظة. لكن الشعب السوري قبل الأسد مدرك منذ البداية أن هذه الدول لن تقوم بأي عمل عسكري لوقف عمليات الأسد المتأرهب ضد شعبه، وأن مناورات الأسد المتأهب موجهة لضبط الإيقاع المسلح فقط، ولمنع تأثيراته على دول الجوار، وما يدعم هذه الرؤية التصريحات السريعة للدول المشاركة في هذه التدريبات بأنها غير موجهة ضد عمليات الأسد المتأرهب، وغير مرتبطة بها. أيضاً التعامل الغربي مع الثورة السورية والمصطلحات السيئة التي يستعملها أصحاب الشأن والمعنيون بمساندة الثورة السورية سواء من السياسيين في بياناتهم كالأمين العام - بان كي مون - كوفي عنان - نبيل العربي... أو الإعلاميين في نشرات أخبارهم: كالـBBC وCNN والجزيرة - العربية - ووكالات الأنباء العالمية الأخرى؛ من خلال التلاعب بمصطلحات معينة واستخدام مصطلحات أخرى بديلة عنها؛ بغية إخراج الثورة السورية عن مسارها الطبيعي والتعامل معها على أساس اعتبارات هم يرسمون معالمها، بغية الاستمرار بإضفاء الشرعية على الطاغية، والتقليل من شأن الثورة السورية. وأمثلة هذه المصطلحات المستخدمة عن قصد كثيرة جداً، ويستطيع أي ملاحظ أن يقرأ أو يسمع مثلاً: (الأزمة السورية بدلاً عن الثورة السورية، الحكومة السورية بدلاً اللانظام السوري، والمعارضة السورية بدلاً عن الشعب السوري، وكتائب المعارضة المسلحة بدلاُ عن الجيش السوري الحر، والقتلى بدلاُ عن الشهداء). كل ذلك الهدف منه أن تصبح المسألة عبارة عن أزمة بين الحكومة السورية الشرعية مع معارضة؛ كان من نتيجتها ارتكاب أخطاء؛ أدت إلى سقوط قتلى، بسبب عنف من الطرفين؛ وهنا تغيب المسائلة عن جرائم الحرب!. وطبعاُ هذه السياسة تتماشى مع الدعم اللامحدود الذي تقدمه دول الأسد المتأهب لعمليات الأسد المتأرهب، بغض النظر عن التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع "من دعم للمعارضة بوسائل غير قتالية".... فهدفهم الأول هو تشويه صورة الثورة السورية العظيمة، التي قام بها شعب سوري أعزل ضد نظام دكتاتوري قمعي مافيوي مستبد، يدفع كل يوم في سبيل نيل حريته وكرامته آلاف الشهداء والمعتقلين والجرحى والمغيبين. وهدفهم الثاني هو إعادة إركاع الشعب الثائر إلى وكر الاستبداد من جديد بعد أن انتفض لشرفه وعرضه وكرامته وحريته ومواطنته. وهم يسعون في سبيل تحقيق ذلك من خلال الالتفاف على الثورة السورية وتمييعها، سواء كان ذلك عن قصد أو بسبب إملاءات أو تلبية لضغوط فلكلٍ سببه ومصلحته، ولنا ثورتنا وحريتنا القادمة رغماً عنهم -بإذن الله-.
طارق الحميد
حسين عبد العزيز
ساطع نور الدين
عصام عبد الشافي
كنت دائما أحلم وأتمنى أن تنتشر هذه الأفكار بين صفوف شعبنا الطامح للتغيير حتى يكون عملنا خالصا لله عز وجل ونتمتع بدعمه ومدده الذي لا يوازيه دعم من شرق أو غرب أو شمال أو جنوب لابد من إخلاص النية ونظافة التوجه حتى نحظى بالنصر من القادر عليه
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة