داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 7002
شـــــارك المادة
محاولات النظام السوري المجرم لخداع النفس وإيهام العالم بحقائق معاكسة للواقع الميداني تجاوزت بكثير حدود المهزلة لتدخل في آفاق التراجيديا السياسية الرثة، فعلى إيقاعات دموية رهيبة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث تجري السلطة الآيلة للسقوط انتخابات تشريعية مثيرة للرثاء، ولا محل لها من الإعراب في الواقع الميداني السوري، وتحت ظلال وهدير المدافع والطائرات وحملات القتل الشامل، وإيقاعات التفجير والتفخيخ والاستئصال، ووسط أفواج "الشبيحة" والقتلة الذين يبدعون في إخراج واستنباط سيناريوهات الرعب الإرهابية لمحاولة تدمير الثورة السورية الشعبية، والالتفاف عليها، وإجهاض نتائجها القريبة التحقيق والتي ستلقي بالنظام ورموزه وكل تاريخه الدموي العفن والمخزي في مزبلة التاريخ.
الثورة السورية اليوم تتوسع أطرها، وتتعقد ملفاتها، وتتقدم نحو آفاق مستقبلية أضحت معها نتائج التغيير الحتمي والمصيري واضحة ولا تقبل القسمة، وأي انتخابات هزلية لتكوين مجلس شعب هزيل جديد من المصفقين والمرتزقة ليست سوى محاولات بائسة لعلاج السرطان بالإسبرين! فليس هناك من معنى حقيقي لما يدور سوى الإقرار بحالة العجز السلطوي الشامل وبكون الإصلاحات الموعودة قد تجاوزها الزمن، وإن سقف المطالب الشعبية الواجبة التحقيق قد ارتفع سقفها الشرعي نحو المطالبة الكاملة ليس برحيل وتفكك النظام، وهو ما سيحصل في نهاية المطاف، شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن إعداد الملفات والإسراع بتقديم القتلة والمجرمين وسافكي الدم السوري للمحاكم الجنائية المختصة، والإسراع بتشييد سورية الجديدة على أنقاض الفاشية البعثية المافيوزية العائلية الرثة التي انتهى عمرها الافتراضي وأضحت عالة على التاريخ والستراتيجيا أيضاً. لن تنقذ الانتخابات الهزلية القائمة حالياً النظام المجرم من مصير أسود ينتظره على يد أحرار الشعب السوري النازفة دماؤهم من إدلب وحتى درعا، ولن يتم أبداً الالتفاف على تضحيات الشهداء والمضحين والمناضلين والفقراء بإجراءات شكلية بائسة تجاوزتها المرحلة كثيراً وأضحت خارج أي تصنيف سياسي أو إنساني. النظام السوري بإجراءاته الدستورية الانتخابية لا يخادع سوى نفسه الذليلة ولا يضحك إلا على ذاته المريضة، ومطلب رحيل النظام قد تحول ليكون مطلباً مقدساً لجميع قوى الشعب السوري الحر الذي منذ أن فجر ثورته الشعبية الكبرى في منتصف مارس من العام الماضي ليس على استعداد أبداً للتراجع للخلف والعودة للمربع الأول، بل أن الثورة مستمرة وقوافل آلاف الشهداء الأكرمين لن تحط رحالها أو يهدأ بالها قبل القصاص من القتلة والمجرمين، فالشعب السوري بشهدائه وثواره ليس قطيعاً من الأغنام والدواجن، بل أنه الشعب الحي العظيم سليل المجد والحضارات الذي هزم كل الطغاة والغزاة وسيلقن نظام "الشبيحة" المجرم درساً تاريخياً في أصول الثورة ومبادئ العدالة الواجبة التنفيذ، إنها الانتخابات المهزلة في وقت النظام الضائع وحيث بدأت بوادر التحلل والانكماش ولاحت بشائر الانتصار الشعبي مع تصاعد نيران الثورة، والغضب الشعبي العارم، لتطال المدن السورية الكبرى، كدمشق وحلب، إضافة إلى حمص ودرعا ودير الزور، وكل قطعة أرض سورية مقدسة دنسها نظام القتلة الذي سيواجه مصيراً بائساً سيكون أشد حلكة من قطع الليل المظلم لن تهزم الثورة السورية أو تنحسر رياحها التغييرية الكبرى التي ستعصف بكل رموز القتل والجريمة والإرهاب، بل ستتعزز الثورة وتتوسع آفاقها، وسينتصر الثوار لأنهم على حق، وستفشل جميع مناورات وألاعيب النظام السياسية المسخرة كما فشلت جميع حلوله الأمنية الاستئصالية، فمن سيستأصل في النهاية ليس الثورة والثوار، بل النظام المجرم بكل ملفاته الإرهابية التاريخية القذرة، وسيستعيد الشعب زمام المبادرة، خصوصاً وأن ثوار سورية الأحرار يقاتلون على جبهات متعددة لا تشمل النظام وعصاباته فقط، بل تتوسع ساحة المواجهة إلى خارج الوطن السوري لتتم تصفية الحساب مع المافيا الروسية وتجمع العصابات الصفوية الشيطانية المنطلقة من إيران والعراق ولبنان، المعركة في سورية ذات أبعاد إستراتيجية رهيبة لتضمنها لملفات صراع إقليمية كبرى، ومهما أبدع النظام في استنباط وسائل ما يتصوره إجهاض الثورة فإنه لن ينجح، فالثورة مستمرة، والشعب لا يريد سوى السير الهادر إلى تحقيق هدفه المقدس وهو إسقاط النظام المافيوزي العائلي المجرم المهزوم، وتشييد سورية الجديدة وطن المجد والحضارة لكل السوريين، لا مهرب للنظام سوى مزبلة التاريخ، وهو ما سيفعله الشعب في نهاية المطاف… الثورة مستمرة وستنتصر.
المصدر: سوريون نت
فيصل القاسم
حسين. ع
أنس مصطفى بجبوج
خالد الدخيل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة