..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الأسد يخسر أول الأقليات

حسان الحموي

٤ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3164

الأسد يخسر أول الأقليات
13.jpeg

شـــــارك المادة

عندما قال أحدهم أن قوة الثورة السورية في غباء بشار الأسد وعصاباته، فإنه بهذه المقولة يكون قد لامس الحقيقة؛ لأن هذا المجرم لم يترك بشراً أو شجراً أو حجراً في سوريا إلا وقد استعداه على نفسه.

 


بالأمس كان يصور نفسه بأنه المدافع الوحيد عن الأقليات في سورية، وهو بذلك استطاع تأجيل انضمام هذه الأقليات إلى الثورة لبعض الوقت، واستعمل كل أساليب الحيل والتخويف لخداع الكثير من هذه الأقليات وإيهامهم بأن عدوهم الحقيقي "هم الفئة السلفية الإرهابية المندسة"، وأن هذه الفئة إن استطاعت الانتصار في هذه الثورة، فسوف تشكل خطراً على وجودهم.
وبغض النظر عما تقوله هذه العصابة عن نفسها بأنها تملك رصيداً شعبياً يؤهلها للاستمرار في قيادة دفة الحكم في سوريا، وأنها سوف تستطيع الانتصار على المؤامرة الخارجية.
إلا أنها في الحقيقة لا تملك أي رصيد داخلي شعبي، وهي تستقوي بالغريب على أبناء شعبها من الشعوبيين الصفويين، ومن مجرمي الضاحية الجنوبية، ومن العصابات المهدوية الشيعية في العراق، ومن المافيا الروسية.
في الأمس تم اغتيال أحد أبناء رئيس الحزب التقدمي الاجتماعي "المرحوم إسماعيل علي حيدر"، والذي كان معروفاً بوقوفه مع الثورة ودعم الحراك الشعبي بمختلف المدن، بالرغم من وقوف والده إلى جانب الطاغية حتى هذه اللحظة، الأمر الذي دعا وكالة سانا إلى الإسراع باتهام المجموعات الإرهابية بتصفيته مع زميله محملة المعارضة مسؤولية هذه الجريمة.
هذا الأمر شكل بادرة غير مسبوقة؛ تؤذن بخروج كامل لهذه الطائفة الكريمة من بوتقة أقليات الأسد؛ والتي مازال يراهن عليها حتى هذه اللحظة، وخاصة بعد الخروج الحاشد في جنازة التشييع وهجوم الشبيحة على المشيعين.
الأمر الذي أثار حفيظة المفكر العربي عزمي بشارة بقوله: "إن استشهاد طالب الطب سنة ثالثة إسماعيل علي حيدر يذكرنا بضرورة التنويه بدور البلدات والمدن التي تقطنها أغلبية عربية سورية إسماعيلية في الثورة السورية: (السلمية، مصياف، قدموس...)، والتي لم تتم الإشادة بها كما ينبغي، وبدور هؤلاء السوريين العرب الأصلاء الذين أنجبوا لسوريا وللأمة العربية بعضاً من خيرة كتابها ومثقفيها".
وأردف قائلاً: "إن مظاهرات اليوم تثبت أن ثورة الشعب السوري الأصيلة قد اجتازت الامتحانات كافة، ولن تتراجع، وذلك بغض النظر عن المواقف من حولها. ولا يوجد دحض أبلغ من هذا لنظرية المؤامرة على سورية، فالمؤامرات تحاك عليها".
ونصال هذه المؤامرات تتكسر على نصال النبال التي باتت تغلِّف قلوب السوريين. وباللهجة السورية "الشعب السوري مكمِّل مانو سألان"، أو "ما عادِت فَرئِت معو"، وبالفلسطيني: "الشعب السوري مكمِّل مش سائِل". وسوف ينتصر -إن شاء الله-.
في النهاية أقول: أنه مهما طالت المعاناة سينتصر الشعب السوري الثائر؛ وسيكون انتصار الشام مدوياً في الآفاق، وسيحاسب كل من تورط بدماء السوريين، وسيكون أهل الشام مثل أجدادهم الأمويين شديدين في الحساب، وهذا الكلام لكل من لم يقرأ التاريخ جيداً، ولكل من قرأه ولم يدركه حق درايته.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع