..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حلب والثورة السورية

عبد الهادي الخلاقي

٥ مايو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7447

حلب والثورة السورية
21.jpeg

شـــــارك المادة

بعد تخاذل الدول العربية ودول العالم أجمع، وبصمت مميت من قبل الأمم المتحدة والمنظمات العالمية والحقوقية، وتكالب الدول العظمى والصفويون ضد أبناء سوريا العزل والسكوت على ما يرتكبه النظام السوري الدموي من مجازر بحق الإنسانية فاقت حصيلتها ما خلفته حروب بين دول متناحرة.


النظام السوري القمعي الأكثر من صهيوني فاق بدمويته جرائم الصهاينة بحق أبناء فلسطين، فالصهاينة هجروا أبناء فلسطين من أراضيهم، ولكن نظام عائلة الأسد قتل السوريين في منازلهم وقطع شبيحته رقابهم، واغتصب نساءهم، وهدم قراهم ومساكنهم، فلجأ الكثير منهم إلى دول مجاورة؛ كتركيا والأردن ولبنان خوفاً من الموت، من هنا على أحرار سوريا أن يعملوا على أمرين مهمين:
أولاً: الاتكال على الله - عز وجل - وحده في حصولهم على حريتهم والأخذ بالأسباب، قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ولا يستعجل النصر فالله - سبحانه وتعالى - يقدر الأمور لحكمة ربانية هو أعلم بها، ولا أحد يقنط من رحمة الله، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وهو الرحمن الرحيم، قال - تعالى -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}، ويقول - تعالى- مخاطباً نبيناً محمداً - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
ثانياً: عليهم أن يكسبوا الشارع السوري، فكلما زاد عدد المؤيدين لهذه الثورة المباركة؛ كلما زادت قوتها وأصبح النصر حليفها، وهنا عليهم أن يعملوا على ضم حلب إلى صفوف الثورة بوصفها واحدة من أكبر المدن السورية، فهي ما زالت بعيدة عن التفاعل مع الثورة السورية، وما زال السوريون في هذه المدينة يرون إن نظام الأسد هو صاحب الشرعية، ومازالوا يلتفون حوله ويؤيدونه بسبب الخوف الذي خلفه جيش الطاغية الأب (حافظ الأسد) في بداية ثمانينات القرن الماضي، حيث كانت حلب بعد حماة من حيث عدد المواطنين الذين اختفوا على يد القوات الأمنية في تلك الفترة.
حلب تعتبر من أهم المدن السورية من ناحية تاريخية وجغرافية، كما أنها تحتل المرتبة الأولى في عدد السكان بـ 4.393 ملايين نسمة من مجمل سكان سوريا الذين يقدرون بـ19.405مليوناً، أي بنسبة تقدر بـ 22.6 % من الشعب السوري.
إن على الثوار مهمة شاقة ولكنها ليست بمستحيلة في انضمام حلب إلى الثورة، فالحرب على نظام بشار الأسد يجب أن تكون باستمالة وتأييد كل أبناء سوريا بجميع مدنها وقراها، بجميع أطيافها ومذاهبها وانتماءاتها، ولا تقتصر على المسلمين من مذهب واحد؛ فالكل عانى من هذا النظام الاستبدادي الطاغي، والكل يطمح للحصول على الحرية ويطمح بدولة يحكمها النظام والقانون والتعددية السياسية.
وهذه دعوة لأهالي محافظة حلب أن يشاركوا بدور فعال في الثورة بما يتناسب مع حجمها ونفوذها التاريخي ومكانتها في قلوب السوريين، فانضمامهم سوف يعزز موقف الثورة ويغير مجرى سير الأحداث، ويرجح كفة النصر لثورة الحق والحرية، ويضع حد لنظام قمعي فاسد طغى بالبلاد وأفنى العباد في أرض الشام.

المصدر: المختار الإسلامي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع