..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

يتيم

محمد عمار نحاس

٢١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3136

يتيم
4.jpeg

شـــــارك المادة

يتيم أنت أيها الشعب السوري، ليس لك سوى الله ملجأ، فمن ظن أن للشعب السوري ناصر من دون الله فهو مخطئ.
مقارنة بما حدث مع غيرنا من الشعوب فإننا نعي أن العالم يقف مكتوف الأيدي أمام إجرام نظام استطاع مؤسسه الأسد الأب أن يجمع خيوط المتناقضات السياسية قاطبةً بيديه، فهو الذي استطاع أن يكون حليف إسرائيل وإيران، وصديق الخليجيين، وحليف أمريكا وروسيا وتركيا. فظاهر الأمور لا تعكس بواطنها مهما كان ظاهر الأمر يُلبس هذا النظام ثوب الممانعة والمقاومة والقومية إلا أنها لا تعدو سوى أنها شعارات تاجر بها النظام الأسدي على أبناء الشعب السوري ليثبت أركان حكمه بقبضة أمنيه بحته.


في ليبيا الغالية بعد استشهاد العشرات تحرك العالم لنصرة الشعب الليبي، بيد أننا قدمنا زهاء العشرة آلاف شهيد ولم نشهد سوى تحركات عربية ودولية خجولة تناقش الأمر السوري على استحياء. في الشأن الليبي بعد شهر من الحراك الشعبي تأسس المجلس الوطني الليبي وبعيد إعلان تأسيسه بأيام معدودات اعترفت جل دول العالم بهذا المجلس وبأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي الأبي، بيد أننا أسسنا المجلس الوطني السوري المعارض بعد أشهر من القتل والتنكيل وما زال مطلوب من السوريين توحيد صفوف المعارضة لتتمكن دول العالم من مخاطبة المجلس وحتى عندما يراد الاعتراف بهذا المجلس يُعترف به اعتراف أبتر لا يسمن ولا يغني من جوع.
منظمات وهيئات ودول تجتمع لتقرر مد يد العون للشعب السوري المثكول الذي أدمع الحزن قد هلت بوجنته وفعل السفاح فيه ما فعل.. فيقررون أن هذا الشعب بحاجة لمأكل ومشرب وضماد يخفي جروح أبنائه الظاهرة على الجسد، وكأننا انتفضنا لأننا جياع نرتجي لقمة العيش أو حبة الدواء.
عذراً أيها الأصدقاء المجتمعون؛ لم ننتفض إلا لطلب كرامتنا التي هُدرت، وكرامتنا التي سُلبت.. فأرجوكم لا تهدروا كرامتنا مجدداً بأيديكم، جروح جسدنا نضمدها بأيدينا لكننا انتظرنا منكم موهنين أن تساعدونا بتضميد جرح النفوس والكرامة التي هُدرت. وكأني أراكم فوق قبورنا تجتمعون على صدر حريتنا جاثمين، اليوم لسنا بحاجة العويل والبكاء بل نحن بحاجة إلى الشرفاء، بحاجة لمن يعين المظلوم عن رد البغاء، بحاجة لمن يرد عن المظلوم المكر والدهاء..
عذراً أيها المجتمعون أن كانت أمتعتكم لا تحتوي سوى على الطعام الذي لا سبيل له للوصول إلينا، فخذوا أمتعتكم وارحلوا، فاليتيم لا يكفله سوى الله الذي قدر عليه اليتم، ولن نعول على كافل للشعب السوري غير الله.
وأنت أيها السوري الذي بُترت سبل إعانتك.. قم وانتفض واعلم أن عزتك بالله، فإن طلبت العزة بغير الله كانت مذلتك.
أيها السوري:

قُمْ وَاذْكُرِ الدَارَ يَا لِلهِ مَا صَنَعُوا *** وَغَاصِبُ الحَقِّ بالسيف لَهُمْ جَمَعَا
قُمْ وَانْعَ طفل الشام مِنْ أَلَمٍ *** لَمَّا اسْتَهَلَّ بِسَيْلِ النَزْفِ قَدْ رَضَعَا
قُمْ وَانْعَ حمص وقد سلب *** منها الأمان والطفل قد فجعا
وَاذْكُر سِيَاطَهُمُ بِالطُّهْرِ مَا صَنَعَتْ *** وِإرْثَنا المَغْصُوبَ وَالحَقَّ الذِي مُنِعَا
عَبْدَ المناصب ألاَ هَلْ زِدْتَّنَا جَزَعًا *** فَمِحْجَرُ العَينِ كَمْ عَوَّدْتَّه الجَزَعَا
وعَزَّ أنْ يَلْتَقٍكَ اليوْمَ مُفْتَرِشًا *** نَعْشَ المودة مِنْكَ المُرْتَجَى انْقَطَعا
في الشام ترَى كَفَنًا وَالدَّمْعُ بَلَّلَهُ *** فَدَمعُ مَيِّتِهِ مِنْ تَحْتِهِ هَمَعَا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع