طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3044
شـــــارك المادة
أكثر من سبع سنوات ونحن نحذّر من خطر التغلغل الإيراني في المنطقة، واختراق طهران لدولنا، مكررين أن إيران ليست دولة «صديقة»، بل هي محتلة لأراض عربية، وكان الكثر، وليس البعض، يتململ من هذه التحذيرات، بل ويرى فيها مبالغة، لكن اليوم وبعد زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة فزع هؤلاء وتنبهوا لخطر إيران!
لكن، هل الفزع وحده يكفي، وتحديداً على المستوى السياسي؟ الإجابة لا، فإيران في العراق، ولبنان، واليمن، والبحرين، وتدعم اليوم طاغية دمشق بشار الأسد، الذي قتلت قواته حتى الآن أكثر من أحد عشر ألف سوري، وفوق هذا وذاك ها هو أحمدي نجاد يتجرأ ويزور جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة كأول رئيس إيراني يفعل ذلك منذ الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، وفي توقيت له مدلولات واضحة، بل وصارخة، حيث جاءت الزيارة قبل انطلاق مفاوضات الملف النووي الإيراني مع المجتمع الدولي بتركيا، وتزامناً مع زيارة المبعوث الأممي للأزمة السورية كوفي أنان إلى إيران. وهذا يعني أن نجاد يقول بأن أوراق التفاوض الإيرانية ستكون على المنطقة، وليس على ما يمكن أن تقدمه طهران للمجتمع الدولي حول الملف النووي، أي إن أوراق قوة إيران هي تدخلاتها في منطقتنا! تفعل إيران كل ذلك، ويتجرأ نجاد بزيارة أبو موسى الإماراتية المحتلة، لكن ماذا عنا نحن العرب؟ أين نحن من كل ما يحدث؟ الإجابة الواضحة، والصريحة، وبالطبع لا خير فينا إن لم نقلها، أننا، كعرب، ملهوّون بقاعات الاجتماعات، وإصدار البيانات، ولا نتحرك إلا بصدر صفحات الصحف ونشرات الأخبار، أما على الأرض فليس هناك حراك فعال. فكل ما نفعله هو نصف خطوة. نجحت المبادرة الخليجية في اليمن، لكن التحرك الإيراني هناك على الأرض سريع جداً دون أن يجد من يوقفه، أرسلنا قوات درع الجزيرة للبحرين، لكن يد إيران ما زالت تتغلغل هناك، ويكفي الحملة المسعورة على سباق الـ«فورميولا» بالبحرين. تطاول نوري المالكي على مصالحنا، وعلى حرمة الدم السوري، فكان العقاب استقبال طارق الهاشمي فقط! زار نجاد أبو موسى وسنكتفي بخطابات الإدانة، بينما طهران تدعم الأسد علناً بالرجال والسلاح، ونحن حائرون من يقود الجهود في سوريا، ومن يقدم على الخطوة الأولى، ولم نر جهداً خليجياً حقيقياً تجاه الصين وموسكو، بينما يطير وليد المعلم لموسكو وبكين! المفترض أن نطلق اليوم جهداً خليجياً - عربياً جديداً لإنقاذ الشعب السوري، وكف يد إيران هناك، لا بدّ أن نستخدم كل أوراق قوتنا، وهي كثيرة، لإطلاق جهد دبلوماسي خليجي - عربي، بالمشاركة مع تركيا بالطبع، جهد مشابه لمرحلة ما قبل تحرير الكويت، ويكون بشقين؛ الأول دبلوماسي، والآخر لدعم الثوار السوريين، والجيش الحر، فالأسد لا يزال يقصف المدن، ويقتل السوريين، ويستغل هدنة أنان لاعتقال أكبر قدر من النشطاء السوريين السلميين، بينما نحن ننتظر جهود أنان التي مصيرها هو نفس مصير جهوده في رواندا! وعليه، فإن السؤال هو: إذا لم تحركنا زيارة نجاد لأبو موسى الإماراتية المحتلة، فما الذي سيحركنا؟
المصدر: الشرق الأوسط
غازي دحمان
عبد الهادي الخلاقي
بشير البكر
أحمد موفق زيدان
أوافق الكاتب انه لابد من اتخاذ خطوات عملية وتحريك جميع أوراق الضغط ضد الامتداد الصفوي الظاهر للعيان... فشعوبنا مشغولة بالملهيات والتفاهات والمباريات وهم يعملون بجد ضدنا نحن أهل السنة ....
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة