..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إلى أخوتنا الثوار في سوريا.. هذه هتافات يحبها الله –تعالى-

مصعب بن محمد حواري

٣١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3643

إلى أخوتنا الثوار في سوريا.. هذه هتافات يحبها الله –تعالى-
5006+65.jpeg

شـــــارك المادة

من الواضح أن الثوار في سوريا تجود نفوسهم بهتافات خلابة تستحسنها الآذان. هذا وقد لفت انتباهي أن من الهتافات ما يمكن تحسينه ليكون سبباً في درء البلاء ورفع الشقاء وهزيمة الأعداء ونصرة الأولياء.


فمثلاً، يهتف الثوار بالتكبير وبقولهم: (لبيك، لبيك، لبيك يا الله)، وهذا لعمري من أروع ما قد ينطق به بشر أبداً، خاصة في مقام الخروج على الحاكم الفاجر المستهزئ هو وجنوده بالله ودينه وعباده.
أما هتاف إخوتنا الثوار بقولهم: (يا الله، عجّل نصرك يا الله) فيمكن تحسينه، لأن الله - تعالى – يقول: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}، فلا يصح استعجال الله - تعالى -؛ لأن نصر الله لعباده قطعي، ولا يصح استعجاله لأن الله - تعالى - قدره في زمان معين، والواجب العمل والصبر على البلاء والشكر على السراء دون استعجال الله - تعالى - بالطلب منه سرعة حدوث النصر، إذ أن الصبر والشكر خصلتان يكثر الله - تعالى - من مدحهما في كتابه الكريم.
النقطة الثانية: هي في حصافة الدعاء والتي تتجلى فيما قاله اثنان من الأنبياء: أيوب ويونس - عليها السلام -، فأحدهما دعا الله - تعالى – قائلاً: {إَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، والآخر دعا الله - تعالى – قائلاً: {أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، وفي الحالتين يقول الله - تعالى -فوراً رداً عليهما: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}، ووجه الحصافة والذكاء في هذين الدعاءين أن الداعي لم يطلب أمراً محدداً من الله - تعالى -، ولكن ذكر مصيبته ومدح الله في حالة أيوب، أو مدح الله ووبخ نفسه في حالة يونس، وترك كل من أيوب ويونس لله - تعالى - أي يجيبهما بالكيفية التي يشاء دون تحديد لها، فكانت الاستجابة سريعة من الله - سبحانه - كما شاء لها أن تكون، ولذلك ندعو أخوتنا الثوار إلى تقصد مثل هذا في أدعيتهم وهتافاتهم.
ومثال دمج النقطتين المذكورتين ممكن التحقيق في الهتاف التالي: (يا الله: منا الصبر والشكر، ومنك ما يليق بكرمك يا صبور يا شكور)، والهتاف التالي: (اللهم.. إنا قد مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين)، والهتاف التالي: (لا إله إلا أنت يا الله، سبحانك، إنا كنا من الظالمين).
ولن يلبث الأمر حتى يبلغ منتهاه بإذن الله ومشيئته.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع