..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا تبقي واشنطن سفيرها في دمشق؟

جريدة الرأي

٢١ مايو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6887

لماذا تبقي واشنطن سفيرها في دمشق؟
589866.jpeg

شـــــارك المادة

بعد العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة على الرئيس السوري بشار الأسد وكبار أعوانه، وبعد ما ورد في خطاب الرئيس باراك أوباما حول ضرورة أن «يشرف الأسد على انتقال السلطة أو يرحل»، يبدو جلياً أن أميركا تخلت تماماً عن الأسد ونظامه. ولكن، على عكس بعض الأصوات المطالبة، ترفض واشنطن سحب سفيرها في دمشق روبرت فورد، الذي عينه أوباما بمرسوم، مطلع العام، بعد رفض مجلس الشيوخ المصادقة على التعيين بقانون.

 


أسباب بقاء فورد في سورية تلخصها مصادر في البيت الأبيض على الشكل التالي: «نحن نبحث حالياً في مرحلة ما بعد الأسد، وعلى غرار ما فعلنا في مصر عندما قمنا باتصالات بضباط الجيش الكبار الذين ضمنوا لنا انتقالاً سلمياً وآمناً، نبحث الآن في كيفية تأمين انتقال مشابه في سورية».
تقول المصادر: أن في علاقاتها مع الدول عموماً، تعتمد الولايات المتحدة على أربعة أساليب؛ «الأسلوب الأول والأكثر متانة هو علاقة جيش إلى جيش، أي أن تكون مؤسسة الدفاع الأميركية على اتصال وتنسيق تامين مع مؤسسة الجيش في دولة ما، مثلا علاقتنا مع إسرائيل ومصر والعراق، ودول أخرى».
الأسلوب الثاني، حسب المصادر، «يأتي عن طريق الدبلوماسيين الأميركيين ووزارة الخارجية والسفارة الأميركية في بلد ما». والجدير بالذكر أن هذه السفارات، على الأقل حسبما أظهرت وثائق ويكيليكس، تعمل على إعداد تقارير عن كثب لأوضاع الدولة التي تعمل فيها، الصديقة منها وغير الصديقة، وتقدم توصيات وتقيم اتصالات بفعاليات سياسية أو غير حكومية أو اجتماعية، «ما يمثل خط تواصل رديفاً لخط التواصل الرسمي بين حكومة الولايات المتحدة ونظيراتها في هذه الدولة أو تلك».
أما الأسلوب الثالث، تضيف المصادر، «فهو علاقة مع أحزاب سياسية داخل الدولة». ويتبادر إلى ذهن محدثنا لبنان كمثال، ويقول: «في لبنان لدينا صداقات متعددة مع أطراف مختلفة لديها حضور وتأثير على الأرض، وهو ما يبقينا على علم بالتطورات ودعم ما يتناسب مع مصالحنا وإبداء المعارضة مع ما يتعارض مع هذه المصالح، بغض النظر عن وضع علاقتنا بالحكومة الحاكمة».
أما الأسلوب الأخير، فهو «العلاقة مع الأحزاب المعارضة المقيمة في المنفى، في حالة الدول التي تعيش تحت قبضة حكام يبطشون بشعبهم ولا يسمحون بتعدد الآراء». إلا أن هذا الأسلوب ثبت أنه «مخادع، ويؤدي إلى مشاكل جمة، كما حدث في العراق». ويقول المصدر المسئول: «في العراق، رمينا بثقلنا خلف المعارضة في المنفى وتحالفنا معهم لتأمين انتقال سهل للسلطة بعد انهيار نظام صدام، إلا أننا تعلمنا درسا كبيراً (مفاده أن) المعارضات المختلفة قد تكذب من أجل مصالحها، وقد تكون عاجزة تماماً عن قيادة الدولة التي ينهار نظامها في المرحلة الانتقالية إلى بر الأمان».
من بين الخيارات الأربعة هذه، ليس أمام الولايات المتحدة في الشأن السوري إلا «العلاقة الدبلوماسية». لذا، يقول المسئول الأميركي، «لم نسحب سفيرنا فورد من دمشق ولم نطرد (سفير سورية في واشنطن) عماد مصطفى».
ويضيف: «في مصر، لدينا علاقات وعيون وآذان... قبل أن يطلب الرئيس من (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك الرحيل، رفعنا سماعة الهاتف وتباحث جنرالاتنا مع نظرائهم المصريين، وزودوا فريق الأمن القومي بمعطيات دقيقة حول الوضع وإمكانات التغيير والفرص المتاحة».
الأهم من ذلك كله، يقول المسئول، «هو أننا استطعنا أن نضع تصوراً معينا للعملية الانتقالية، وبدا لنا أن الوضع لن يتأزم وان الاستقرار سيستمر في حده الأدنى».
أما في سورية، «حتى أخبار التظاهرات تأتينا بوسائل غير اعتيادية عن طريق الانترنت ومواقع يوتيوب وفايسبوك، وهذا ما يجعل معلوماتنا عما يجري داخل سورية مجتزأة»، ورغم عدم اكتمال الصورة، يؤكد المسئول الأميركي «قيام نظام الأسد بمجازر بحق السوريين المدنيين العزل». ولكنه يعتبر أن المعلومات المتواترة من سورية تخبر بما يحدث ولكنها «ليست كافية لإخراجنا من الظلمة التي نقف فيها». ويقول: «ما نفعله في سورية حالياً هو كمن يتجول في غرفة مظلمة، نريد معلومات كي نبني عليها سيناريوهات لانتقال السلطة، ولكن هذه غير متوافرة، ووجود السفير هو من المصادر القليلة التي تزودنا بنصائح إضافية غير تلك التي يراها الجميع في وسائل الإعلام».
عن خوف واشنطن من قيام النظام السوري بترحيل السفير الأميركي ليمارس المزيد من التعتيم على الأحداث في سورية، يختم المسئول: «هذا يعني أننا سنبادله الترحيل بترحيل سفيره، وسيصبح هو أيضاً في الظلام عن خطواتنا ومواقفنا تجاهه».  

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع