..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سلحوهم أو اصمتوا

حسين شبكشي

٥ مارس ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6713

سلحوهم أو اصمتوا
06699884.jpeg

شـــــارك المادة

معقول أن يكون النداء بتسليح المعارضة السورية محقاً وأخلاقياً؟ كيف من الممكن أن يتم المطالبة بذلك وألا يعتبر ذلك بمثابة سكب الزيت على النار وتأجيج الصراع العنيف في سوريا ليوصلها بصريح العبارة إلى مرحلة الحرب الأهلية الكاملة؟!


طبعاً هذه هي حجة المدافعين عن نظام بشار الأسد الذين لا يرون في تسليح المعارضة أنه حقيقة وسيلة للدفاع عن النفس بالنسبة لأرتال عظيمة من الجماهير العريضة للشعب السوري الثائر في كل بقاع بلاده، الذي يواصل نظام الأسد الموتور حصد أرواحه بالمئات بشكل يومي وبأساليب أقل ما يمكن وصفها بأنها وحشية وهمجية. ولكنها اللغة الوحيدة التي يعرفها هذا النظام مع شعبه منذ توليه السلطة ووصوله إلى سدة الحكم، وهذا ليس بمبالغة ولكن كلام دقيق ومبني على شهود وشواهد.
واقع الأمر أن الشعب السوري لا يواجه سلطة تحكمه ولكن جيش احتلال يبيد فيه بلا رحمة ولا هوادة، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها العالم، فلا يوجد نظام يتعامل مع شعبه بهذه الأساليب القمعية ليحول أفراد الشعب إلى أهداف للقتل والتنكيل والإبادة العشوائية. وبناء على ما ورد، تصبح مسألة تسليح المعارضة السورية مسألة غير قابلة للنقاش وأساسية من ضمن حل أعظم هو العمل بكل الوسائل على إسقاط نظام مجرم في حق شعبه، فقد الشرعية والأخلاق وبات وجوده مصدر عار وخزي على الإنسانية.
«التدخل الدولي والخارجي والعسكري» بات مسألة واقعية اليوم في الشأن السوري، وقام بتنفيذ ذلك عملياً النظام نفسه حينما دعا قوات مدججة بالسلاح من إيران والعراق ولبنان، محسوبة عليه وتؤيده، وأدخلها ضمن منظومته الأمنية تقاتل مع قواته وتقود بعض كتائبه في بعض الأحيان، وهو ما يفسر ارتفاع وتيرة العنف بشكل رهيب في الفترة الأخيرة.
الرئيس الأميركي، باراك أوباما، صرح في حديث لصحيفة «أتلانتيك» المعروفة، وقال إن أيام بشار الأسد في الحكم باتت معدودة، وأيده في ذلك، بعد سويعات، قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وعقب هذا التصريح خرج الروس في تصريح منفصل وقالوا إنه في حال حصول اعتداء وتدخل عسكري على نظام الأسد، فإن الروس لن يتدخلوا لإنقاذه، كل هذه التصريحات لا يمكن بالمنطق أن تكون من فراغ، الروس منحوا بشار الأسد شهر فبراير (شباط) بكامله لإخماد الثورة ضده، وساندوه بقوة عبر الفيتو الداعم له بمجلس الأمن في الأمم المتحدة مؤخراً.
وبشار الأسد نفسه كان قد أكد أنه قادر على القضاء على هذه الثورة خلال شهر فبراير، وشهر فبراير انقضى والعنف بحق الثوار السوريين متواصل وأعداد القتلى في ازدياد بامتياز.
النظام حريص وبقوة على قمع الثورة، إلا أن «الرقعة» كبرت وبات من المستحيل معالجتها بالأسلوب القديم، فهناك أكثر من 620 موقع تظاهر في اليوم الواحد، والجيش النظامي أُنهك واستُهلك، ولم يعد بإمكانه الاستمرار في أسلوب الضرب والركض من موقع لآخر، وزادت ضراوة وخبرة وإصرار الثوار، وباتوا أكثر ثقة وقدرة ومعرفة بموقع الضعف والخلل في الجيش السوري ومنظومته المساندة له، وهو ما جعل ظاهرة الانشقاقات مستمرة ولم تتوقف، والتأييد والدعم الشعبي لها يزداد ليصل أيضاً لدائرة التجار والصناع الذين بدأ جزء لا بأس به منهم ينحاز للثورة ويدعمها مادياً بشكل عملي وفعلي.
التأييد والدعم والتعاطف والدعاء والمؤازرة للشعب السوري الذي يباد بشكل يومي باتت من المطلوب أن تنتقل لمرحلة أكثر جدية وضراوة وترجمة حقيقية لمواقف الاعتراض والغضب والرفض لأفعال النظام، وتسليح الجيش السوري الحر لتحرير سوريا من نظام الأسد المحتل لها بات مسألة لا تحتمل التعامل معها بالتنظير والفلسفة والطرح المبني على مثاليات لا وجود لها.
واقع الأمر المرير أن هناك أرواحاً تباد على أيدي طغاة بلا رحمة.. أنجدوهم حقيقة وكفوا عن الكلام، فقد تعطلت لغة الكلام، ولم تعد تجدي.

المصدر: الشرق الأوسط

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع