أحمد بن فارس السلوم
تصدير المادة
المشاهدات : 3345
شـــــارك المادة
منذ ثلاثمائة وواحد وخمسين يوماً والنظام الأسدي يخوض حرب مفتوحة مع شعبه في جميع أنحاء سوريا، ولكنه في الآونة الأخيرة عمد إلى إستراتيجية جديدة توغل في دماء الشعب السوري، وتزيد في آلامهم وجراحاتهم.
تتلخص الإستراتيجية الجديدة: في الضرب بقوة في عمق الثورة وذلك من خلال استهداف المدن والمحافظات الثائرة. والبداية مع حمص ثم إدلب ثم درعا وهكذا.. الأكثر إزعاجاً له ثم الذي يليه من الذي يليه وهكذا.. بدأ النظام الشبيحي إستراتيجيته هذه بحذر شديد مصحوب مع رصد للمواقف الدولية على هذه الإستراتيجية، فشن حرباً ضروساً على بابا عمرو، وفي وتيرة متزايدة، يشتد سعيرها كل يوم عن اليوم الذي سبقه. واستمر في حصاره وقصفه على بابا عمرو وزادت غلوائه وارتفعت وتيرة إرهابه بعد رصده للمواقف الدولية التي لا تكاد تخرج عن طور الجعجعة الكلامية. أسلم العالم كله عربيه وعجميه، مسلمه ونصرانيه بابا عمرو وأهل بابا عمرو إلى عدوهم، وخذلوهم رغم المناشدات التي لا تحصى من الناشطين هناك، وتركوا المدنيين يواجهوا مصيرهم مع كتائب الأسد الهمجية. الكتائب التي لن يردعها شيء عن ارتكاب أي فظاعة لأنهم وثقوا بصمت العالم لسبع وعشرين يوماً من الحصار الخانق على بابا عمرو!! في اجتياح كتائب الأسد المجرمة بابا عمرو بعد سبع وعشرين يوماً عدة أمور: الأول: النظام بدا يستعمل رصيده الإستراتيجي من القوة العسكرية، بمعنى أنه لم يعد يثق بآلته العسكرية وبجيشه كله على وجه العموم، بل ثقته مقصورة على جيش طائفته العلوية وهو ما يتمثل بالفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد. الثاني: الجيش الأسدي منهار المعنويات، لأنه يقاتل لا على عقيدة صحيحة، ولذلك فإنه لم يستطع اقتحام بابا عمرة إلا بعد 27 يوماً، وبعد انسحاب الجيش الحر. الثالث: أثبتت كتيبة الفاروق أن الجيش الحر هو أمل السوريين بعد الله - عز وجل -، ولولا نفاذ الذخيرة لما استطاعت الكتائب الأسدية دخول بابا عمرو. الرابع: بعد انسحاب الجيش الحر دخلت كتائب الأسد، ولذلك فإن تسليح الجيش الحر أصبح ضرورة شرعية ووطنية وأخلاقية لا يعادلها ضرورة، بل هي أهم ما ينبغي فعله في هذه المرحلة، لأجل حماية الشعب السوري. الخامس: لا نعلم ما الذي سينجلي عنه اقتحام بابا عمرو من قبل الكتائب الأسدية، فالكتائب الطائفية لا تتمتع بأي صفة إنسانية أو أخلاقية، فهي كتائب حيوانية همها التشفي والقتل ليس أكثر. هذه الإستراتيجية الجديدة لكتائب الأسد يظن النظام أنه من خلالها سيخضع الثوار وسيقضي على الثورة. ولذلك اليوم سمعنا أن الكتائب الأسدية تحركت باتجاه إدلب الخضراء. وهذا كذلك يعني أمور: الأول: يدرك النظام أن إدلب هي المحافظة الثانية بعد حمص، ولذلك استهدفها بعد حمص. الثاني: يدرك النظام أن اسم إدلب مطروق بقوة وعلى جميع الأصعدة لتكون قاعدة انطلاق الجيش السوري الحر، ولذلك فهو يعتبر معركته في إدلب معركة كسر عظم. الثالث: أن على أهل إدلب الاستعداد لما هو أسوء، وعليهم أن يستلموا الراية من حمص. الرابع: على نشطاء إدلب القيام بدورهم في إسماع صوتهم للعالم تماماً كما كان يفعل البطل المجاهد: هادي العبد الله وغيره في حمص. الخامس: المعركة في إدلب تختلف عنها في حمص، فإدلب ريف يمتد على رقعة كبيرة، وهي محافظة زراعية كثيرة الأشجار، ولن يستطيع النظام استخدام الطريقة نفسها في حمص لا من حيث حصارها ولا من حيث قصفها على نفس المنوال. ولذلك فالآمال معلقة على الجيش الحر كي يبرد قلوب السوريين من أعدائهم الطائفيين، وكي يوجع في كتائب الأسد، لا سيما وأن إدلب هي أكثر المحافظات انشقاقاً. لا نتمنى أن يحصل هذا ولا أن تتجه الكتائب الأسدية إلى أي مدينة سورية؛ ولكن هذا النظام المجرم لم يرتو من دماء السوريين في حمص، ولذلك فنحن نتوقع أن يقصد المدينة الثانية بعد عاصمة الثورة السورية حمص.. وليصمت العالم الأصم الأبكم، فنحن السوريين اخترنا الموت ولا المذلة..
المصدر: سوريون نت
أحمد موفق زيدان
مهند الحاج علي
الاتحاد برس
غسان شربل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة