..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أهل السُنّة في سورية والنصيرية

حامد الخليفة

١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3519

أهل السُنّة في سورية والنصيرية
002550.jpeg

شـــــارك المادة

دين الإسلام قائم على البراء والولاء، فمن لا يبرأ من الشرك ومن أعداء السنة وأعداء الصحابة فليس من أهل الإسلام؛ لأن الله أغنى الشريكين، فلا يجتمع حب السنة النبوية وحب أعدائها في قلب مؤمن، وعلى هذا فالواجب يفرض على أهل السنة في هذا العصر كما هو في العصور الزاهرة أن يعلموا أنه لا يجوز أن يقودهم أحد من غير أهل السنة. 

 

 

فمن لا يرضى بقيادة محمد - صلى الله عليه وسلم - نبرأ من قيادته، لكن هذا لم يحصل على الرغم من كثرة الشواهد التي تمنع الخضوع لأعداء السنة فقبِل أهل سوريا قيادة النصيري الباطني المحارب لله ولرسوله والمستبيح لدماء المسلمين في سورية على مرأى ومسمع الناس ولمدة عقود! وحين قام أشراف سورية لإزالة ظلمه خذلهم عامة السوريون، فحصدوا الذل والهوان، والفقر والتخلف وضياع الكرامة والدين!!

ولما لم يستدركوا ذلك بتوبة سريعة تفاقم عليهم الذل حتى نال الكبير والصغير والشريف والوضيع، والشجر والبهائم، حينها تحركت بعض القلوب النظيفة فخرجت من المساجد في أيام الجمعة تردد شعار الأمة لا إله إلا الله، فوفقت أيما توفيق وكاد الناس أن يجتمعوا حولها، لكن سرعان ما راح الكثير منهم يبعث الصيحات شرقاً وغرباً تبحث عمن يقودها على غير منهج السنة وتحت غير راية السنة حتى سمعنا من يقول الطائفة النصيرية الكريمة، وسمعنا من يمجدهم وهم غارقون في الجريمة ويسبحون في دماء أهل السنة ويعلنون الحرب بكل أنواعها على أهل السنة!!
فكانت النتيجة هذا الاستعصاء الذي يعيشه أهل السنة في سورية ولم يعتبر الكثير منهم، فالنداء الخالد يصرخ فيهم {ففروا إلى الله}، والكثير منهم يفر من الله إلى أعداء الله فازداد تسلط النصيري الصغير حتى أصبح أحد عتاة هذا العصر، فخرب البلاد وقتل العباد وأباح أرض سورية الشام لرافضة إيران وإلحادية الروس وشيوعية الصين، فضلاً عما وهبه أبوه لإخوانه اليهود!!
والحقيقة ليس أهل سورية وحدهم الواقعون في هذه الهاوية بل عامة أمة السنة! فمن تعاون معهم في العراق ورضي أن يعمل تحت راياتهم الغادرة؟ فكانت نتيجته الحرمان والهوان والطرد والإقصاء؟ ومن كان يصمت على قتل النصيرية لأشراف السنة في سورية؟ ومن كان يمدهم بالمال والمواقف السياسية! ومن أعان إخوانهم في جنوب لبنان بالمليارات والدعم السياسي والإعلامي المطلق! إنهم أهل السنة! فماذا كانت النتيجة هل قدروا هذا الفضل والمعروف؟ والنخوة والأصالة؟ لا، لم يقدروا ذلك! بل جعلوه أداة تعض الأيادي البيضاء التي أغاثتهم ونصرتهم وهم في أمس الحاجة لمثل ذلك!
الحاصل أنه ثبت لكل أهل السنة أن هذه الطائفة محاربة للأمة وغادرة بكل من يحسن إليها وخطر على أمنها واستقرارها ووحدتها وهويتها إلا من تاب من أبنائها وبرئ من أفعالها الشنيعة الغادرة! فإن كان هناك من هذا الصنف أحد فعلى الجميع أن يُبجله ويؤاخيه ويواسيه! ولكن أين هؤلاء وهل ينبت الزهر في الزفت؟
والأمر الآخر فقد ثبت أنّ الآخرين في الشرق والغرب يقدمونهم على أهل السنة! وينصرونهم ويتكتمون على جرائمهم ويصمتون على مشاريعهم والتوسعية ويتحالفون معهم! فهل من متعلم مما يجري في سورية الآن بعد الذي شاهده الناس في العراق ولبنان؟ فيكون نتيجة ذلك وحدة أهل السنة تحت رايتهم راية لا إله إلا الله؟ ثم معاملة العدو بمثل ما يعاملنا، فمن صالحنا صالحناه، ومن أحبنا أحببناه، ومن اعتدى علينا حاسبناه، وإن جنح للسلم سالمناه؟
فيا أهل السنة عودوا إلى سنّة نبيكم –صلى الله عليه وسلم-، ووحدوا صفكم على منهجها القويم، وابرؤوا من النصيرية في سورية وحاربوهم بالسنة كما يحاربونكم بالنصيرية الباطنية، فكم تطوع منهم ليكون شبيحاً يقتل أهل السنة ويسرقهم، فلا تلتفتوا يميناً ولا شمالاً؛ {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، فلماذا يسلك الكثير من أهل السنة بنيات الطريق ويتركون الطريق الواضحة! فماذا فعلت الجامعة العربية بعد كل ما سفك من دم السوريين؟ وماذا فعل مجلس الأمن؟ وماذا فعلت الجمعية العمومية؟ لم يفعلوا شيئاً سوى الكلام الذي يفسر على أكثر من وجهة؟ ولم يقدموا سوى المُهل والفترات الزمنية التي تغطي على جرائم النظام وشبيحته، وتخدع أهل السنة في سورية لكي ينصرفوا عن رايتهم!
فماذا يريد الذي يعلن كل يوم أن لا تدخل عسكري ضد جرائم حكم النصيرية؟ وهو يزعم أنه ينكر أفعالهم ضد المدن والمدنيين؟ وماذا يريد الذي يمنع أهل السنة من الدفاع عن أنفسهم؟ ولماذا كان شعار أصدقاء سورية في تونس السلم والاستسلام لجرائم بشار؟ ولماذا تأكيد الزعماء وبأقوى العبارات وأوضحها على هذا الخط المشبوه المريب المشارك في قتل السوريين؟ ولماذا لم ير أهل السنة سوى الكلام الموهم؟!
ألا تبعث كل هذه المواقف على التفكر والتمعن في الحكمة التي جعلت كل تلك المنظمات والمؤسسات العربية والدولية تسلك هذا المسلك المتخاذل؟ وجعلت الأقدار تُسير الأمور بهذا الاتجاه؟ ألم يحن وقت التفكير في رفع الأمر إلى الله وحده؟ بعد الإعداد وحسن التوكل؟ أليس ذلك داعياً لأهل السنة أن يوحدوا صفهم ويتركوا الرايات المشبوه والمريبة ويتمسكوا براية لا إله إلا الله؟ ألم يئن لأهل السنة أن يعلموا أن هناك إخواناً لهم في هذا العصر قاتلوا وجاهدوا عدوهم بكل تجمعاته وألوانه وراياته حتى صار يرجو مصالحتهم وهم لا يملكون من القوة المادية شيئا؟!
بلى والله لقد حان وقت هذا والإشارات إلى ذلك ظاهرة بيّنة، ومن لا يقبل بهذا فلن يجني إلا الذل والخذلان وتمكين النصيرية وحلفاؤهم الحاقدين من رقاب أهل السنة في سورية، وبعد كل هذا فليس بين أهل سورية وبين النصر إلا أن يعلنوا عن هويتهم من هم؟ فإن كانوا هم أهل السنة والجماعة فهذه بلادهم وهم ورثة أهل النصر والفتح؟ وإن كانوا من أهل الاشتراكية والرأسمالية واللبرالية والنصيرية والباطنية فهذه الرايات هي التي تحاربهم وهي التي تقتلهم ولن تعطيهم المعونة الحقة، ولن توقف عنهم القتل ولن تهبهم الأمن والنصر، والله غالب على أمره.

وأذلّ ما في شعب يجتدي *** مستعمراً ويـؤلّه استبدادا
ويئنّ من جلاده وهو الذي *** صنع الطّغاة وسلّح الجلادا
في الناس أنذال وأوغد أمّه *** من ولّت الأنذال والأوغادا

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع