..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مؤتمر أصدقاء سورية… استمرار الثورة!

غسان المفلح

١ مارس ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6754

مؤتمر أصدقاء سورية… استمرار الثورة!
111.jpg

شـــــارك المادة

من المعروف أن هذه الكتلة من الدول، قد اجتمعت بعد أن أخفق المجتمع الدولي باستصدار قرار من مجلس الآمن الدولي بإدانة هذه العصابة الحاكمة على جرائم الإبادة التي ارتكبتها بحق الشعب السوري منذ عام لحظة انطلاق الثورة من حوران، مع أن المجتمع الدولي قال كلمته في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وأصدر قرار إدانة واضح لهذه العصابة، وأن ما تقوم به عبارة عن جرائم ضد الإنسانية، مع أن بعض الدول اخترعت توليفة جديدة، تحت مسمى "جرائم ترتقي لأن تكون جرائم ضد الإنسانية"، وهذا الاشتقاق لا علاقة له بالواقع بل هو اشتقاق سياسي، تمليه بعض التوازنات الدولية، وما يترتب على تبني مفهوم "جرائم ضد الإنسانية" من تدخل عاجل من قبل المجتمع الدولي، بعد عشرة آلاف شهيد من المتظاهرين السلميين والسكان المدنيين من أطفال ونساء، وتهديم أحياء بالقصف المدفعي العنيف، في حمص بابا عمرو وإدلب ودرعا..


وللعلم لم يتعرض شعب سورية في تاريخه المكتوب منذ عشرات القرون، لمذبحة على يد حكام فاسدين كما يحدث اليوم… وهذه قضية يعرفها القاصي والداني في سورية، المعارض والموالي، الثائر والخائف، لا قبل الإسلام ولا بعده ولا أثناء التتار والمغول، لا إبان الحكم العثماني أو الاستعمار الفرنسي.. كما لم يتعرض أي شعب من شعوب دول بلاد الشام كلها.. إننا أمام حالة فريدة تستحق الدراسة والتوقف عندها ملياً، هذه حقائق يعرفها المجتمع الدولي ومراكز أبحاثه، وضاع قراراته، بما فيهم الروس والإسرائيليين، الذين أظهروا فرحتهم باستخدام روسيا لحق النقض، باستطلاع رأي أجرته كبريات الصحف الإسرائيلية، فرحوا لأن مجلس الأمن عجز عن استصدار قرار يدين هذه العصابة، وبالتالي يلزم المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه المجزرة.. لهذا وضمن هذه الأجواء كان انعقاد مؤتمر أصدقاء سورية، كله كان مطروحاً على الطاولة ما عدا حماية الشعب السوري من هذا الإجرام المعمم، من هذه الإبادة الجماعية، لهذا وجد الموقف السعودي بالانسحاب من هذا المؤتمر صدى ايجابياً عميقاً في أوساط الشارع السوري الثائر.. الغريب بالموضوع أن الزميل برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري بكلمته لم يطالب بالتدخل العسكري، لديه حساسية خاصة من هذه المطالبة، حساسية مثقف أو أكاديمي أم حساسية هيئة التنسيق? لم نعد نعرف في الواقع?
المشاركون في مؤتمر أصدقاء سورية مشكورين أكدوا على أنه يجب على الشعب السوري أن يزيل هذا النظام بيديه وبثورته فقط، وليتحمل ما سيتحمله نتيجة لخياره الشمشوني هذا أو الدونيكشيوتي، كما جاء على لسان أحد المسؤولين العرب، نعم الشعب السوري ينبعث كطائر الفينيق، وهي من أساطيره أيضاً، كي يحوز على حريته.. لهذا ليقوم الساسة بالمعارضة بما يشاؤون من ترهات لكن ليبقوا الدعم للثورة ومظاهراتها أولوية مطلقة، يجري الآن حرب إبادة جماعية في بعض المناطق في سورية، عائلات على الحدود السورية الأردنية تعيش أقصى حالة تنكيل وعسف، من قبل العصابة الحاكمة، مجازر في بلدة حلفايا، مجازر وإبادة لسكان حي بابا عمر في حمص..
هذه اعتقد فحوى الرسالة التي يجب أن نفهمها جيداً من مؤتمر أصدقاء إسرائيل الذي عقد في تونس! أنا احترم مواقف كل الدول طبعاً، لكن ما يهمني في النهاية هي النتائج السياسية على الأرض من كل سلوك سياسي، الجو الإسرائيلي لا يزال هو الحكم الظاهر في سلوك المجتمع الدولي، وشعبنا عندما يسقط هذا النظام فإنه يسقط معه النظام الإقليمي الذي تعبت عليه إسرائيل منذ خمسة عقود تقريباً من أجل تكريسه كنظام حل نهائي لكل معضلات الشرق الأوسط.
شعبنا مستمر في ثورته وعلى المعارضين أن يخجلوا من أنفسهم قليلاً.

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع