نصير عثمان البغدادي
تصدير المادة
المشاهدات : 3489
شـــــارك المادة
أظهر المجتمع الدولي بكل أطيافه وقواه وسياساته عجزه الواضح أمام قضية الشعب السوري بعد مرور عام تقريباً من بدء الأزمة، فأمريكا باعتبارها راعية "الديمقراطية" وحرية الشعوب التي بشَّرت بها في الشرق الأوسط، فكان العراق رأس الحربة في هذا المخطط المدمر؛ لم تقدم سوى مواقف باهتة وغير جادة وهي تضع نصب عينيها قرب وليدتها اللقيطة "إسرائيل" من لهيب المدخنة وغياب إستراتيجية واضحة لفصائل المعارضة السورية، وقرب الاستحقاقات الانتخابية للرئاسة الأمريكية وغيرها من الحسابات التي أضافت ضباباً على ما بهت من مواقفها.
مجلس الأمن وبسبب حسابات الروس وحلم العودة إلى صراع الأقطاب ونفوذ الرؤوس النووية وحرب النجوم وقاعدة السوفيت في البحر الدافئ التي باتت اليوم مهددة الوجود، هذا المجلس أصبح في قضية الشعب السوري مجلساً لتناول القهوة وتبادل أطراف الحديث ومنبر لطرح الرأي والرأي الآخر فحسب. تركيا لها حسابات معروفة، فتهديد الأكراد يستنزف جهد الدولة، وخصوصاً إذا عملت إيران -جارة السوء- على تغذية هذا الصراع لتهديد تركيا وتحذيرها من الولوج في تصعيد تجاه القضية السورية، بالإضافة إلى قرب الحدود واشتراكها مع سوريا والتي قد تسبب لها بتعقيدات بالغة بخصوص اللاجئين وتقديم الرعاية المطلوبة والتي من الصعب على حكومة مثل الحكومة التركية تبنيها وسط هذا العجز الاقتصادي الواضح الذي يواجهه العالم بأسره، مع وجود مخاوف من صراع طائفي تحركه أيادي خارجية بخصوص الطائفة العلوية في تركيا والتي تمثل عنصرا لا يستهان به. الجامعة العربية فقدت عروبتها، فالعراق قلب الجامعة مال بكلتا جناحيه اليوم إلى جانبه الشرقي ليعيش تابعاً لإرادة المشروع "الصفيوإيراني"، ومصر "أم العرب" تعيش في أزمة في إدارة الدولة قد لا تعود بها إلى عروبتها إلا بعد مرور عقود، اليمن فاقد لصلاحيته اليوم ينتظر من يلتفت إليه من دول الخليج، دول الخليج بدورها هي العنصر الوحيد والفاعل في معادلة الشعب السوري وباتت خياراتها معدومة بعد كل ما قدمته من مبادرات ومواقف كان آخرها طرد السفراء السوريين من عواصمها. ما بقي للسوريين إلا خيار واحد وهذا ما ينبغي التعويل عليه بعد الله - عز وجل - أن يعتمدوا على حراكهم الداخلي رغم أن ذلك له تكلفة عالية وباهظة؛ لكنه الحل الوحيد حتى هذه اللحظة، فالحل من الداخل السوري فقط.
المصدر: المختار الإسلامي
موقع المسلم
محمد فاروق الإمام
فيصل القاسم
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة