..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عام على الثورة السورية، أين الحل؟

أحمد بن فارس السلوم

٢٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3284

عام على الثورة السورية، أين الحل؟
السلوم.jpg

شـــــارك المادة

بعد عام من الثورة نحتاج أن نقيم وضع الثورة السورية، لعلنا نستطيع أن نضع النقاط على الحروف من خلال هذا التقييم ومن ثم نصل إلى حل مناسب، وهذا ما سألخصه في هذا المقال..
أولاً: على صعيد النظام: لم يتأثر النظام بكل الوسائل التي ضغط بها عليه من قبل العالم كله، فما زال يسفك الدماء ويعيث في الأرض فساداً.

 


معتمداً في ذلك على أمرين:
عامل داخلي: وهو طائفته وعصابة مجرمة من الطوائف الأخرى يشبحون لحسابه بلا أخلاق ولا وازع ديني.
وعامل خارجي: يتمثل بالدعم العسكري من قبل إيران وروسيا وحزب الله.

ولذلك لن يكف النظام عن مجازره قريباً، بل سيواصل نقل آلياته المميتة بين المدن السورية، حتى لو انشق عنه من انشق، لأنه وصل بالقتل إلى نقطة لا يمكنه أن يتراجع بعدها، فتراجعه يعني انتحاره..
ثانياً: على صعيد الثوار:
استمر الثوار في تظاهرهم السلمي، وسجلوا رقماً قياسياً في نقاط التظاهر أيام الجمع قد يصل إلى قريب من 600 نقطة.
ووصلت التظاهرات إلى أقل من 900 متر من قصر الرئيس، أي أن الشبيح بشار الأسد سمع هتافاتهم ضده، وقرعت شعاراتهم أذنه الوطواطية..
بذلوا طيلة عام أكثر من 10 آلاف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمشردين، وخسروا في عام ما بنوه في أعوام، لكنهم لم يزدادوا مع الأيام إلا عزيمة ومضيا.
ولعل الوضع المأساوي الذي يعيشونه يختصر في حالة بابا عمرو، ملحمة الصمود والتحدي.
في نهاية العام اقتنع الثوار أن السلم مع النظام الشبيحي لا ينفع، وأن الثورة السلمية غير قادرة على إطاحة النظام الشبيحي، وقد أعلنوا ذلك مدوياً في جمعة: المقاومة الشعبية.
وأعلنوه فعلاً قبل هذه الجمعة من خلال فرحهم وتأييدهم للجيش الحر، ودعواتهم المتكررة له: الجيش الحر الله يحميه!
ثالثاً: الدول العربية بذلت قصارى ما عندها، ولا تستطيع أن تفعل أكثر مما فعلت، فقد جمدت عضوية النظام وسحبت سفراءها، وأرعدت وأزبدت وهذا غاية ما يمكنها فعله.
وهي الآن تطرح على استحياء فكرة قوات عربية وإسلامية، ولكن المشكلة أن أداء الجامعة بطيء، والوقت في سوريا كالسيف في كل لحظة يسفك دما طاهراً.
رابعاً: العامل الخارجي.
نعني بذلك الدول الأجنبية، وهي على نوعين:
الأول: دول تزعم التعاطف مع الشعب والمجلس الوطني، وهي أمريكا والاتحاد الأوروبي.
وقد كررت هذه الدول مراراً وعلى مختلف الأصعدة أنها لا تنوي التدخل في سوريا، وأن سوريا ليست ليبيا، في حين أنها هي نفسها تتباكى على الحالة الإنسانية المزرية في سوريا..
الثاني: دول تتحالف مع النظام وتقف معه في صف واحد، وهي دول الفيتو وإيران، ويدرك الشعب السوري أنها متورطة في قتله.
ولكن في المحصلة هؤلاء وهؤلاء لم يخدموا الثورة والثوار ولم يحققوا رغبتهم في المساعدة في إطاحة بشار ونظامه الشبيحي.
يرفض العالم الغربي المصطف مع الثوار - بزعمه - التدخل العسكري في الشأن السوري بأي صورة، في حين يترك سوريا ساحة مفتوحة لتدخل الدول الأخرى المؤيدة للنظام تمده بالسلاح والرجال.
فما إن تغادر سفينة بحرية موانئ سوريا حتى تصل إليها سفينة أخرى من هذه الدول الشيطانية.
صورة تظهر مدى التناقض الذي تعيشه الدول الغربية المؤيدة للثورة، بل وتشرع السؤال عن مصداقيتها في هذا الموقف المزعوم، مع سقوط شعارات الممانعة عن النظام السوري وانكشاف حقيقته الصهيونية لكل ذي عينين.
الآن: بعد هذا العرض أعود للسؤال الأول: ما الحل؟
هل سنبقى ندور في هذه الحلقة المفرغة؟
هل سنظل نعلق آمالنا على موقف من هنا أو هناك؟
أم أن لدينا حلولاً تساعدنا في إنجاح ثورتنا التي قدحنا زنادها بأنفسنا؟
الحقيقة أن الشعب السوري لا يعدم حيلة ووسيلة لإمضاء ثورته وتعجيل النصر، وذلك ما أعلنه مؤخراً في جمعة: المقاومة الشعبية.
الحل باختصار هو: بالمقاومة الشعبية المسلحة.
مسألة سلمية الثورة والشعار الذي طرح مع ولادتها لم يكن مبدأ استراتيجياً لا يمكن تغيره، بل هو شعار مرحلي مؤقت، اكتسبت به الثورة زخماً يليق بها، وتأييداً يناسبها، وفضحت من خلاله النظام الشبيحي.
والآن انتهت هذه المرحلة، وبدأت مرحلة الحسم.
الحسم في المثال السوري لا يمكن استنساخه على الطريقة المصرية أو التونسية، لأن النظام مستعد أن يذبح الشعب كله في سبيل البقاء أقصى مدة ممكنة في الحكم، ولذلك فالحسم في الثورة السورية لا يكون إلا بحمل السلاح.
السلاح ولا شيء سوى السلاح، فإن النظام الشبيحي لا يفهم إلا هذه اللغة، ولا ينصاع إلا بها.
قد يقول قائل: من أين لنا بالسلاح والدول الغربية الموالية للثورة - بزعمها - ترفض تمويل الثوار؟
فالجواب: إن الشعب السوري يستطيع أن يمول نفسه بنفسه.
فالمغتربون السوريون يعتبرون من أغنى المغتربين العرب، وبإمكانهم تمويل عمل عسكري كبير جداً، لا سيما أننا لسنا بحاجة لرجال، إنما حاجتنا فقط لسلاح، فهذا يختصر لنا معادلة التحرر في شق واحد شق السلاح.
وبإمكاننا تزويد الجيش الحر بالسلاح من خلال مناطق حدودية مختلفة، بل وبشراء السلاح المختلف من داخل الجيش الأسدي المرتزق.
حينما نعلن هذه الإستراتيجية كخيار لنا في التحرر من النظام الشبيحي سنجد أحرار العالم كلهم يبحثون عنا كي يدعمونا ولا سيما إخواننا العرب والمسلمون.
الحل باختصار هو حمل السلاح، وقديماً قيل: لا يفل الحديد إلا الحديد..

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع