حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 2869
شـــــارك المادة
كلنا يذكر تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما، عندما دعا الرئيس المصري أن يرحل بعد أيام قليلة من اندلاع المظاهرات المصرية، وكلكم تذكرون عندما سُئلت وزيرة خارجيته في اليوم التالي قالت: أن عليه أن يرحل اليوم يعني أمس، عندها استبشر الثوار في سوريا خيراً وزعموا أن العالم تغير وسوف يقف مع ثورات الربيع العربي، وتوكلوا على الله خير التوكل وباشروا ثورتهم المجيدة، وبدأت التصريحات المتراخية من هنا وهناك، وانكشف الوجه الأخر للعالم.
لقد أدرك الثوار على الأرض أنه لا يوجد أحد في هذا العالم مستعد للتدخل ودعم الثورة السورية، ولا حتى بطلقة، أو برغيف خبز، أو بحبة دواء...، عندها أطلقوا على جمعتهم (يا الله ما النا غيرك يا الله)، وأصبحت شعاراتهم كلها بعيدة عن الاستجداء للغرب الحقير والأمريكي النذل، ناهيك عن أعداء الشعب السوري ابتداءً من إيران إلى الصين وانتهاء بروسيا. نعم بعد أن عرف العالم بأسره أن العدو الحقيقي للكيان الغاصب هو الشعب السوري، وأن الخطر الحقيقي على الكيان الصهيوني يكمن في أحرار سوريا، الذين يخوضون اليوم أعظم معركة في تاريخ البشرية، لأنهم يواجهون الطاغية بإجرامه، ويواجهون الإنسانية بعهرها، ويواجهون البشرية بتخاذلها، ويواجهون المنظمات الإنسانية الدولية بتقاعسها، ويواجهون العروبة بولاءاتها، فالعالم لن يستطيع مساعدة هذا الشعب الجبار في معركته التحررية من هذا الطاغية الفاشي. لقد تكالبت الأمم على سوريا الشعب واندفعوا يزودون عن الأسد وعصابته بكل ما أوتوا من خسة ونذالة، منهم من يساعده علناً ومنهم من يساعده سراً، وكلهم متفقون على إسقاط إرادة الشعب الثائر، حتى أن المنظمات الدولية ذات الصفة الإنسانية والعمل الإغاثي في الحروب، لم تستطع حتى هذه اللحظة من إدخال رغيف خبز للجائعين من أبناء الشعب السوري. فهل الإنسانية اليوم تتبرأ من تسميتها، وتكشر عن أنيابها للشعب السوري؟ هل الحكومات الغربية والأمريكية والروسية والصينية بهذه الحقارة؟ هل تبعية هذه الحكومات للصهيونية العالمية تجعلهم لا يشعرون بالمأساة الحاصلة في سورية؟ لقد فشل الصليب الأحمر حتى هذه اللحظة في إدخال أية معونة إلى حمص، أين وعودهم؟؟؟ أين هيئة الإنقاذ التي أقيم لها مؤتمر خاص في القاهرة؟ أين المجلس الوطني؟؟؟ أين الدول التي تدعي أنها صديقة للشعب السوري؟؟؟. إنّ أبلغ تعبير عن هذا الواقع هو ما صدر عن مراسل بريطاني عندما قال: لقد تخلى المجتمع الدولي عن هذا الشعب بحقارة لم نعهدها من قبل في أي حرب كانت. لكن الذي يقول: هيهات منا الذلة، لن يستطيع العالم مهما تخاذل عن نصرته؛ أن يكسر إرادته في النصر، وسوف تثبت الأيام ذلك. والخاسر الأكبر في هذه المعركة هي الإنسانية بأكملها، لأنها فشلت في إثبات القيم التي تتشدق بها.
لقمان الحكيم
محمد أيمن الجمال
خير الله خير الله
أحمد الجربا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة