أحمد صقر
تصدير المادة
المشاهدات : 4340
شـــــارك المادة
قال الله - تعالى -: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.[الأحزاب: 23]. لما تولى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخلافة، واتسعت في عهده الفتوحات الإسلامية، ساهم عكرمة في تلك الفتوحات، وظل يجاهد في سبيل الله، حتى جاءت موقعة اليرموك، وكان عكرمة أميرًا على بعض الكراديس -مجموعة من الجنود-، فنادى في المسلمين: من يبايعني على الموت؟
فأسرع إليه ابنه عمرو وعمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور، وفرسان آخرون، وانطلقوا نحو جيوش الروم يحصدون رقابهم، وأظهروا في هذه المعركة فدائية وشجاعة نادرة، وأبلوا بلاء منقطع النظير، فجرح من جرح، واستشهد من استشهد، وانتصر المسلمون انتصارًا حاسمًا، أما عكرمة فقد جرح جرحا عميقًا أدى إلى استشهاده، وفي نهاية المعركة وجدوا فيه بضعة وسبعين جرحًا ما بين طعنة ورمية وضربة. يا أحرار الشام: هؤلاء هم أسلافنا، هؤلاء قدوتنا، هؤلاء من يعلمنا كيف نختار في هذه الحياة، لم يكن الواحد منهم حين يجاهد أعداء الله لم يكن يبحث عن النصر -وإن كان النصر غاية جليلة-؛ إنما كان يبحث عن الشهادة في سبيل الله. كانوا يطلبون الموت لتوهب لهم الحياة، كانوا كما يصورهم نزيل حمص العدية سيدنا خالد بن الوليد حين أرسل رسالة للقائد المجوسي الحاقد على العرب والمسلمين "هرمز". أرسل له رسالة تبين حقيقة الجهاد الإسلامي، وفيها أصدق وصف لجند الإسلام، قال: "أما بعد.. فأسلم تسلم، أو اعقد لنفسك ولقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومنّ إلا نفسك، فلقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة". وهذا هو الوصف الحقيقي والصادق لجند الإسلام، وهو الوصف الذي جعل أعداء الإسلام يهابون المسلمين ويحسبون لهم ألف حساب. وهكذا أنتم يا جند الشام، يا أبطال سورية، يا من جعلتم العالم كله ينحني إجلالاً لبطولاتكم وبسالتكم، المنقطعة النظير. فهبوا على بركة الله، يا أحرار سورية، أيها الشباب، والحقوا بركب إخوانكم المجاهدين، ودافعوا عن حياض الوطن، دافعوا عن دينكم، دافعوا عن عرضكم، دافعوا عن أرضكم. فقد انتهكت عصابة بشار المجرمة كل الحرمات ولم يرقبوا في سوري إلا ولا ذمة، لقد عاثوا في الأرض فساداً، قتلوا العباد، وخربوا البلاد، وأفسدوا في الأرض، وانتهكوا الحرمات والأعراض، وفعلوا كل ما يغضب الله. فقد حل عليهم غضب الله، وحلت عليهم غضبتكم من أجل الله، لقد وجب النفير والجهاد في سبيل الله. فقوموا رحمكم الله، وانضموا إلى صفوف إخوانكم في الجيش الحر، وطهروا أرض سورية من رجسهم وخبثهم، وأبشروا بنصر الله، فقد لاحت علاماته، ووضحت دلالاته. {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة:249].
المصدر: أرفلون نت
عمار النوري
أبو يزن الشامي
زياد الشامي
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة