طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3109
شـــــارك المادة
يقول الشبيح حسن نصر الله، في خطابه أول من أمس، متسائلاً: «ما أقدم عليه الأسد والقيادة السورية من إصلاحات هل يمكن أن يقدم عليه ملك أو أمير أو شيخ في أي نظام عربي حالي؟»، الإجابة البسيطة، والمباشرة، هي: لا، فليس من ملك، أو أمير، أو شيخ، بالعالم العربي يقتل سبعة آلاف من مواطنيه ليبقى في الحكم.
ولأن الشبيح نصر الله غير مطلع على التاريخ العربي، نظراً لاهتمامه بالتاريخ الفارسي، وتاريخ الخميني، نقول له: إن الملك فاروق، ملك مصر، خرج من الحكم بلا دماء، وفي التاريخ السعودي استسلم الإمام عبد الله بن سعود لقوات إبراهيم باشا التركية عام 1817م حين حاصرت الدرعية، العاصمة السعودية وقتها، وذلك حماية لأرواح المدنيين، واقتاده الأتراك للآستانة وأعدموه، ولم يكن الإمام عبد الله الحالة الوحيدة، فقد فعلها أيضاً الإمام فيصل بن تركي حين استسلم لقوات خورشيد باشا عندما حاصرت «الدلم» حصاراً قاسياً، فآثر الإمام فيصل الاستسلام حقناً لدماء أبناء بلدته، واقتيد هو وأبناؤه وأخوه، ووضعوا قيد الإقامة الجبرية. أما حالياً -من الناحية السعودية- فالملك عبد الله بن عبد العزيز هو أول من رفع الصوت في خطاب الإصلاح، وقبل ما يسمى بالربيع العربي، بل ومنذ أواخر عام 1998م، فتحدث عن المرأة، والأقليات، ودشن الحوار الوطني، والأهم أنه هو الزعيم الذي التف حوله شعبه يوم ثارت الشعوب المحكومة من العسكر، فما يتجاهله الشبيح نصر الله هو أن الملوك والأمراء والشيوخ لم يقلدوا «جمهورية الأسد»، بل إن الطاغية الابن هو من حوّل سوريا إلى «جيمولكية» تحكم بديكتاتورية العسكر، وليس برعاية الملوك. بل وعندما يدافع الشبيح نصر الله عما يسميه بإصلاحات الأسد، التي يقصد بها مسرحية الدستور الجديد، فهو يقصد تضليل الرأي العام؛ فالدستور الأسدي الجديد، أو المسرحية، يقول بأنه يحق للرئيس الترشح مرتين، ومدة كل فترة سبع سنوات، وهذا يعني أن الأسد يريد أن يحكم سوريا لمدة 25 سنة، فهو لم يعلن أنه لن يترشح بالانتخابات القادمة، بل يريد تصفير العداد، بحسب تعبير الرئيس اليمني «الطائر» صالح. ومن هنا فعندما يتحدث الشبيح نصر الله فهو لا يناقض الحقائق وحسب، بل إنه يتجنى عليها، ويقدم خطابا شبيحياً بامتياز يشبه خطب الجعفري بنيويورك، والأحمد بالجامعة العربية، فأخلاق وشيم الملوك ليست كما يقول الشبيح نصر الله، فها هو ملك الأردن يقول: "لو كنت مكان الأسد لتنحيت"، وها هو ملك المغرب يقول لخصومه، عملياً، هاكم الحكم تفضلوا، وكونوا شركاء، أما ملك البحرين، التي يصفها الشبيح نصر الله بأنها «المظلومة»، فقد جاء برجل دولي مرموق، وهو محمود شريف بسيوني، ليترأس لجنة تحقيق لها كافة الصلاحيات، بينما قبل الأسد برجل المخابرات الفريق الدابي، الذي أعد تقريراً مخزياً ساوى القاتل بالقتيل. وعليه، فهذه هي أخلاقيات الملوك، والأمراء، والشيوخ، فهم لا يقتلون شعوبهم، مثل الأسد، ولا يسكنون الكهوف مثل الشبيح حسن نصر الله.
المصدر: الشرق الأوسط
بشير زين العابدين
سمير عطا الله
فيصل القاسم
محمود عثمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة