طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3095
شـــــارك المادة
كتبنا قبل أيام مقالاً عن المجازر الأسدية تحت عنوان (100 قتيل في يوم)، والآن نكتب عن (أكثر من 200 قتيل في يوم) بعد مجزرة الخالدية بحمص، فعن كم سنكتب لاحقاً طالما أن طاغية دمشق لا يجد من يردعه؟ بل هل يتحمل الطاغية وحده تلك المجازر؟ فمنذ طرح المبادرة العربية وقوات طاغية دمشق تقتل يومياً ما لا يقل عن خمسين سوريا، وأحياناً مائة، حيث فقد النظام الأسدي صوابه، لكن عندما لاحظ الأسد أن مجلس الأمن بات عاجزاً عن الوصول إلى قرار واضح ضد نظامه، وجرائمه، وبقيادة روسية، فقد اعتقد أن الوقت قد بات مناسباً للقيام بضربة قاضية بحق الشعب الثائر، من أجل فرض واقع على الأرض يجعل من الصعب على المجتمع الدولي اتخاذ أي قرار قابل للتنفيذ، ولذا فإن قواته لم تتوان عن القيام بمجزرة الخالدية. وهذا ليس تحليلاً، فوزير داخلية الأسد، وكذلك وزير خارجيته، كلاهما أعلن صراحة أن النظام سيعمد إلى الحل الأمني. ولا فرق بالطبع بين ما قاله وزير الداخلية الأسدي، أو المعلم، وقبلهما الأسد في خطابه الأخير، وما سبق أن قاله سيف الإسلام القذافي أول أيام الثورة الليبية، حين هدد الليبيين صراحة. ولذا فإن صمت المجتمع الدولي، والدفاع الروسي، وحتى بعض العرب، مثل ما نسب للممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حيث اعتبر لجوء الجامعة العربية إلى مجلس الأمن دليلاً على أن ميثاق الجامعة العربية "أصبح بلا أخلاق"!.. يجعلنا لا نستغرب جرائم النظام الأسدي، والتي بلغت حد منع قواته لمن هم تحت سن الخمسين من صلاة الجمعة، في بعض المدن السورية، طالما أن الصمت الدولي المخزي لا يزال مستمراً، وبدعم روسي سافر! وعليه، فالمطلوب اليوم هو اتخاذ قرارات فعلية وعملية، تأخرت كثيراً، ومن الدول العربية، وأولهم دول الخليج العربي، ومن تلك القرارات طرد سفراء النظام الأسدي من أراضيهم فوراً، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ودعمه، بأنواع الدعم كافة، وإطلاق الرحلات الدبلوماسية المكوكية فوراً، أي أن نرى المسؤولين الخليجيين وهم يطوفون العواصم الغربية الفاعلة لضمان تمرير قرار أممي حقيقي، وتحت الفصل السابع. فإذا كان الشيخ حمد بن جاسم قد قال في القاهرة بأن التحرك ضد القذافي أوجبه تصريح أحد أبنائه بالتهديد بحرق بنغازي، فإن الأوضاع في سوريا تعد أسوأ، حيث هدد الأسد السوريين بنفسه، والأمر نفسه فعله كل من وزير داخليته، وخارجيته، حيث أعلنوا صراحة التحرك لفرض الحل الأمني، وتطهير سوريا، كما قال وزير داخلية الأسد. فما الذي ينتظره العرب، والمجتمع الدولي، بعد ذلك؟ وعندما نذكر العرب أولاً فلسبب بسيط، حيث من غير المقبول أن نرى هيلاري كلينتون وهي تتحرك لتمرير قرار ضد الأسد، ولو كان منقوصا، بينما يقف العرب مكتوفي الأيدي! المطلوب الآن هو طرد سفراء الأسد، والاعتراف بالمجلس الوطني، والتحرك فوراً، دولياً، لحماية السوريين من الطاغية بشار.
المصدر: موقع سوريون نت
علي العبد الله
شريف عبد العزيز الزهيري
الجزيرة نت
سعد محيو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة