..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الأسد وطواحين الهواء

حسان الحموي

٣٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2542

الأسد وطواحين الهواء
111.jpg

شـــــارك المادة

بعد أن دخل الطاغية في سباق زمن مع مجلس الأمن لفرض واقع معين على الأرض من خلال استرداد زمام المبادرة في ضبط الواقع الأمني، وخاصة بعد الإخفاقات المتتالية في جميع المناطق الثائرة، ودخول حلب بقوة في دائرة العمل الثوري.


بدا دونكيشوط دمشق وهو يحارب طواحين الهواء من خلال نشر جميع قواته الأمنية وعناصر جيشه في كل مكان يقاتل عدوا لا يستطيع هو تعريفه، أو الإقرار به، وينشر الرعب والموت في كل مكان، يضرب خبط عشواء، خبط غريقٍ يحاولُ النجاة في اليمِ، وهو لا يجيد السباحة، فكلما زادت حركته ازداد غرقاً، وابتلع الكثير من الدماء، حتى انتفخت أمعاءه.
فلا يدري أهو يسابق لحظة الواقع الداخلي التي يسرقها الجيش الحر من بين يديه، أم يسابق لحظة الواقع الخارجي التي يسرقها قرار مجلس الأمن، وقد بدأ يعيش حالة انفصام عن الواقع، داخل قوقعة المؤامرة التي لطالما استمد منها شرعيةً زائفةً لبعض الوقت.
اليوم استل هذا الرعديد سيفه وسلطه على رقبة حبيبة سورية (دمشق)، متخذاً منها رهينة، يحتمي من خلفها. في خطوة انتحارية، هي الأخيرة في حساباته، قبل لفظ أنفاسه الأخيرة.
لقد بدا المشهد مرعباً من داخل الدائرة الضيقة، فكلٌ يحاول الفرار بجلده، الأمر الذي انعكس جلياً على المشهد العسكري داخل الدائرة الضيقة للطاغية وخاصة على صعيد الخطط العسكرية والقيادات…
الأمر الذي أجبر بشار على توزيع صلاحيات رئيس الأركان داوود راجحة على نوابه الثلاثة آصف شوكت، وطلال طلاس، وجميل الحسن، وهذه أول مرة تحدث بتاريخ الجيش السوري وتدل على رعب بشار وخوفه من الجميع وعدم رغبته في وضع صلاحيات كبيرة بيد أي شخص مهما كان.
في ظل أنباء متضاربة حول محاولة انقلاب فاشلة قادها اللواء المنشق محمد خلوف، ومحاولة فاشلة أيضاً لإخراج عائلة الأسد من مطار دمشق الدولي، واحتلال المطار من قبل ماهر وآصف لمنع هروب بشار من سورية وكبار المسؤولين.
أيضاً التحولات الخطيرة التي تهدد بشار في اليومين التاليين والمتمثلة بقرار التدويل الذي صار جاهزاً وتحت مباركة عربية.
إضافة إلى دخول حلب بقوة في المظاهرات ودعمها للحراك ضد الأسد واستعداد تركيا لدعم الجيش الحر بقوة فيها.
كل ذلك جعل الطاغية يفقد صوابه ويلجأ إلى أفعال إجرامية تصنف تحت ما يسمى جرائم ضد الإنسانية؛ من خلال فتح قنوات سد الرستن على نهر العاصي لإغراق المدن ومحاولة تفجير السدود القريبة من تركيا، إضافة إلى ردم البئر الوحيدة التي تمد منطقة رنكوس بالمياه، ومحاولته بيع أسلحة فاسدة لعناصر الجيش السوري الحر، في محاول أخير للضغط على الشعب الثائر.
إن عدم التمييز الذي بدا عليه الطاغية في تصرفاته ضد بلده وشعبه وخاصة في الأيام القليلة الماضية؛ نزع عنه بقايا الشرعية التي حاول الظهور فيها أمام الدول التي ما تزال ترى فيه ذلك، ولكن تسارع الأحداث يجعل من الصعب على دونكيشوط سوريا القضاء على طواحين هوائها، وسوف تضطره أن يخر صريعاً أمام جبروتها.

المصدر: سوريون نت 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع