..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

وكأنها الحرب

عبد الله اسكندر

١٥ يناير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6839

وكأنها الحرب
111.jpg

شـــــارك المادة

تشدد روسيا هذه الأيام على وجود خطط غربية لتغيير نظامي الحكم في طهران ودمشق. وقد يكون هذا التشديد يرتبط برغبة موسكو عدم الانخراط في مواقف دولية مناهضة للبلدين، لحسابات خاصة، أو تحسباً لمقايضات لاحقة مع عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين.

 

 

لكن خلاصة هذا الاتهام هي أن إيران وسورية لا تزالان تعتبران نفسيهما في منأى عن عمل دولي، عبر مجلس الأمن. وتالياً تبقى ثغرة في الجبهة السياسية الغربية، حيث إن أي قرار يُتخذ في حق الدولتين يبقى قراراً فردياً.

ومعلوم أن الموقف الغربي يعترض على ما يسميه المسعى الإيراني إلى امتلاك سلاح نووي وعلى كيفية معالجة السلطات السورية للحركة الاحتجاجية، بما يجعل الغرب في جبهة واحدة في مقابل الجبهة الواحدة السورية الإيرانية.
ولمناسبة الجدل عن احتمال التدخل الغربي في سورية لحماية المدنيين، ومع انسحاب القوات الأميركية من العراق واستعداداتها للانسحاب من أفغانستان، يرى كثر أن الغرب ليس في وارد التدخل العسكري، مستخلصاً دروس التدخل في كل من العراق وأفغانستان وليبيا. وأن الإدارة الأميركية الحالية تفضل التركيز على الوضع الداخلي عشية انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية، مثل نظيرتها الفرنسية. كما أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي عصفت بأميركا وأوروبا، تحد كثيراً من الاندفاع إلى تكاليف باهظة جديدة. لا بل يذهب مسؤولون إيرانيون وسوريون -وهم المعنيون أساساً باحتمالات التدخل- إلى أن الغرب تلقى هزيمة في مغامراته العسكرية في المنطقة على نحو يجعله يفكر كثيراً قبل الإقدام على مغامرة جديدة. ويضيف هؤلاء أيضاً إنهم على أتم استعداد عسكري من أجل الرد على أي هجوم، عبر تطوير أسلحة برية وبحرية وجوية، ما يشكل رادعاً لأي عدوان. ويهددون بقلب الطاولة على الجميع، بدءاً من إغلاق مضيق هرمز، وصولاً إلى تدمير إسرائيل بالصواريخ الطويلة والمتوسطة والقصيرة المدى.
كل ذلك للقول: إن ثمة من يرى أن الوصول إلى حافة الهاوية سياسياً، لا يعني بالضرورة التوجه إلى حرب محتومة ومواجهة شاملة. وأن كل ما نراه من مناورات سياسية وعسكرية وتهديدات يقع في إطار تبادل الضغوط والتمهيد للتفاوض. ويستدل هؤلاء بالتسوية الأميركية الإسرائيلية في العراق، والتحركات الإيرانية في سبيل معاودة المفاوضات النووية، ومآل المبادرة العربية في سورية التي أراحت الغرب في مجلس الأمن من عناء المشادات من أجل قرار يدين السلطات في دمشق.
لكن، في مقابل هذه المؤشرات هناك أخرى تظهر أن الحركة الدبلوماسية الواسعة في المنطقة، ومنها واليها، تتوازى مع معطيات على الأرض تظهر أن الحرب بدأت فعلاً، وأن المسألة تتعلق بمدى اتساعها وليس بوجودها.
وفي هذا المجال يمكن أن يُشار إلى عمليات الاغتيال للعلماء النوويين الإيرانيين، وآخرها قبل أيام. صحيح أن اغتيالات كهذه هدفها تأخير البرنامج الإيراني الذي يتأخر أصلاً بفعل العقوبات. لكن مجرد اعتماد الاغتيال، خصوصاً أن المشتبه به الأساسي يبقى إسرائيل، يعني الانتقال إلى مرحلة القتل التي هي أحد تعبيرات الحرب.
في المقابل، تأخذ الحركة الاحتجاجية في البحرين واليمن، وغيرهما من البلدان الخليجية، طابعاً يزداد عنفاً مع الجهر بالمرجعية الإيرانية لبعض أطرافها، ما يشكل نوعاً من الرد الممكن حالياً، في إطار مواجهة تتجه نحو التعميم.
هذه المؤشرات ليست مجرد مقدمات قد تقود إلى حرب، تدخل فيها القوات والأساطيل والصواريخ. إنها من الظواهر التي تشي بأن الحرب وكأنها قد بدأت. أما إعلانها فقد يكون في أي حادث عرضي، أو خطأ قد يحصل في لحظة ما.

المصدر: موقع أخبار الثورة السورية 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع