..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

المخابرات السورية وفبركة السيناريوهات الإرهابية

داود البصري

٢٨ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6641

المخابرات السورية وفبركة السيناريوهات الإرهابية
111.jpg

شـــــارك المادة

الطبيعة الاستخبارية والأمنية للنظام السوري لا تجعل عمليات التسلل الحدودية واختراق الحصون الاستخبارية عملية سهلة كما هي الحال في العراق مثلاً التائه والضائع بين مراكز القوى والمخترق من جميع أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية، والنظام السوري يتميز لكل من يعرفه حق المعرفة بكونه نظاماً استخبارياً صرفاً، أي أن جهاز المخابرات العامة بفروعه المشفرة والمرقمة هو الحاكم الفعلي في سورية منذ عام 1963م وحتى اليوم، ولكن وفق حسابات طائفية وسلطوية خاصة ودقيقة للغاية؛ فكل الاختراقات الأمنية التي حصلت في سورية خلال العقود الماضية كانت نتيجة لخلل ما في جهاز المخابرات وليس لأسباب أخرى.
وسورية التي تديرها مافيا عائلية محض لجهاز المخابرات العامة قدرة إدارة دفة الصراع الداخلي وبما يؤمن الجبهة الداخلية وامتداداتها الخارجية، لذلك فإن أي حديث سلطوي مزعوم عن اختراق من جماعة "القاعدة"!! هو حديث خرافة لا يعتد به ولا يستقيم مع حقيقة أن عصابات "القاعدة" ذاتها ما هي إلا فرع من فروع المخابرات السورية استعانت بها وبكثافة في تدخلها في الساحة العراقية، وإن ملفات تلك الجماعات الإرهابية تتحرك صعوداً ونزولاً بين مخابرات دمشق ومخابرات الحرس الثوري في إيران التي تحتجز وتستضيف كبار قادة "القاعدة" من أمثال الكويتي سليمان بوغيث، وآخرين في إقليم خراسان الإيراني، وعمليات التسلل إلى غرب العراق والتي تخصصت بها المخابرات السورية وبلغت ذروتها في تفجيرات بغداد الهائلة صيف 2009م، واتهم على إثرها نوري المالكي النظام السوري صراحة بتورطه بها، وكاد يشكوه لمجلس الأمن الدولي لولا تدخل الولي الفقيه هي الدليل الأنصع على سيطرة المخابرات السورية على دفة عمل الجماعات الإرهابية المنسوبة إلى "القاعدة"، واختيار المربع الأمني السوري في حي كفر سوسة أمر له دلالاته القاطعة والمعروفة.
فإضافةً للإيحاء لوفد المراقبين العرب التابع للجامعة العربية بأن النظام ضحية مؤامرة كونية سلفية إخوانية أصولية!! وبما يعزز رواياته المفبركة عن العصابات المسلحة, فإنها أيضاً تمثل رسالة تهديد بأن حرية حركة المراقبين في المناطق السورية الساخنة أمر غير مضمون النتائج، وبأن الإرهاب الأسود قد يضرب وفد الجامعة العربية وبما يخلط الأوراق وتصبح المهمة تحت حد السكين ويجعل الوفود الدبلوماسية ترتعد رعباً من موت متفحم مفاجئ قد يأتي في أي لحظة!! دون أن ننسى بأن كفر سوسة وحيث يقع جهاز المخابرات العامة قد شهد تظاهرات شعبية مناوئة للنظام أيضاً، أي أنها رسالة ذات عنوانين؛ إما إدخال لبنان على الخط والادعاء بأن استخباراتها حذرت المخابرات السورية من تسلل قاعديين وهو أمر مثير للسخرية، إذ أين كانت السيطرة السورية على امتداد مئات الكيلومترات في وضع سوري ساخن؟ وأين مخابرات حزب الله التي تدعي قدرتها على الوصول إلى غرف نوم الحكام العرب كما يقولون؟ وهي التي تمولها وتغطيها شركات مالية ضخمة ومطاعم واستثمارات من طنجة وحتى البحرين إضافة لأميركا اللاتينية؟
أي لعبة ساذجة بات يلعبها النظام وهو في ربع الساعة الأخير من حياته وحيث يقف العالم بانتظار إسدال الستار النهائي على حكم مماليك الشام المستأسدين على شعوبهم المسكينة، مسرحية متهاوية,، وفبركة مخابراتية ساذجة لا تقنع حتى الأطفال والسذج, وملفات دموية جاهزة قد يستعملها النظام، ومنها إطلاق سلسلة من عمليات الاغتيال لشخصيات عربية، أو تصعيد التخريب في مناطق أخرى ومنها العراق، أو اللجوء لاستعمال التخادم الإيراني في افتعال ملفات تصعيد إقليمية.
كل الخيارات الإرهابية اليوم متاحة أمام نظام القتلة السوري وهو يخوض حرب بقائه الأخيرة مستعملاً كافة أسلحته المتاحة، وفي طليعتها سلاح الإرهاب والاغتيال الذي تخصص به وبمفرداته على مدى عقود طويلة, من يصوغ اللعبة الدبلوماسية والسياسية في سورية اليوم هو جهاز المخابرات العامة والعسكرية فقط لا غير وليس مؤسسات الرئاسة أو الخارجية, لذلك فإن انفجار الأعمال الإرهابية هو الأمر المتوقع فقط، فقد انتهى الكلام بالنسبة للنظام وبات السلاح صاحياً فقط وتفعيل الملفات الاستخبارية هو الهدف الإستراتيجي في معركة المصير البعثية الأخيرة، وهي المعركة التي سيخسرها النظام السوري بامتياز تاريخي وتكون علامة من علامات اندحاره النهائي والمطلق.
البعثيون في سورية كما كانت حالهم في العراق لا يمتلكون من أدوات الحوار والحل سوى الإرهاب الشامل الذي سينقلب على صانعيه في النهاية… النظام السوري في مواجهة المقصلة التاريخية، فالدماء الشعبية العبيطة ستغرقه في بركاتها، فانتظروا الانهيار الكبير والنصر الشعبي العظيم في دمشق المجد.
 

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع