أحمد أبازيد
تصدير المادة
المشاهدات : 4039
شـــــارك المادة
تدعم ميليشيات إرهابية ومبنية على أحقاد عنصرية وممارسة جرائم إبادة ممنهجة، مثل الحشد الشيعي في العراق ووحدات حماية الشعب في سوريا، لتصبح بتسليح جيوش دول، وتكرّس شرعيّتها كدول رغماً عن معاداتها المعلنة للعرب السنة في المشرق، دولاً وشعوباً، ولا تكتفي بأن تدعمها في مناطقها وحسب، وإنما تطلقها على مناطق المكوّن العربي السني لتهيمن عليها، وتشاركها المعركة بغطاء سياسي وعسكري ومشاركة مباشرة على الأرض. لا تكتفي الولايات المتحدة بأن تهين في اللحظة الراهنة مراكز القوة الإقليمية التقليدية للسنة (السعودية وتركيا خاصة)، وتكفّ أيديها لتستكمل حصار الثورات الشعبية بحجة حرب الإرهاب، مقابل إطلاق أيدي جميع التدخلات المعادية حتى من خصوم أمريكا أنفسهم، مثل إيران وروسيا. ولكن أخطر ما تفعله بأن الخارطة الجديدة التي ترسمها لسوريا والعراق، بدعم ميليشيا مكوّن هوياتي عنصري لتحكم مناطق واسعة مغايرة له بل ومعادية، هي أنها تكرّس حرباً أهلية طويلة المدى، ولا تكتفي سياسية أوباما بأن تدعم هذه الميليشيات في اللحظة الراهنة، ولكنها تزرع بذور احتراب هوياتي طائفي أهلي بعيد المدى وتضفي عليه شرعية دولية. لا تريد أمريكا أن تهزم الثورات العربية وحقوق الشعوب في هذه اللحظة من التاريخ فقط، إنها تريد كسر القوى التحررية لشعوب المنطقة حتى أمد بعيد قادم، بأن تشغلها بصراعات هوياتية مستدامة. ولكن من الذي ساعد خطة الثورة المضادة هذه؟ إنه من سلب العرب السنة في العراق أي حقّ في مواجهة الحكم الطائفي إلا عن طريق داعش بتفكيك فصائل المقاومة ووأد ثورة العشائر، فطابق ما بين العرب السنة وداعش، وطابق ما بين مطالبتهم بحقوقهم السياسية وما بين أن تحكم داعش، وهذا لم يبدأ مع إعلان داعش طبعاً، بل بدأ مع فرع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، والذي تطور تلقائياً إلى دولة العراق الإسلامية ثم دولة العراق والشام ثم إلى الخلافة، مروراً بالخلافات التنظيمية التي جعلت الظواهري وفروعه طرفاً معادياً لهم، بعد أن دافع هو وكل رموز القاعدة عن تصفيتهم لفصائل المقاومة ومجازرهم بحقّ السنة ومشايخهم ومثقفيهم ونخبهم قرابة عشر سنين. وهو كذلك من أدخل هذا الفكر وأهله إلى سوريا ودافع عنهم ونشر خطابهم، قبل أن يحصل الخلاف التنظيمي، ودون أن يتخلّى حتى الآن -خجلاً من جنايته على الثورة على الأقل- عن خطاب التكفير والتخوين وتفكيك الفصائل الثورية، قبل أن يُطالب بالتخلي عن اسم تنظيمه، صنم العجوة الذي يعبدونه كما سماه أبو يزن الشامي رحمه الله. وهل أخطأنا؟ نعم، وكثيراً، تقويض المرجعيات (السياسية والعسكرية والفكرية...الخ) وتكريس الفوضى الفصائلية، وفقدان المسؤولية الثورية وقصر الأفق لدى فئة كبيرة من الفاعلين، هو أكثر مما يتمناه أي عدو، وما زال مستمراً. ولكن هل هُزمنا؟ لقد هُزم من اقتنع بالهزيمة، والثورة مستمرة، ليس شعاراً، بل دمٌ ينزف كلّ يوم لأجل هذه الكلمة، وسنبقى.
صفحة الكاتب على فيسبوك
برهان غليون
سلطان العميري
عماد الدين خيتي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة