..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

كيري تبنى المشروع الروسي في سوريا وطوَعه لخدمة مصالح أمريكا

العصر

١ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3339

كيري تبنى المشروع الروسي في سوريا وطوَعه لخدمة مصالح أمريكا
00 بوتين.jpg

شـــــارك المادة

رأت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها أن الهدنة هي "اللعبة الوحيدة" المتوفرة في سوريا. وأضافت قائلة: "لقد طال أمد الحرب ولم تثبت الدبلوماسية نجاعة فيها، حيث كان يؤمل بأن تنتهي الحرب أو توضع تحت السيطرة، وهو ما بدا أنه صعب المنال". ولاحظت الصحيفة أن اتفاق وقف الأعمال العدائية يبدو حتى هذ الوقت صامداً. ويعطي المراقبون فرصة النجاح للهدنة، ليس لأنها تعبير عن تغير في مواقف أطراف الحرب، فلا يزال كل طرف يعادي الطرف الآخر، إلا أن الهدنة تخدم مصالح اللاعبين في الأزمة  للمضي في تحقيق أهدافهم بطريقة مختلفة.

وتضيف أن سوريا هي مسألة معقدة وخطرة، وتدفع الدول التي تواجه بعضها البعض للتعاون من أجل منع مخاطر لا يمكن لطرف مواجهتها بنفسه.

وتصف الصحيفة سوريا بأنها تقاطع معقد على طريق سريع في يوم طقسه سيئ يهدد بتراكم الحافلات والعربات في أي لحظة. ويجب التأكيد هنا أن الهدنة تمت بشروط روسية وتخدم النظام السوري، حيث ستستمر الانتهاكات وكذا مخاطر مواجهة روسية- تركية.

وتعتقد الصحيفة أن المخاوف من توسع الحرب كانت الدافع الرئيس وراء المفاوضات التي انتهت باتفاق الهدنة.

وأشارت إلى الأثر الذي تركه التدخل الروسي على الحرب السورية، فقد "هز الشجرة"، وفقا لتعبير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مضيفا: "بالتأكيد، فقد غير قرار الرئيس فلاديمير بوتين إرسال قوات كبيرة إلى سوريا الوضع في ذلك البلد".

وقوى التدخل العسكري الروسي النظام بطريقة جعل من الإطاحة به أمراً بعيد المنال. ووضع التدخل العسكري المعارضة في حالة حرجة وحرمها من تحقيق هدفها الرئيس وهو الإطاحة بالأسد. لكن النجاح الروسي جلب معه مشاكله، لأن شن الحرب أسهل من تحقيق تسوية سياسية.

وعلى ما يبدو، لا يريد الروس تقوية نظام الأسد عسكرياً ولا القتال من أجله للأبد. فهدف موسكو كما تقول الصحيفة هو استمرار نظام صديق وموالٍ لها بأقل الخسائر ومن دون الغرق في المستنقع، وهذا الهدف يتناقض مع الدعم المطلق للأسد أو مساعدته استعادة السيطرة على كامل سوريا، إذ إن هذا وذاك مما يطيل أمد الحرب.

وقالت الصحيفة إن روسيا التي اتصلت بعدد من رموز المعارضة السورية ربما فهمت الآن أن عدداً قليلاً منهم لن يقبل بتغيير تجميلي لنظام لا يتغير ولا بد من تسوية نهائية تقبل بها الدول العربية السنية والأكراد.

وتعتقد أن التدخل الروسي ونتائجه ستؤثر في حملة مشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مثلما سيجعل من مهمة إعادة سوريا لما كانت عليه أمراً معقداً، وهي مهمة ضخمة فعلاً. وتنبع ضخامة المهمة من تخلي الولايات المتحدة عن دورها في سوريا. فقد بدا جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الطرف الأضعف في محادثات الهدنة.

وخسرت واشنطن مصداقيتها عندما هدد باراك أوباما بضرب الأسد ولم ينفذ تهديداته بعد استخدام السلاح الكيميائي عام 2013. ولم تحقق واشنطن مكاسب سريعة في حملتها ضد تنظيم الدولة في العراق. وبات تأثيرها على هذا البلد ضعيفاً ولا يثير الإعجاب.

ومن هنا، فما قام كيري بعمله هو تبني المشروع الروسي في سوريا وتطويعه بشكل يخدم المصالح الأمريكية والأوروبية والدولة المعنية بالنزاع.

وتختم "الغارديان" بالقول: "أمريكا وروسيا بحاجة لبعضهما البعض، ولكن كل منهما يحاول استغلال الآخر. وقد ينحرف مسارهما لكن المشكلة أن هذه هي اللعبة الوحيدة المتوفرة في البلد، وهي اللعبة الوحيدة التي يمكن أن تحمل وعوداً للسوريين بتخفيف معاناتهم".

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع